يبدو
أن الوضع في المدينة العمالية جرادة يتجه إلى التصعيد، بعدما ضاق عمال السكك
الحديدية ضرعا من الوضعية المتأزمة من جراء تعنت شركات تابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية
في الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة.
إدارات
الشركات المعنية لم تكتفي بالإجهاز على
حقوق العمال والتعسفات المستفحلة في حقهم
والتماطل في الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة ، بل انتقلت هذه الأيام ، كما
هو الشأن في ظروف مماثلة، إلى أسلوب الطرد كوسيلة لردعهم وانتقاما منهم لانخراطهم في أحدى النقابات
العمالية.
فقد قامت إدارة شركة
"بيوتيكنولوجي"، التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، بطرد ثلاثة عمال من عملهم مبررة قرارها التعسفي بكون هؤلاء العمال رفضوا إفراغ الفحم من
الحاويات الموجودة على متن أحد القطارات القادم من مدينة أخرى، فيما السبب الحقيقي
يكمن في التحاقهم وانخراطهم في نقابة الاتحاد المغربي للشغل. إذ مباشرة بعد
انخراطهم في ذات النقابة خاضوا إلى جانب رفاقهم مجموعة من الأشكال النضالية من
بينها وقفة احتجاجية في التاسع من يوليوز 2014 لمطالبة إدارة الشركة بصرف رواتبهم
الشهرية، علما أن التأخر في صرف الأجور، على هزالتها، يتكرر كل شهر وهو الأمر الذي يعاني من جرائه العمال نظرا
للمصاريف المتزايدة ومتطلبات الحياة التي لا تستطيع الأجور الزهيدة سدها.
العمال قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام كرد على قرار الطرد الذي طال زملاءهم الثلاثة، لكن الأمر الملفت هو انقسام العمال إلى ثلاث مجموعات منفصلة ومعتصمة على نفس المطالب ويجمعها قاسم مشترك واحد هو الظلم والاستغلال البشع في شروط عمل صعبة للغاية.
العمال قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام كرد على قرار الطرد الذي طال زملاءهم الثلاثة، لكن الأمر الملفت هو انقسام العمال إلى ثلاث مجموعات منفصلة ومعتصمة على نفس المطالب ويجمعها قاسم مشترك واحد هو الظلم والاستغلال البشع في شروط عمل صعبة للغاية.
فمجموعة منضوية تحت لواء الاتحاد المغربي
للشغل، والثانية تحت لواء الكنفدرالية الدمقراطية للشغل والثالثة الاتحاد العام
للشغالين بالمغرب. قيادات النقابتين الأخيرتين ترفض التنسيق مع النقابة الأولى مع
العلم أن إدارات الشركات المعنية (خصوصا الشركيتين "بيوتكنولوجي" و
"ميراوي") تستغل هذا التشرذم الحاصل وتتشجع أكثر للإجهاز على المزيد من
مكتسبات العمال وآخرها الطرد التعسفي في حق ثلاثة منهم.
ورغم أن المعطيات غير دقيقة عن سبب هذا الخلاف
إلا أنه لن يخرج عن الأزمة العامة التي يعرفها العمل النقابي بالمغرب بهيمنة
قيادات بيروقراطية على مجمل النقابات العمالية
وضعف وتشتت مجموعات المناضلين الثوريين المناهضين للبيروقراطية النقابية
وسط القطاعات العمالية. وهو الأمر الذي يفتح المجال للقيادات المتواطئة لنخر الجسم
العمالي وإضعاف معارك العمال التي يقدمون فيها تضحيات كثيرة والمتاجرة بهمومهم
وتضحياتهم من أجل مصالحها الضيقة.
لكن عزيمة العمال وواقعهم المزري الذي لا يمكن
التعايش معه، ووجود مناضلين مخلصين في هذه المعركة ومعارك أخرى، سيساهم بشكل كبير
مع مرور الوقت في الدفع بعجلة الصراع الطبقي إلى الأمام وتقوية المعارك النضالية
العمالية على الخصوص وتوحيدها وتوجيهها، خصوصا أن معارك الطبقة العاملة المغربية
ارتفعت حدها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة يوازي ذلك بروز مجموعة من المناضلين
المكافحين وسط هذه المعارك ومعارك الشعب المغربي عامة التي ما فتأت تتعاظم وتشتد
وتتوسع أمام تعاظم واشتداد هجوم النظام الرجعي على جميع المستويات.
سنوافيكم
بمستجدات وتطورات المعركة النضالية حال توفرها.
* الصور من الأرشيف
شارك هذا الموضوع على: ↓