2014/05/23

عبد اللطيف الرازي: حول حفل استقبال المعتقل السياسي عبد الحليم البقالي بطنجة

                       

انتظرت حتى مرت لحظة استقبال المعتقل السياسي عبد الحليم البقالي بطنجة، للإدلاء بهذه الملاحظات حتى لا يفهم، أو تستخدم، هذه الملاحظات والأسئلة والحقائق في غير موضعها ويساء استخدامها من طرف المتربصين مما يمكن أن يؤثر سلبا على هذه الأنشطة المهمة والضرورية، والتي تكون مناسبة لإعادة التأكيد على التشبث بالمبادئ و القضية، والاستفادة من تجربة الاعتقال السياسي للإسهام في دفع مسيرة تحرر الشعب المغربي من نير الاستغلال والاضطهاد الطبقي. ولكي لا تفقد هذه الأنشطة مضامينها الحقيقة، وتصبح مجرد أشكال احتفالية و مناساباتية يستلزم الواجب والمسؤولية النضالية كشف مجموعة من الحقائق حول محطة الاستقبال. إن الإستعداد دائما للقفز الى الأمام وفرض تفكير وتصور، لهذه المناسبات بضاعة رائجة يروجها كل من هلكت شعبيته، بانتقاء الحضور بما يرضي أصحابه دوو الامكانيات(المقرات، اللوجيستيك، الإمكانات المالية، العلاقات...) ليحقق اهدافهم بالإستثمار في هذه المناسبات إلى أقصى الحدود. حيث تصبح الامكانيات السالفة الذكر، ومجموعة من العلاقات و التي في غالبها لا يربطها بعالم النضال إلا الإمكانات، بحيث تصير هي المؤطرة و الموجهة لهذه الأنشطة، فتضيع معها القضية، ويتم اقحام المعتقل عنوة من داخل هذه العلاقات، وهو في وضعية تكون جد صعبة، وتؤثر سلباً على رؤيته للأشياء، مما تجعله غير قادر على اتخاذ الموقف المناسب. يعني أن هذه الرؤية وهذه العلاقات المتحكمة فيها تتسرب من خلال وضعية المعتقل بشكل خاص، وكذلك من خلال الرؤية التي سييدتها القوى الإصلاحية حول هذه الأنشطة حيث جعلتها أقرب إلى الاحتفال وبعيدة عن النضال. فالملفت للنظر حول هذا الإستقبال هو استبعاد حركة 20 فبراير من حقها في التنظيم و التاطير لهذا النشاط، حيث اقتصر المنظمون بتوجيه دعوة يتيمة لمناضلي حركة 20 فبراير بدعوتهم للحضور. وفي محاولة من مناضلي الحركة لتجاوز هذا الوضع ، بادر مجموعة من مناضلي الحركة لطرح النقاش مع مناضلي الجمعية الوطنية الوطنبة لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب قبل يوم الاستقبال، حيث تم تقديم مقترح التنظيم المشترك مابين الجمعية والحركة ، خاصة وأن عبد الحليم البقالي هو مناضل فى صفوف ج. و ح ش م ، ومناضل في حركة 20 فبراير وقد اعتقل بسبب انخراطه ومساهماته وتأطيره للأشكال التي خاضتها الحركة من داخل بني بوعياش. و من الحقائق التي نرى أنه من الضروري الإدلاء بها هو تهرب مناضلي الجمعية من التفاعل مع مقترح الحركة والتشبث بالصيغة التي نزلت من فوق , وهي الصيغة التي ندلي بحقيقة حولها أي صيغة " الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب بتنسيق مع رفاق المعتقل تنظم حفل لاستقبال المعتقل " فهي صيغة وخاصة في الوضع الحالي الذي تمر منه نضالات الشعب المغربي ، وكذا الضربات المتعددة والمتنوعة الموجهة إلى كافة الحركات المناضلة وعلى رأسها بالطبع حركة 20 فبراير، تدفع كل المناضلين إلى الحذر منها، وطرح أسئلة حولها من قبيل من هؤلاء؟ أي " رفاق المعتقل " وهذا السؤال لا يناقض حق كل مناضل في اختيار الصيغة التي ينتظم بها. بل هي من أجل الوضوح والاطمئنان، خاصة وأننا لم نسمع أو نقرأ أي شيء حول رفاق المعتقل، مما يعني أن الصيغة هي عامة ومبهمة، وإخراج لحظوي، ومن الممكن أن يتسرب/وتسرب من خلالها كل من هب ودب. إن هذا السؤال قد يؤدي إلى طرح سؤال اخر , ماهي الصيغة المناسبة والملائمة للتنظيم المشترك , والتنسيق , هل هي حركة مع حركة أم حركة مع مجموعة ؟ إنها بعض الأسئلة وأخرى والتي طرحت قبل النشاط، وخلاله، وحتى بعده وهي لازالت بدون أجوبة. وللمزيد من التوضيح فقد تم اختيار مقر الاتحاد المغربي للشغل لتنظيم هذا النشاط، فكيف تم الحصول على المقر وهل كان ل"رفاق المعتقل" دور في ذلك، وهل كانت ضريبة الحصول على الترخيص هي إقصاء حركة 20 فبراير، وهي حقيقة كانت واضحة بالنسبة لمناضلي حركة 20 فبرلير الذين لبوا نداء حركة 20 فبراير طنجة للحضور والمساهمة في حفل استقبال الرفيق عبد الحليم البقالي ( الدار البيضاء,بني ملال , بني بوعياش , الحسيمة , بالإضافة إلى طنجة ...) وتأكدت هذه الحقيقة من خلال الانزعاج ومحاولة التشويش على الشعارات التي رفعها مناضلوا الحركة من داخل القاعة , مرددين نفس الاسطوانة : الانضباط للجنة التنظمية والمساهمة في أنجاح الشكل النضالي ما خلف استياء لدى مناضلي من حجم المؤامرة التي حيكت في الخفاء ضد حركة 20 فبراير.
إن قيادة ج و ح ش م م هي التي تتحمل المسؤولية في هذا الإخراج والإقصاء المتعمد لحركة 20 فبرابر مستغلة الحظر والحصار المضروب على حركة 20 فبراير، وكذلك مستفيدة من الإمكانات المفروشة أمامها –للإستدراج- من أجل الإنخراط في هذا العمل وتنفيده . وعندما نتكلم عن قيادة الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب نتكلم عن القوى السياسية الموجودة في القيادة . فما قيمة الشعارات الجذرية التي عبر عنها المؤتمر العاشر للجمعية إن لم تترجم على أرض الميدان وفي عالم الصراع مع العدو الطبقي وكل أدنابه أم أن صياغة شعارات قوية وترتيبها على الجذران وتخزينها في الرفوف هي موضة العصر لامتصاص المد والتمرد النضالي؟ إن قيمة الشعارات أو المواقف أو الرأى تظهر في عالم الممارسة، أما ترديد ذلك في هذه المناسبة واخرى فهو لايتجاوز حدود استهلاك الشعارات على مستوى الخطاب ومناقضتها على مستوى الممارسة، ويكفي أن نتساءل مع هذه القيادة عن الحالة المأزومة التي وصلت إليها الجمعية، وأسبابها وهل حالة الأزمة تتطلب التشبث بالمبادئ والمواقف وعكسها على أرض الميدان أم مجرد صناعة صور معينة لإخفاء الأزمة والهروب من المهمات الضرورية. وليس بهذا الأسلوب ( إقصاء حركة 20 فبراير ) سيتم خدمة القضية، والتي هي قضية الشعب المغربي بأكمله، ولكن يبدو أن قيادة الج الو لح الش الم الم مستمرة في عزل نضالات المعطلين عن نضالات الشعب المغربي، وعن الحركات المناضلة وعلى رأسها حركة 20 فبراير، وهي كما أعتقد أنها من الأسباب القوية التي أدت أو أوصلت ج وح ش م م لهذا المنحدر حيث أنها اختارت النضال الفئوي عن النضال الشعبي الجماهيري , واختارت عمليا بالرغم من التصور المتقدم للجمعية وخاصة مع المؤتمر العاشر عزل نضالات المعطلين عن نضالات الشعب المغربي، وبدون تجاوز هذه النظرة والممارسة لا يمكن كما أعتقد أن تقدم هذه القيادة أي شيء للجماهير المعطلة بل ستساهم بطريقة أو بأحرى في شل هذه الحركة

                                                                                                عبد اللطيف الرازي



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة