2025/09/29

م.م.ن.ص// عمال ميناء جنوة: درس في فلسفة المقاومة والتضامن!


ليس في قاعات البرلمانات الفاخرة، ولا في أبراج الشركات الزجاجية، تصنع الإرادة الحقيقية للتغيير. بل تنبثق من الأعماق، من قلوب وأيدي أولئك الذين يمسكون بزمام العمل الحقيقي.

 إنها إرادة عمال الموانئ، أولئك الجنود المجهولون في معركة الكرامة الإنسانية، الذين هزوا يوم السبت، 27 سبتمبر 2025، أركان نظام الصمت الدولي بتنظيمهم النقابي الحازم. ليسجلوا انتصار الإرادة الشعبية على آلة الحرب.
بخطوة تاريخية جريئة، استولى عمال ميناء جنوة على محطة "سبينلي"، محوّلين رافعاتهم من أدوات نقل إلى أسلحة مقاومة. لقد أحبطوا بذلك شحنة موت كانت في طريقها إلى أراضي الصراع، مانعين سفينة "Zim New Zealand" من تحميل "حاويات العار" المحملة بالسلاح. وبعد ساعات من المواجهة، انتصر الضمير الإنساني: غادرت السفينة بخزائنها الفارغة من أدوات الدمار، وحملت بدلا منها رسالة واضحة مفادها أن ضمير الشعوب لن يصمت بعد اليوم. 

هذه الحادثة ليست مجرد احتجاج عابر، بل هي نموذج حي لفلسفة مقاومة جديدة:
- القوة الحقيقية تكمن في الإرادة الجماعية للطبقة العاملة عندما ترفض أن تكون أداة في آلة الحرب.
- المقاطعة فعل مقاومة ثورية تجسدت في  تعطيل اقتصاد القتل، المعولم للحروب.
- التضامن ليس شعارات، ولا فذلكة الكلمات، بل مواقف عملية تبدأ من خط الإنتاج. 

ما حدث في جنوة يقدم للعالم نموذجاً حياً لقوة "المقاومة العمالية" وهي تستهدف العمليات اللوجستية للحروب، وتكشف زيف "الحياد" المفترض للشركات المتاجرة بالسلاح، مثبتة أن عرقلة شحنات السلاح ممكنة عملياً بتنظيم العمال.
إن صرخة عمال جنوة ستتردد اليوم في كل مكان، يقف فيه الاحرار، ميناء، مصنع، ضيعة، جامعة،..:
"لن نكون شركاء في الجريمة"
"لا لتحويل الموانئ إلى بوابات للموت"
"نعم لتحويل المرافئ إلى جسور للتضامن الإنساني" 

هذا النصر العمالي لم يكن مجرد حادثة محلية، بل هو: مؤشر على صحوة الضمير الإنساني العالمي. كما يشكل شحنة حية دافعة لانطلاق حركة عابرة للحدود تثبت أن الشعوب أقوى من حكوماتها عندما تتحد.
إن رسالة عمال ميناء جنوة واضحة: إن زمن الصمت على جرائم الحرب قد ولى إلى غير رجعة.
فلتكن جنوة شعلة تنير درب كل عمال العالم في مسيرتهم نحو إنهاء صناعة الموت، وبناء نظام عالمي جديد.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق