2025/10/29

م.م.ن.ص// 29 أكتوبر: ذكرى لا تموت.. جرحٌ ينزف.. نزيف يتواصل..

 


ذكرى الألم.. وألم.. وألم..
من دم المهدي.. إلى دم عبد الحكيم 
في 29 أكتوبر 2025، تحلُّ الذكرى الستون للجريمة الدولية، جريمة لايادي التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي.. جريمة اغتيال المناضل، والمفكِّر، وواحد من أبرز زعماء شعب صنع مناضليه على خط المجابهة للنظام وقوى الاستعمار.. إنها ذكرى اغتيال الشهيد المهدي بنبركة. 

لم يكن رقما بين الأسماء، بل كان حلقة وصل بين قادة التحرير في عصره، وجسرا للسؤال الثوري. ظل نقده الذاتي مرجعا لكل اتجاهات الحركة الاتحادية وهي ترى نفسها امتدادا لرؤيته. 

هذه الذكرى.. ليست مجرد تاريخ مكتوب بالدم، بل هي محكمة شعبية مستمرة منذ ستين عاما.. تفضحُ فيها وجوه البياعة، وتكشف فيها أقنعة المنافقين، وتسجل فيها أسماء تجار الدم. 

إنها ذكرى تثبت أن رصاصة الغدر لا تقتل فكرا، وموقفا سياسيا، ولا تُسكتُ صوتا. فالمهدي اليوم يحاكم قتلته من القبر المجهول.. وروحه المناضلة ما زالت تصنف الخونة، وتفضح المتواطئين، وتقول كلمتها: "كلُ من صافح قاتلي فهو قاتل". 

من دم المهدي.. إلى دم عبد الحكيم 

وكما لم تنته القصة باغتيال المهدي، ها هي ذي جراح شعبنا تتجدد.. من شهادة زعيم الأمس، إلى شهادة فقير اليوم.. عبد الحكيم الدرفيضي، عامل البناء الكادح، الذي سقط برصاص النظام في انتفاضة القليعة. 

تقف أمه، الأرملة المسنة، العاملة التي لا تدرجها سجلات التقاعد.. تقف والدموعُ تنهمر على خديها، أمام عائلات الشهداء والمصابين والمعتقلين والحضور المناضل، في محطة يوم أمس، 28 اكتوير 2025، بمقر "الكدش" باكادير، والذي اسفر عن افراز "لجنة عائلات الشهداء ومعتقلي ومصابي أحداث القليعة"، لتحدثنا عن ليلة لم تعرف فيها أن ابنها قد استشهد.. أخفى أبناؤها الخبر حتى الصباح، قبل مغادرتها الى الحقول.. حتى لا تسبقها دموعها إلى عملها. 

كان عبد الحكيم يعمل في البناء لإعالة أسرته.. وفي ليلة استشهاده، لم تتمكن حافلة الشركة من إيصاله إلى بيته، فنزل قرب مخفر درك القليعة.. وهناك.. كانت الرصاصات تنتظره. 

وحدهم الفقراء.. 

وحدهم الفقراء من يستيقظون قبل الجميع.. يخرجون في الظلام، ويعودون في الظلام.. حتى لا يسبقهم أحد إلى ميدان العذاب. (معذرة للشاعر محمد الماغوط عن التصرف) 

هذه ذكرانا.. هذا ألمنا.. وهذا درب نضالنا الذي يمتد من المهدي إلى عبد الحكيم.. من الأمس إلى اليوم.. ومن الدماء إلى الحرية.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق