2025/10/01

م.م.ن.ص// المقترح الامريكي: إما الحرب أو الحرب

 


باتت نذر الحرب تلوح في الأفق بشكلٍ لم يعد يحتمل التأويل، فيما تدار الخطة الأمريكية بمنطقٍ ثنائي المسار يخدم الاستعدادات العسكرية في صميمها:

 المسار الأول: استسلام مُعلّب تحت مسميات دولية.
يتمثل في فرض استسلام غير مشروط عبر مشروع يفصل غزة عن الجغرافيا الفلسطينية، ويضعها تحت الوصاية الأمريكية المباشرة، وذلك بعد أن وفرت الولايات المتحدة، بدعم من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، الغطاء السياسي والعسكري لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني، اليد الامبريالية الحربية في المنطقة. الهدف واضح: تحويل القضية من نضال التحرر إلى معادلة استسلامية تكرس الوجود الاستعماري. 


المسار الثاني: التمهيد العسكري المكشوف.
تتكشف ملامحه من خلال سلسلة إجراءات لا تترك مجالاً للشك في نوايا التصعيد بداية من: 
اولا، إعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكية إلى "وزارة الحرب" كمؤشر على تحول استراتيجي.
ثانيا، تعزيز الوجود العسكري عبر نشر حاملة الطائرات الأمريكية الأكبر، والطائرات الشبح، وطائرات الشحن العملاقة.
ثالثا، الاجتماع الطارئ في فيرجينيا لاكبر الجنرالات العسكريين بدعوى من وزارة الحرب، وتكثيف المناورات العسكرية.
إضافة لتفعيل آلية الزناد الأوروبية ضد طهران،
وما ذهبت اليه روسيا في تحذيراتها لإيران من ضربات وشيكة، ودخول القوات المسلحة الايرانية في حالة تأهب قصوى لاحتمال اندلاع حرب، حسب ما أعلنه رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة "عبد الرحيم موسوي"، والذي أكد، خلال لقائه قائد الحرس الثوري "محمد باكبور"، بأن عمليات تعزيز وتطوير المنظومات الدفاعية تسير بوتيرة متسارعة. 
وعلى المشهد المقابل، حيث يتصاعد التضامن العالمي غير المسبوق مع غزة وفرضه لضغوطات املت على بعض الانظمة في خطة تكتيكية لامتصاص غضب شعوبها ونزع فتيل التوتر في الشوارع الى "الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، وتجاوز أسطول "الصمود" للمياه الدولية واقترابه من سواحل غزة، تعمل هذه الاستعدادات العسكرية والتحركات الدبلوماسية على تشتيت الانتباه لطمس الحقائق بدعم من الانظمة العميلة بالمنطقة العربية والمغاربية. 
فهذه المؤشرات لا تنذر بحربٍ عابرة، بل بخطة استراتيجية تعيد رسم موازين القوى في المنطقة، حيث تُستخدم فلسطين كمدخل لإعادة فرض الهيمنة عبر خيارين لا ثالث لهما: استسلام مُهين تحت مظلة دولية، أو مواجهة عسكرية شاملة. لكن الثابت الوحيد في هذه المعادلة أن إرادة الشعوب قد تصنع من هذه التناقضات فجراً جديداً.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق