يعاني القطاع الصحي في إقليم تاونات من جملة من الإشكاليات الهيكلية واللوجيستيكية، مخطط لها بتواطؤ نقابي مفضوح، والتي تعرض الخدمات الصحية
إلى منطق الامتيازات، وتقوض جودة الخدمات الصحية المقدمة للسكان على علتها، وتفاقم من وضعية الهشاشة التي يعيشها السكان، لاسيما في المناطق القروية. ويمكن اختصار هذه الإشكاليات في المحاور التالية:
1. الخصاص الكبير في الموارد البشرية:
· الأطباء: يُسجل عجز حاد في عدد الأطباء، حيث لا يتوفر سوى على 28 طبيباً، أي ما يمثل أكثر من نصف العدد المطلوب، مما يشكل ضغطاً هائلاً على الكوادر المتوفرة الملتزمة بمهامها ويحد من ولوج الساكنة للرعاية الصحية. وحسب الاحصائيات لسنة 2024، حيث عدد سكان إقليم تاونات تراجع مقارنة باحصائيات 2004، يبدو أن الوزارة خصصت طبيبا واحدا لكل 13615 فرد.
· الممرضون: يعاني القطاع أيضاً من نقص حاد في الممرضين، حيث يتوفر في الاقليم 225 ممرض من أصل 332 مطلوب، أي بخصاص يصل 107 ممرض، لتفوق نسبة العجز في الممرضين 30%، مع ما يلازم ذلك من تسيب وزبونية، ويؤثر سلباً على جودة المتابعة والرعاية المقدمة ويخلف ضغطا كبيرا.
· الممرضون: يعاني القطاع أيضاً من نقص حاد في الممرضين، حيث يتوفر في الاقليم 225 ممرض من أصل 332 مطلوب، أي بخصاص يصل 107 ممرض، لتفوق نسبة العجز في الممرضين 30%، مع ما يلازم ذلك من تسيب وزبونية، ويؤثر سلباً على جودة المتابعة والرعاية المقدمة ويخلف ضغطا كبيرا.
هذه الوضعية تنعكس بشكل مكشوف على المراكز الصحية الحضرية والقروية، من المستوى الاول والمستوى الثاني، وعلى المستوصفات، وهي التي تصنف حسب معايير الوزارة المعنية على الشكل التالي:
بالنسبة للمستوصفات تعتبرها الوزارة هي تلك المؤسسات الصحية التي يشتغل فيها فقط ممرض.
اما المراكز الصحية، سواء القروية أو الحضرية، فهي تقسمها إلى مستويين:
المستوى 1: يشتغل به طبيب عام وممرضين مرتبطين بالخدمات.
والمستوى الثاني: يشتغل به طبيب عام وممرضين مرتبطين بالخدمات زائد مركز الولادة.
لكن على أرض الواقع نصدم بالفضائح . مثال المركز الصحي بقرية بامحمد الشبه معطل، والذي يأوي ما يقدر ب 19 ألف نسمة حسب آخر الاحصائيات 2024، الذي تغيب عنه الطبيبة في اغلب أيام الأسبوع. ونفس الوضع يجري في المركز الصحي ب"كالاز". وقس على ذلك، أما ما يتعلق بخدمات النساء والولادة فهو شيء يدخل في بوابة النسخ التي لها حيز فقط على الأوراق الرسمية.
2. تدهور البنية التحتية والتجهيزات:
· التجهيزات الطبية: تعرف ندرة كبيرة في التجهيزات الطبية في مختلف المؤسسات الصحية. أما المتوفرة منها فهي إما عاطلة عن العمل تماماً أو "شبه عاطلة" بسبب قدمها وتكرار أعطابها، مما يؤثر على التشخيص السليم وبالتالي العلاج.
· أسرة المستشفى الإقليمي: تعاني معظم أسرة الاستشفاء بالإقليم من التهالك وعدم الملاءمة، فهي لا تستجيب للمعايير الدنيا التي تحددها وزارة الصحة فيما يخص عملية الإيواء، مما ينعكس سلباً على راحة المرضى وجودة الخدمة.
· انعدام تجهيزات طب العيون: يُلاحظ غياب تام للتجهيزات الخاصة بطب العيون، مما اضطر المسؤولين للاستعانة بشاحنة متنقلة. لكن هذه الشاحنة، والمفترض أن تكون متنقلة لتغطية مختلف مناطق الإقليم، أصبحت ثابتة في مكان واحد، مما يحرم العديد من المرضى من هذه الخدمة الأساسية.
3. إشكالية النقل الطاريء واللوجيستيك:
· أسرة المستشفى الإقليمي: تعاني معظم أسرة الاستشفاء بالإقليم من التهالك وعدم الملاءمة، فهي لا تستجيب للمعايير الدنيا التي تحددها وزارة الصحة فيما يخص عملية الإيواء، مما ينعكس سلباً على راحة المرضى وجودة الخدمة.
· انعدام تجهيزات طب العيون: يُلاحظ غياب تام للتجهيزات الخاصة بطب العيون، مما اضطر المسؤولين للاستعانة بشاحنة متنقلة. لكن هذه الشاحنة، والمفترض أن تكون متنقلة لتغطية مختلف مناطق الإقليم، أصبحت ثابتة في مكان واحد، مما يحرم العديد من المرضى من هذه الخدمة الأساسية.
3. إشكالية النقل الطاريء واللوجيستيك:
4. تداعيات نظام AMO تضامن وسياسة الخصخصة:
· أدى تحويل السكان (أغلبهم فقراء تحت عتبة الفقر) إلى نظام التغطية الصحية "AMO تضامن" إلى تفاقم الأزمة، حيث تراجع تزويد المستشفيات والمراكز الصحية بما تحتاجه من مستلزمات طبية وأدوية بشكل ملحوظ. يبدو أن الأولوية أصبحت لتغذية لوبي القطاع الخاص على حساب تموين المؤسسات الصحية العمومية، مما أثر مباشرة على جودة الخدمة المقدمة.
وتحول المستشفيات من ملاذ للشفاء إلى أوكار للفساد والموت، حتى صار التوجه للمستشفى اشبه بالتوجه لمخافر الشرطة.
فمستشفياتنا أصبحت تفوح منها روائح الفضائح، والدخول إليها أشبه بالاختفاء القسري، أما الخروج منها فهو معجزة تُكتب لها حياة جديدة. لقد حولوا حياة المغاربة إلى سلعة؛ فلكي تعيش، عليك أن تدفع ثمن دمك للرأسماليين وسماسرة البزة البيضاء وتشتري ضمير العديد من الموظفين.
فمستشفياتنا أصبحت تفوح منها روائح الفضائح، والدخول إليها أشبه بالاختفاء القسري، أما الخروج منها فهو معجزة تُكتب لها حياة جديدة. لقد حولوا حياة المغاربة إلى سلعة؛ فلكي تعيش، عليك أن تدفع ثمن دمك للرأسماليين وسماسرة البزة البيضاء وتشتري ضمير العديد من الموظفين.
5. الفساد الإداري ونهج التدمير على مستوى المستشفى الإقليمي:
· يعيش المستشفى الإقليمي وضعاً مأساوياً بسبب خصاص خطير في الموارد، وتواجد أجهزة طبية عاطلة، وتسيّب ممنهج.
· يحدث هذا التسيّب بتواطؤ واضح بين إحدى النقابات وإدارة المستشفى، المتمثلة في المندوب الإقليمي، في صورة تزكية للفساد الإداري.
· تم رصد صفقات مشبوهة بالإضافة إلى حالات فساد، مثل التستر على طبيب يعمل داخل المندوبية وهو غير مكلف بأي مهمة، مما أدى إلى ترك مقر عمله في المركز الصحي "بكلاز"، الذي يفترض أن يغطي حاجة ما يفوق 17 ألف نسمة، وهو ما يحرم المرضى من الحق في العلاج ويهدر المال العام ويؤثث الطريق للخواص.
· يحدث هذا التسيّب بتواطؤ واضح بين إحدى النقابات وإدارة المستشفى، المتمثلة في المندوب الإقليمي، في صورة تزكية للفساد الإداري.
· تم رصد صفقات مشبوهة بالإضافة إلى حالات فساد، مثل التستر على طبيب يعمل داخل المندوبية وهو غير مكلف بأي مهمة، مما أدى إلى ترك مقر عمله في المركز الصحي "بكلاز"، الذي يفترض أن يغطي حاجة ما يفوق 17 ألف نسمة، وهو ما يحرم المرضى من الحق في العلاج ويهدر المال العام ويؤثث الطريق للخواص.
إنها واحدة من طرقهم المخطط لها لتدمير قطاع الصحة كما دمروا التعليم، بشراكة مخزية مع القياداة النقابية والأحزاب السياسية، المشاركون في ذبح الإنسانية بتواطؤٍ صارخ. إنهم يوزعون البؤس والإذلال بتساو "عادل" على جميع أبناء هذا الوطن الجريح، فلا حياة المواطن تهمهم، بل يجتهدون في تطبيق سياسات المؤسسات الامبريالية الممولة (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي).
ان الوضع الصحي في إقليم تاونات هو صورة مصغرة لحقيقة واقع الصحة بالمغرب، ناهيك عن المناطق النائية ومناطق الجبال، والتي تعريها الفضائح المتتالية وصور نعوش الموتى التي تحمل على البهائم وهي تعوض خصاص سيارات الاسعاف، وتكشف واقع العزلة وانعدام البنية التحتية. وهذا الوضع ليس نتيجة لسوء التدبير بل نتيجة التزامات النظام بالمخططات الاستعمارية لتوفيق سوق النهب للرأسمال المالي العالمي، وللراسمال الكمبرادورية الذي ترتمي في احضانه، على هذه الارض. فاستمرار هذه الإشكاليات لا يعيق فقط توفير الخدمات الصحية الأساسية، بل ينتهك حق ابناء شعبنا في الصحة والعلاج، بل حتى فيما يشبه الحياة.
فبقسوة الواقع ومره، يدرك شعبنا أن عدوه الحقيقي هو ذلك النظام المتجذر في جراحه، الذي لا يكتفي بتدمير مستقبل أبناءه، بل يدفعهم إلى المجهول، ويرميهم في قوارب الموت، ثم يبيع لهم سموم المخدرات على أبواب مدارسهم. إنه النظام الذي يسجن خيرة المناضلين، وينشر التفاهة ويكرم التافهين، نظام مجرم عميل لا يرى فينا سوى أرقام وآلات إنتاج، ولا ينظر إلى أبناء الشعب إلا كوسيلة لمراكمة أرباحه.
هذا الواقع المرير يفرض على أبناء شعبنا أن يتحدوا في نضالٍ واحد لكسر هذا الهجوم البربري والوحشي الذي يشنه النظام على كل المجالات الحيوية التي ضحى من أجلها شعبنا: الصحة، السكن، والتعليم..
وحده النضال المنظم يمكن أن يوقف مسلسل الانهيار، ويعيد للشعب كرامته وحقه في حياة كريمة.
اسفله جدول للموارد البشرية في قطاع الصحة بالمستشفى الاقليم بتاونات:
2025/10/13
شارك هذا الموضوع على: ↓