08‏/06‏/2015

حسن أحراث// محاربة الغش إبان امتحانات البكالوريا: الممكن أم المستحيل؟!!

جميل جدا أن نفكر في محاربة الغش، وأن نمارس محاربة الغش، وأن نتحمس لمحاربة الغش، وأن نضحي من أجل محاربة الغش.. لكن كل أنواع الغش وفي جميع المجالات.. ومن المفروض أن يحارب الغش من طرف غير الغشاشين وليس من طرف الغشاشين.

إنها مسألة مصداقية.. 
فإذا علمنا أن بعض أو أغلب مسؤولينا غشاشون، كيف سيسهرون على محاربة الغش، إبان امتحانات البكالوريا، وإبان امتحانات الحياة (الشأن العام)، ودائما؟
إنه شئنا أم أبينا، لا يمكن محاربة الغش من طرف (كبار وحتى صغار) الغشاشين..
إن محاربة الغش مرتبطة بمحاربة الفساد، فكرا وممارسة، من البداية حتى النهاية (من الأول حتى الآخر).. ومن لا يحارب الفساد لا يمكن أن يحارب الغش.. فالغش شكل من أشكال الفساد.
طبعا، محاربة الغش تعني السهر على تكافؤ الفرص وعلى المصداقية.. لكن، عن أي تكافؤ للفرص يتحدث مسؤولونا في ظل مجتمع طبقي؟ وعن أي مصداقية في ظل مجتمع طبقي؟
وحتى لا نغوص عميقا في حديثنا عن المجتمع الطبقي، حيث وضوح الصورة/الرؤية، وحيث الاحتكام الى المصالح الطبقية بعيدا عن الشعارات المثالية، كيف نستسيغ واقع تعليمنا العمومي "المريض" في مقابل التعليم الخصوصي المدعم والمحمي..؟
إن محاربة الغش ليس عملية ميكانيكية محدودة في الزمن والمكان.. إن محاربة الغش ليس إجراء روتينيا محكوما برغبة هذا المسؤول أو ذاك.. 
إن محاربة الغش ليس ملصقا أو لقطة إشهارية عابرة..
إن محاربة الغش ليس كتابة التقرير من طرف المراقب أو من طرف رئيس المركز أو من طرف الملاحظ أو من طرف لجنة المراقبة (الصيغة المحدثة هذه السنة)..
فارتفاع عدد حالات الغش قد ضبطت فترة الوزير السابق للتربية والتكوين محمد الوفا الذي أعلن الحرب (الثمثيلية) العشواء على "الغشاشين" (الوزير السابق أعلنها حربا خاصة).. لقد انقلب السحر على الساحر.. 
عموما، الغشاش لا يمكن أن يحارب الغش، إلا مجازا أو صوريا/ادعاء.. أي عبر الشعارات وأمام الكاميرات..
ستمر امتحانات البكالوريا، يا سادة، كما دائما.. سننسى الغش ومحاربة الغش.. بل سيمارس الغش كما دائما، وأبدا..
سيغض الطرف عن هذا وعن ذاك.. وستقدم للمحاكمة، بل للمقصلة أكباش الفداء كما دائما.. 
سيقصى أبناؤنا كما دائما وأبدا.. سواء مارسوا الغش أو حاربوه..
لهم "الذل" الغشاشون الحقيقيون، المندسون، المتاجرون في أعراضنا ودمائنا باسم الدين والأخلاق و"النضال".. أصحاب الامتيازات المفضوحة والمجهولة.. ولنا العز المقصيون الحقيقيون.. 
لقد حاربنا الغش بالأمس (الزمن الصعب) ونحاربه الآن (الزمن الأصعب) بكل مبدئية وتفان وتضحية.. 
لسنا في حاجة الى النصائح المبتذلة..
نحن وأبناؤنا في حاجة الى المصداقية إبان امتحانات البكالوريا، وبعدها وقبلها..
أليس غشا السكوت عن الغشاشين في صفوف الحكومة وفي مجال المال والأعمال والإدارة...؟
أليس غشا غض الطرف عن الجرائم المالية داخل الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات؟
أليس غشا "تهريب" عتبة النجاحّ، خاصة في الثانوي الإعدادي؟
أليس غشا التلاعب بالإحصائيات لإخفاء حقيقة الفشل في جل المجالات التربوية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية...؟
أليس غشا طمس ملفات الجرائم المالية المرتبطة بالبرنامج الاستعجالي؟
أليس غشا الإفلات (عموما) من المحاسبة والعقاب؟
أليس غشا تزوير الانتخابات؟ أليس غشا توزيع الهدايا غير المستحقة لفائدة الزبناء والمحظوظين (القطاع الخاص...)؟
أليس غشا تزوير التاريخ؟
أليس قوارب الموت غشا؟
أليس غشا توظيف الأموال "القذرة" وتبييضها عبر العقار والسياسة (الانتخابات...)؟ 
أليست فضيحة "الكراطة" غشا؟
أليس دعم مجون موازين غشا؟
أليس الاستغلال غشا؟
أليس التواطؤ مع الباطرونا غشا؟
أليس توظيف القضاء لتصفية الحسابات السياسية غشا؟
أليس احتكار الإعلام "العمومي" وتوجيهه غشا؟
أليس الحرمان من السكن والشغل والصحة والتعليم... غشا؟
أليس تبديد/سرقة المال العام غشا؟
أليس السكوت عن "الدعارة" الراقية غشا؟
أليس القتل/الاغتيال (الفردي والجماعي) غشا؟
إن محاربة الغش ليس ملصقا أو لقطة إشهارية عابرة..
ستمر امتحانات البكالوريا، يا سادة، كما دائما.. سننسى الغش ومحاربة الغش.. بل سيمارس الغش كما دائما، وأبدا..
سيغض الطرف عن هذا وعن ذاك.. وستقدم للمحاكمة، بل للمقصلة أكباش الفداء كما دائما.. 
سيقصى أبناؤنا كما دائما وأبدا.. سواء مارسوا الغش أو حاربوه..
نحن وأبناؤنا في حاجة الى المصداقية..
أليس غشا السكوت عن الغشاشين في صفوف الحكومة وفي مجال المال والأعمال والإدارة...؟
أليس غشا غض الطرف عن الجرائم المالية داخل الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات؟
أليس غشا "تهريب" عتبة النجاحّ، خاصة في الثانوي الإعدادي؟
أليس غشا التلاعب بالإحصائيات لإخفاء حقيقة الفشل في جل المجالات التربوية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية...؟
أليس غشا طمس ملفات الجرائم المالية المرتبطة بالبرنامج الاستعجالي؟
أليس غشا الإفلات (عموما) من المحاسبة والعقاب؟
أليس غشا تزوير الانتخابات؟ أليس غشا توزيع الهدايا غير المستحقة لفائدة الزبناء والمحظوظين (القطاع الخاص...)؟
أليس غشا توظيف الأموال "القذرة" وتبييضها عبر العقار والسياسة (الانتخابات...)؟ 
أليست فضيحة "الكراطة" غشا؟
أليس دعم مجون موازين غشا؟
أليس الاستغلال غشا؟
أليس التواطؤ مع الباطرونا غشا؟
أليس الرشوة والزبونية غشا؟
أليس توظيف القضاء لتصفية الحسابات السياسية غشا؟
أليس الحرمان من السكن والشغل والصحة والتعليم... غشا؟
أليس تبديد/سرقة المال العام غشا؟
أليس النهب غشا؟
أليس القمع غشا؟
أليس الاعتقال السياسي غشا؟
إن قاعة الامتحان قاعة مصغرة للمجتمع، ومحاربة الغش (الفساد) داخلها يستدعي محاربته داخل المجتمع.. إنه بيت القصيد..




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق