11‏/08‏/2014

البديل الجذري: قضية الاعتقال السياسي: موقفنا..


البديل الجذري: قضية الاعتقال السياسي: موقفنا..
تأخذ قضية الاعتقال السياسي، كقضية طبقية، حيزا مهما في خريطة الصراع الطبقي ببلادنا. وتعد من بين القضايا الجوهرية في نضالات الجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة. لقد عرفت بلادنا، وعلى مدى عقود طويلة، أعدادا هائلة من المعتقلين السياسيين (نساء ورجالا). وذلك انسجاما مع طبيعة النظام القائم، كنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي. فالاعتقال السياسي، وما يرافقه من تعذيب جسدي ونفسي للمعتقل وعائلته ومحيطه، أداة طبقية قمعية ملازمة للنظام لقهر المناضلين وعزلهم ولترهيب أبناء شعبنا المخلصين لقضايانا المصيرية، وبالتالي نهب خيرات شعبنا خدمة للمصالح الطبقية للبورجوازية الكبيرة المتمثلة في الكومبرادور والملاكين العقاريين، ثم الإجهاز على المكتسبات وتكسير المعارك البطولية وإجهاضها، تكريسا للفساد والتردي والبؤس على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وحماية ومكافأة للجلادين والمتورطين في الجرائم السياسية.
وتحديا لإجرام النظام القائم، قدم المعتقلون السياسيون تضحيات مشهودة، من خلال أعداد الشهداء والإضرابات البطولية عن الطعام وأشكال الصمود الرائعة، سواء إبان التعذيب في الدهاليز والأقبية النتنة أو داخل السجون المظلمة أو أثناء المحاكمات الصورية. لقد كسروا الهالة الأسطورية للنظام وفضحوا آلته الإجرامية وملفاته المطبوخة وشعاراته الزائفة بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان وطي صفحة الماضي...
وفي الوقت الذي يعاني فيه المعتقلون السياسيون وعائلاتهم محنة العتمة والقتل البطيئ ويقاومون بشاعة السجن وشراسة السجان/الجلاد يتهافت حلفاء النظام من قوى رجعية وإصلاحية وظلامية وشوفينية، باعتبارهم شركاء في القتل والصمت والتواطؤ، على اقتسام الامتيازات والفتات وتبادل الوظائف والأدوار السياسية لتأبيد معاناة شعبنا وتوفير شروط متجددة ومذلة لإخضاعه واستنزافه.
وأمام استفحال أساليب الماضي الفاشية (القتل والاختطاف والتعذيب والترهيب...) والاستمرار المتزايد لجرائم الاعتقال السياسي في صفوف أبناء شعبنا المناضلين، من عمال وفلاحين وطلبة ومعطلين ومهمشين وأطر مناضلة عاملة في مختلف المجالات، لابد من تصعيد أشكال المقاومة وعلى كافة الواجهات النضالية والإعلامية والإشعاعية والتضامنية وطنيا ودوليا (الوقفات، المسيرات، القوافل، المهرجانات والندوات، المؤازرة من طرف المحامين، دعم العائلات والتواصل معها، التعريف بالمعتقلين السياسيين، توقيع عرائض التضامن، توثيق تجارب الاعتقال ...) والانخراط القوي في النضالات المتواصلة (انتفاضات شعبية، معارك عمالية، حركة 20 فبراير، حركة المعطلين، الحركة الطلابية والتلاميذية...)، مع التعاطي المبدئي مع القضية وتوفير شروط المشاركة المكثفة لأوسع الجماهير الشعبية، من أجل فرض إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وقطع الطريق على التوظيف السياسي للقضية والاتجار في مآسي ضحايا القمع السياسي الحاليين والسابقين.
وكما يستدعي الواقع المشترك والمصير المشترك من المعتقلين السياسيين التنسيق فيما بينهم وتوحيد معاركهم ومعارك عائلاتهم، يستدعي المصير نفسه والواقع نفسه من المناضلين من مختلف مواقعهم وانتماءاتهم السياسية والنقابية والجمعوية تجميع الجهود وتوحيد معاركهم الميدانية لخدمة قضية مشتركة، هي قضية الاعتقال السياسي، كواحدة من بين قضايا الشعب المغربي الكبرى.
تيار البديل الجذري المغربي



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة