2014/08/26

"القادة البروقراطيون في الحركة العمالية خير مدافع عن البورجوازية أكثر من البرجوازية نفسها" والنموذج الحي من خميس أيت عميرة أكادير المغرب.








قد مرت أكثر من 3 أشهر على تشريد 3000 عامل بالقطاع الزراعي في شركتي "صوبروفيل" و"روزافلوز" التابعتين للشركة الأم
"أكروديب" اللتان يوجد مقرهما على التوالي بجماعة "خميس آيت عميرة" وجماعة "الصفا" اقليم اشتوكة آيت باها. وقد ابتدأت فصول المعاناة يوم 15 ماي 2014 عندما أعلنت إدارة وحدتي التلفيف التابعتين للشركتين المذكورتين توقيف العمل بهما من دون سابق إنذار، وتعود أسباب التوقف إلى خلافات بين الباطرونا، كل من "حسن الدرهم" و"بيريك بيوش" من بين أبرز المالكين للشركتين، اللذين لم يجدا من طريقة لتسوية خلافاتهما سوى اغلاق الشركتين، وتشريد أزيد من3000 عامل وعاملة، والرمي بهم إلى الشوارع دون تعويض يذكر، ودون تقديم  أي اجابة بخصوص الاستمرار في العمل من عدمه والأكثر من ذلك تم التعامل معهم بتجاهل تام. فحسابات الشريكين فوق الكل!! فلم يكترثا لمصير العمال والعاملات ومن خلفهم عائلات بأكملها بمستلزماتها اليومية والحيوية.. لأن همهم الوحيد هو مراكمة الثروة على حساب عرق ومعاناة العمال والعاملات المقهورين. ولم يبقى من مجال  أمام هؤلاء غير طريق النضال على ارضية مطالبهم العادلة والمشروع من بينها على الخصوص التعويض عن أشهر التوقيف وفتح الشركتين واستئناف العمل، ليعلنوا بدء الاعتصام في نفس اليوم 15/05/2014 (شاهد الفيديو).
توالت الأيام، واستمرت المعركة، لكن ما من مجيب، سوى الحوارات الكاذبة والشروط المجحفة في حق العمال، وما زاد من تأزم الوضع، هو التشرذم الحاصل وسط العمال بسبب الحسابات الضيقة والتعاطي الانتهازي للقيادات النقابية البيروقراطيات مع المعركة، التي تتهافت على نصيبها من هذا الصراع  وتلعب دور الاطفائي لإخماد لهيب المعركة العمالية، ففي الوقت الذي تعلن فيه نقابة الانخراط في الاعتصام، تعلن اخرى عدم خوض غمار المعركة، وقد وصلت وقاحتهم إلى حد زرع أفكار سامة فيما بين العمال، الهدف منها تشويه كل من لا ينتمي لذات النقابة والتحذير من الحديث معه أو لقائه، ليصل الأمر درجة تكسير لحمة العمال من داخل ذات الاعتصام، تجد مجيمعات متفرقة، وكل مجموعة تتخذ من المجموعة الأخرى مادة دسمة لكيل الاتهامات وتوجيه الانتقادات الفارغة من كل معنى، مستغلين في ذلك انخفاض الوعي السياسي لدى العمال، وعدم قدرتهم على تمييز مكامن ذلك الخطاب، والهدف الأساسي من وراء ذلك هو التسابق وراء الفُتات. وبالإضافة  لكل هذا تجد زبانية البيروقراطية توحد خطابها بسرعة البرق كلما اقترب أحد المناضلين الجذريين من العمال وإلى جانبهم مناضلي حركة 20 فبراير. فتجدهم يهرولون في حالة استنفار قصوى للتصدي للأفكار الثورية حتى لا تترسخ عند العمال، حالة استنفار نضمن لكم أن التدخلات القمعية لا تثيرها عند هؤلاء، فتراهم يبذلون جهدا كبيرا للتصدي لمبادرات المناضلين الشرفاء وعرقتلها بكل ما أوتوا من قوة وديماغوجية خوفا من أن يكشف هؤلاء المناضلون عوراتهم أمام العمال، وخوفا من حرمانهم مما قد تجود به الباطرونا من فتات مكافأة لهم على التلاعب بالمعركة وجرها في طريق غير الطريق السليم، الفتات المتساقط من بين أنياب أسيادهم. فهم (المناضلين) عدو لدود سيمنعهم من المساومة من خلف ظهور العمال... ليبقى الضحية من وراء هذا العمل المشبوه العمال والعاملات. (شاهد تقرير موجز حول تطورات الفعل النضالي العمالي بإقليم  "أشتوكة آيت باها"، المنشور بتاريخ 19 ماي 2014 عبر الرابط التالي
http://lutte-radicale.blogspot.com/2014/05/blog-post_8158.html   
لكن رغم التشردم، وتمزق الجسد العمالي، تبقى المعاناة أمر واقع لا غبار عليه، المعاناة التي لا يستطيع المتلاعبون اخفائها أو التغاضي عنها، المعاناة التي تدفع بالعمال للاستمرار في معركتهم، فما من حل عندهم أمام الأفواه الجائعة التي تنتظرهم بيوتهم، لا حل عندهم أمام البنوك التي جعلتهم رهينة عندها لسنوات وسنوات تقتطع من رواتبهم الهزيلة وقد يزج بهم في السجن إن لم يدفعوا، ما من حل غير التمسك بمطالبهم العادلة، والتقدم بالمعركة إلى الأمام للمزيد من الضغط.



وقد لاقت المعركة تعاطفا كبيرا من لدن ساكنة المنطقة، كما عرفت تضامنا واسعا من طرف العديد من المناضلين وفي مقدمتهم حركة 20 فبراير – شتوكة آيت باها التي نظمت قافلة تضامنية يوم الأحد 25 ماي 2014 انطلقت من أمام مقر عمالة شتوكة آيت باها في اتجاه معتصمات العمال بكل من "صوبروفيل"، "روزافلور"، "أزيرا" و"فريشبريم" (انظر البلاغ).  وقد شهدت المنطقة إنزالا قمعيا مكثفا، لكن ذلك لم يمنع المناضلين من الاستمرار في تنفيذ البرنامج النضالي، فقد أصّروا على تجسيد المحطة رغم الحصار، حيث تحولت العمالة الكائنة بمدينة بيوكرا لثكنة عسكرية، لتقدم قوى القمع على تدخل عنيف جدا في حقهم بمجرد وصولهم، ومع ذلك استمرت مقاومة المناضلين وتمكنوا من تجسيد الشكل النضالي، وإنجاح القافلة التضامنية نحو المعتصمات العمالية بمنطقة آيت عميرة التي عرفت بدورها انزالا وتطويقا قمعيا رهيبا.
شاهد تقرير حول القافلة التضامنية لحركة 20فبراير أشتوكة أيت باها مع صور القافلة والعسكرة الرهيبة المنشور بتاريخ 25 ماي 2014 عبر الرابط التالي:
  http://lutte-radicale.blogspot.com/2014/05/20.html
شاهد أيضا الفيديو:

لكن رغم كل هاته الأشكال النضالية والتصعيد، مازال بيت لقمان على حاله، حيث ظل التماطل والتسويف سيد الموقف، وكرد على ذلك، وعلى القمع الذي تعرضت له القافلة التضامنية، وبعد التنسيق فيما بين مناضلي حركة 20 فبراير  والعمال المعتصمين، تم الإعلان من طرف الحركة
عن تنظيم اضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة انطلاقا من يوم 07 يونيو 2014، (شاهد بلاغ حركة 20 فبراير بتنسيقية شتوكة آيت باها)، وذلك ما تم بحضور متميز  من داخل مقر الجمعية المغربية لحقوق الانسان بمدينة بيوكرى، حيث تم تجسيد مبيت ليلي داخل ذات المقر بالموازاة مع الإضراب عن الطعام.
شاهد صور من الإضراب عن الطعام الذي تخوضه حركة عشرين فبراير شتوكة ايت باها المنشورة بتاريخ 07 يونيو 2014 عبر الرابط التالي:

وهكذا استمرت المعركة على حالها، الاعتصام اليومي أمام مقر الشركة، وغياب تام للباطرونا، إلى غاية يوم 18 يونيو 2014، حيث تم استدعاء ممثلي العمال المعتصمين للحوار بعمالة الاقليم بحضور قيادات نقابية بعيدة كل البعد عن المعركة، والتي تكون سيدة القرار فيما يخص المعركة، مستغلين ضعف تنظيم العمال وقلة خبرتهم في فرز لجن الحوار من قلب الاعتصام، اللجن الديمقراطية القادرة فعلا الدفاع عن مصالحهم من داخل الحوار، وما يعقد أكثر فرز اللجن هو التشردم الحاصل بين العمال كما سلف الذكر، لتبقى البيروقراطية هي المهيمن على الحوارات بكل مجرياتها. وقد استغرق الحوار حوالي 4 ساعات بإشراف  "قسم الشؤون الداخلية"  وبرئاسة عامل الاقليم (ككل الحوارات).
وقبل التقدم في الموضوع، وجب التوقف عند نقطة أساسية، المتعلقة بموقع "السلطات المحلية" ، ممثلة النظام بالمنطقة، في الصراعات الدائرة بين العمال والباطرونا، بما تشكله من ضبابية وتشويه لوعي العمال.
 إن السماسرة وتجار الموت من مندسين ومرتزقة نقابيين وصولا الى "اعوان السلطة" من شيوخ ومقدمين..، يعملون جاهدا على ترسيخ الوهم القائل بأن "السلطات فوق الجميع، وتعمل للتسوية بين العمال والباطرونا، وتعطي لكل دي حق حقه، دون أدنى تمييز أو انحياز لأحد طرفي الصراع..."  إنه الوهم بأم عينه، إنه الخبث بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فأي شخص سيبحث ولو قليلا، سيكتشف عمق التشابك بين مصالح الباطرونا والنظام، سيكتشف أنهما وجهان لعملة واحدة، كيف تكون أجهزة النظام غير منحازة وهي تقمع نضالات الطبقة العاملة يوميا؟ وهل سمعتم يوما بقمع الباطرونا؟ كيف تكون غير منحازة وهي الساهرة على تنفيد مراسيم وقوانين ومدونات وقرارات تخدم الباطرونا وتحفظ مصالحها؟ كيف تكون غير منحازة وأغلب الباطرونا هم ممثلي النظام أنفسهم من مستويات رفيعة في هرم السلطة؟ كيف تكون غير منحازة وصاحب أكبر سلطة في البلاد هو نفسه الباطرون رقم 1 بها؟؟؟؟ ... إن المسألة واضحة ولا غبار عليها إلا لمن أراد ذلك.
 وعودة للحوار، فقد جرى في سرية تامة، والقايادات النقابية البيروقراطية التي شاركت فيه رفضت اطلاع العمال على تفاصيل الحوار أو ما دار فيه، فقط حملوا معهم خلاصة جاهزة مفادها أنه توقيع اتفاق فيما بين النقابات والباطرونا، وقد تم تسوية الوضع، وبالتالي على العمال استئناف العمل انطلاقا من فاتح شتنبر المقبل مقابل رفع الاعتصام وانهاء المعركة، بشكل تعسفي غير مبالين برأي العمال، غير مهتمين إن كانوا موافقين أم لا. إنها البيروقراطية في أبشع تجلياتها، فمن سيعوض العمال عن الأشهر الأربع التي سيقضونها دون عمل؟ أين ذهب مطلب ارجاع العمال للعمل بشكل فوري ومباشر؟ وللتستر على تواطؤهم، لم تصدر أي من النقابات التي شاركت في الحوار أي بلاغ بخصوص النتائج، أو بخصوص المعركة، حتى الخبر لم يتم نشره اللهم خبر باهت على احدى الجرائد الالكترونية (شتوكة 24)، لكنه ومن جانب آخر يساهم في كشف المستور، فقد جاء في الخبر: "هذا وقد نوه النقابيون بالمجهودات التي قامت بها السلطات الاقليمية من خلال رعايتهم للحوار و المجهود المعتبر التي بدلوها من اجل تقليص الهوة بين طرفي النزاع والوصول إلى حلول مرضية للطرفين".
رابط الخبر:  http://chtouka24.com/36186.html 
عن أي مجهودات تتحدثون يا جماعة التملق و"لحيس الكابة" ؟ أنتم حكمتم على العمال سلفا بأربع أشهر من التشريد، دون تعويض أو إعالة، علما أنه في فترة الصيف تكون فرص العمل نادرة جدا والمصاريف اليومية تزداد، فأين هي هاته المجهودات التي تستحق التنويه؟؟؟ وعن أي حلول تتحدثون يا جماعة المرتزقة؟ كان الأجدر بكم أن تقولوا حلول مرضية لقياداتكم المتواطئة حتى أخمص قدميها.
بعد هاته المهزلة، والتواطؤ المكشوف، كان للعمال رأي آخر، فمباشرة بعد نقاشات بين مجموعة من العمال، وبعدما وجدوا كافة الأبواب قد صدت في وجوههم، حتى النقابة التي كان من مفروض أن تكون البيت الدافئ لهم في وجه صقيع التشريد والعراء، لم يجدوا فيها المعبر عن مصالحهم المهضومة، فلم يبقى أمامهم من خيار غير استئناف الاعتصام بدون غطاء نقابي، وذلك ما تم فعلا، في ظل غياب كل المتشدقين بالعمل النقابي بالمنطقة، لتستمر المعاناة، ويستمر الاستهتار بحياة العمال، وتستمر اللامبالاة تنضاف إليها التهديدات المتتالية لهم من طرف ثلاثي القمع والاستغلال والتواطؤ أي النظام والباطرونا والبيروقراطيات النقابية.







واستمر الوضع على حاله مع الالتحاق المتتالي والمتزايد للعمال بالاعتصام، وصولا إلى يوم 16 يوليوز2014، حيث سيستفيق العمال على خبر/فاجعة أخرى، تتمثل في توقيف ما تبقى من الوحدات التابعة لمجموعة "اكروديب"  وهاته المرة الدور على الضيعات الفلاحية، حيث تم ايقافها جميعها، مع عدم تسديد مستحقات العاملين بها، والذين يتجاوز عددهم 1000 عامل وعاملة، الأمر الذي أجّج غضبهم، ودفع بهم لتنظيم مسيرة عارمة بمنطقة آيت عميرة قوبلت بالقمع من طرف النظام، حيث تم استقدام عدد هائل من سيارات القمع (انظر الصور)، كما أن التطويق استمر لأيام بعد ذلك، في محاولة لترهيب العمال، وثنيهم عن الاستمرار في معركتهم. ليستفيق المرتزقة النقابيين متأخرين، معلنين دخولهم على الخط، والهدف هاته المرة واضح، وهو ضبط الاجواء والتحكم بها، لضمان عدم انفجار الوضع بالمنطقة، خصوصا أن العمال الذين سبق وصدقوا أكاذيب الحوار السابق، فطنوا هاته المرة بأن مشاكل المجموعة مازالت تراوح مكانها، وما تلك الوعود غير وسيلة لفض الاعتصام بأقل تكلفة، فهاته المرة كانت المسألة واضحة، فبتوقف الضيعات الزراعية، لن تكون هناك من منتوجات للتلفيف في المحطات، أي لا وجود للعمل لا في شهر سبتمبر ولا بعده، فلم يبقى أمامهم من خيار غير الالتحاق بعمال الضيعات، واستئناف الاعتصام من جديد، مع توحيده ما بين عمال محطات التلفيف والضيعات والمشاتل، والذي كان مرفوقا بالعديد من الأشكال النضالية الموازية (وقفات، مسيرات، ...) نذكر منها وقفة يوم 24 يوليوز أمام قيادة آيت عميرة، والتي عرفت مشاركة أكثر من 2000 عامل.
ومع تشبت العمال بالاعتصام بشكل يومي، والضغط الكبير الذي شكلته المعركة، سيتم يوم 31 يوليوز 2014، تقسيم الشركتين فيما بين الباطرونين "حسن الدرهم" و"بيريك بيوش".
كما انه تم صرف جزء من رواتب العمال، وتقديم المزيد من الوعود بفتح الشركتين فور انتهاء بعض الأمور التقنية كتوزيع المعدات والآلات، ليقدم بعدها العمال على تعليق الاعتصام في انتظار انتهاء المهلة لمحددة.
يوم 15 غشت 2014 سيتم استئناف الاعتصام من جديد، بعد انقضاء المدة التي تم الاتفاق عليها، كما اعلنوا عن نيتهم الدخول في اضراب عن الطعام كخطوة تصعيدية في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم في الأسبوع الموالي، وقد قاموا ببناء خيام وأكواخ أمام مقر شركة "روزافلور" لتجنب حرارة الشمس الحارقة، ولتثبيت الاعتصام.


وفي اليوم الموالي أي 16 غشت 2014، ستقدم قوى القمع على التدخل بهمجية في حقهم، ما خلف العديد من الاصابات المتفاوتة الخطورة،واعتقال بعض العمال الذين اطلق سراحهم فيما بعد، كما تم هدم كل الخيم بالاعتصام. لكن كل هذا القمع والارهاب لم يثنيهم عن مواصلة السير في معركتهم، خصوصا وتوافد العديد من ساكنة الدواوير المجاورة للمعتصم، وعائلات العمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال المعتصمين، لمؤازرتهم والتضــــــــــــــــــــــــــــــــــامن معهم.
وفي يوم 19 غشت سيتم اعادة بناء الخيم والأكواخ، في تحد بطولي لكل الأجهزة القمعية المرابطة بالمكان، معبرين عن صمودهم في وجه أي شيء امام مطالبهم العادلة والمشروعة، واستعدادهم للتصعيد أكثر من أشكالهم النضالية.
فلم يبقى من حل أمام أجهزة النظام بالمنطقة سوى فتح حوار آخر ما بين الشريكين وبين النقابات يوم 20 غشت 2014، حيث تم فرض استئناف العمل بالشركات هاته المرة مخافة انفجار الوضع جراء الاحتقان الكبير الذي تعرفه المنطقة، وفي نتائج الحوار، تقرر بدأ العمل بالجزء الخاص ب "بيريك" يوم 21 غشت 2014، في حين سينطلق العمل بالجزء الخاص بـ"الدرهم" يوم 25 غشت 2014.
وفي متابعتنا للوعود المقدمة فقد انطلق العمل فعليا في الجزء المخصص

لـ"بيريك" بتأخير يوم، أي 22 غشت2014، غير أنه لم يشمل كل الضيعات التابعة له، بل انطلق بـ3 منها فقط، وبعدد عمال أقل من السابق، استثني منها العمال بالعقدة، ليقتصر الأمر على العمال القدامى فقط، وهو نفس الشيء بالنسبة للجزء الخاص ب "الدرهم" الذي انطلق العمل به يوم 25 غشت 2014.
وفي انتظار اكتمال العمل بباقي الوحدات الانتاجية، سنقوم بمتابعة الموضوع، وسنطلع الرأي العام بكل المستجدات.
ولا يفوتنا أن نشير إلى ان الدعاية الرنانة التي تقودها "السلطات المحلية" ومن خلفها البيروقراطيات النقابية، بخصوص الحل النهائي للملف، والهالة التي أحاطت بهاته الدعاية، ما هي إلا حرب استباقية لتعطيل كل فعل نضالي مرتقب، فالأغلبية الساحقة لم تعد للعمل بعد، فقط الوعود الكارتونية، كما أن 3 أشهر من التشريد لم يتلقى عليها العمال أي تعويض يذكر، كل هذا إلى جانب المعاناة اليومية التي يتخبط فيها كل عمال المنطقة من داخل الضيعات ومحطات التلفيف والمشاتل، من انخفاض الأجور وتأخر صرفها والتهرب من أداءها في بعض الأحيان إلى التسريحات اليومية للعمال وصولا إلى التملص من أداء مستحقات الضمان الاجتماعي ...
خلاصة:
ان متابعتنا لكل مجريات هاته المعركة منذ بدايتها في شهر ماي الماضي، أي أزيد من 3 أشهر. وتدخل مجموعة من الأطراف (الاطارات النقابية، "السلطات المحلية"، والباطرونا) يتضح أن الهاجس الذي يؤرق هاته الأخيرة، هو كيفية وأد أي وحدة عمالية أو تنسيق عمالي بالمنطقة بما يخدم مصلحة الطبقة العاملة، من خلال قمع كل تحرك نضالي للعمال المعتصمين، من خلال التماطل والتسويف وتقديم مجموعة من الوعود الفارغة الهدف منها امتصاص غضب العمال وثنيهم على مواصلة درب النضال مع تأييد هاته الوعود الكاذبة من طرف القيادات النقابية الفاسدة المتواطئة مع الباطرونا.
يقول"محمد لشكر" النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية  والمنسق الجهوي لنقابة  "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب" أحد المشاركين في الحوار الأخير الذي جرى بعمالة الاقليم، في كتابة نشرها على حسابه على الفيسبوك وتناقلته عدد من الجرائد الالكترونية: "اقدر أن هذا المشكل ليس نقابيا إنما هو مشكل يلامس كل الجوانب الاجتماعية و السياسية وصولا إلى تخوفات سابقة من ان يمس ذلك الأمن بمفهومه العام ." ويضيف  "لكننا اليوم حققنا الأهم و لن نعدم الإرادة و لا السبل لتحقيقها في اطار الحوار الاجتماعي ضامن السلم الاجتماعي" . إنه الدليل الواضح علىأن الهاجس الذي يؤرق الثلاثي هو التفاف العمال حول معاركهم، وتقوية وحدتهم، مما يخلق وضعا قابلا للانفجار في أي لحظة،إنه الدليل الذي يؤكد أن النظام يخاف أشد الخوف من انتفاضة عمالية بالمنطقة، وما سيترتب عنها من تفاعل وطنيا، علما أن درجة الاحتقان على الصعيد الوطني سواء بالقطاعات العمالية أو باقي القطاعات قد وصل إلى مستويات جد مرتفعة، يتضح أن النظام يخاف أن تكون منطقة شتوكة آيت باها الشرارة التي تشعل لهيب الانتفاضات والتمردات وطنيا. لهذا نجد كل هذا اللغط واللغو حول "السلم الاجتماعي" وصولا إلى إشادة القصر بالمنظمات النقابية الجادة ودورها في الحفاظ على السلم الاجتماعي على حد تعبيره.
وفي الأخير نناشد كل المناضلين الجذريين للمزيد من الارتباط بهموم الشعب  المغربي الكادح ونضالاته، وفي مقدمته الطبقة العاملة المغربية.


مغرب النضال والصمود: من أجل بديل جذري



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق