إننا لم نولد لننتظر الذي يأتي أو لا يأتي.
كيف يمكن أن نبني المستقبل ببقائنا على ما نحن عليه؟ لقد تحول وطننا الى سجن واسع. أما من هم في سجون الذل والعار، فيلتحفون الاسمنت ويواجهون برودة الزنازن والإجرام الذي لا ينتهي، وصرخاتهم تشق جدرانها من أقصى هذا الوطن الى أقصاه..
فلاحون سلبت أراضيهم وتحولوا الى مشردين على عتبات المدن أو تحولت الضيعات الى سجون جماعية للعمال الزراعيين أو لنقل أقنان القرن الواحد والعشرين..
آن الأوان أن نكف عن الثرثرة وحمل الثورة على الشفاه كشعارات مملة، أو تقديم النصائح والتعليمات من بعيد.. آن الأوان لنختبر أفكارنا على أرض الواقع ومن قريب..
معركة عمال امانور تدخل عامها الثاني في صمود بطولي يذكرنا بمعارك السبعينات.. مر عام وهم صامدون وشعارهم الانتصار أو الانتصار، فكان لهم ما أرادوا وقدموا تضحيات غالية من أجله.
انتصروا، لأن في قاموسهم لا وجود لمعنى الهزيمة..
انتصروا، لأنهم ذات مناضلة واحدة، قيادة وقاعدة..
انتصروا، وانتصرنا..
لم يرتهنوا أو يستكينوا لطرهات البيروقراطية التي تعلو من هنا وهناك، وتنتظر السقوط.. لكنهم صمدوا وسقطت..
ناور النظام ومن لف لفه من أجل إيقاف المسيرة النضالية للعمال، وكان التهديد والوعيد.. لكن العمال قالوا وبصدور عارية وقناعة فولاذية تكسرت على عتباتها كل المؤامرات..
استقطبت الإدارة من استقطبت للعب ورقة التخريب من الداخل، فكانت النتيجة صفرا إلى جانب صفر..
إن قناعة العمال أقوى من أن تنال منها كل تلك المؤامرات والمناورات.. فكل يوم تترسخ تلك القناعة وتتعزز، ومر عام وسقط معه كل المتآمرين والخونة وانتصرت المعركة..
فالمعركة التي كان وقودها صناديد امانور كان شعارهم سنجوع ونعرى لكن لن نتخلى ولن نهادن ولن نستسلم..
صمدوا في ظل كورنا وملحقاتها، صمدوا حين صافح الكثيرون الأعداء، وصارت الخيانة خيانات..
صمدوا حين انبطح الكثيرون وأعلنوا الولاء سرا وعلانية.
إنها معركة عمال امانور ومثيلاتها من المعارك على طول خريطة هذا الوطن التي رسمت لنا معالم الطريق في زمن البطش الذي صارت معه الخيانة تكتيكا ووجهة نظر..
إنه الدرس الذي يجب أن نحفظه بكل ثقة.. إننا لن نصبح ما نريد ببقائنا على ما نحن عليه.
عاشت نضالات عمال امانور ونضالات الطبقة العاملة...