في
سياق دولي يتسم بالهجوم الشرس للامبريالية
على شعوب العالم وثرواتها من أجل فرض
قوتها التي أهتزت بفعل الازمة البنيوية
التي يتخبط فيها نمط الانتاج الرأسمالي
سخرت ولا تزال من أجل ذلك أنظمة قائمة في
أوطاننا كعملاء
محليين مخلصين لأسياساتها
ومخططاتها التي يرسمها أسيادهم الغربيين
وبدورها هذه الأنظمة القائمة تستعمل
أذيالها الرجعية الظلامية والشوفينية
للقضاء على الأصوات التي تسعى للتحرر
والانعتاق من أجل تأبيد الاستغلال وجعله
أمرا حثميا ...
في هذا
السياق يخلد العالم ومعه الطبقة العاملة
الذكرى السابعة والتسعون لاندلاع ثورة
أكتوبر 1917
الاشتراكية
العظمى التي مهدت لبناء أول مجتمع إشتراكي
في تاريخ الإنسانية، مجتمع سلطة العمال
والفلاحين الفقراء ...
مجتمع
الانسانية مجتمع بدون استغلال الإنسان
للإنسان مجتمع يقضي على الشروط المادية
المنتجة للاستغلال أي نمط الانتاج
الرأسمالي ويقيم كبديل عنه المجتمع
الاشتراكي.
في
وطننا الجريح، لايزال النظام القائم ذي
الطبيعة اللاوطنية اللاديمقراطية
اللاشعبية مستمرا في قبضته الحديدية على
الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة
العاملة، من أجل خدمة أسياده الامبرياليين
وضمان استغلال لثروات وخيرات الوطن
انسجاما منه بعمالته ودوره الوظيفي الذي
رسمته الامبريالية، فمنذ صفقة إكسس ليبان
والنظام لا يتوانى كي يقوم بهذه المهمة
القدرة مرتكبا جرائمه السياسية مغلفا
إياها في كل مرحلة بشعارات ديماغوجية
للتعثيم على وجهه الدموي ويسخر كذلك و
بالأساس أحزابه السياسية الرجعية بمختلف
تلاوينها الانتهازية التحريفية ونقاباته
البيروقراطية.
اليوم
تعالت الأصوات بإعلان هذه البيروقراطيات
النقابية و الأكثر بيروقراطية خطوة
الإضراب العام في 29
من
الشهر الجاري.
هذه
البيروقراطيات النقابية المتواطئة
تاريخيا حتى أخمص قدميها في مؤامرة فاضحة
ضد الجماهير الشعبية، وفي طليعتها الطبقة
العاملة، هذه البيروقراطيات تجدد بيعتها
وولائها للنظام في كل وقت وحين بمناسبة
أو دون مناسبة متمثلا ذلك في تخاذلها
وتأمرها المفضوح في ظل الانهيارات
المتوالية في الأوضاع الاجتماعية
والاقتصادية والسياسية (ارتفاع
الأسعار، تجميد الأجور، الاجهاز على ما
تبقى من الحريات السياسية والنقابية،
التلاعب بمايسمى بالحوار الاجتماعي من
أجل المحاصصة على الفتات، ....)
للبلاد
فلم تجد غير المباركة والسجود لهذه
المخططات الطبقية التي ينزلها النظام
بكل ثقله على كاهل أبناء كادحي الشعب
المغربي ...ويتمثل
كذلك في هذه دعوات الإضراب العام في سعيها
المحموم لاستباق أية ردة فعل جماهيرية
وإفراغها من محتواها الحقيقي و تظليل
الطبقة العاملة وتزييف وعيها السياسي.
هذه
البيروقراطيات وعبر قياداتها العميلة
دعت لما تسميه إضرابا
عاما
/ المهزلة
ولكن في نفس الوقت في قطاعات بعينها
واستثنى بعضها قطاعات أخرى وازنة من
الإضراب/المهزلة
وهو ما يوضح تبادل التعاون بين القادة
البيروقراطيين و أجهزة النظام لحماية
مصالحه.
رغم
أنها تتبجح بكونها تتوفر على قاعدة عريضة
من القواعد المناضلة والمنخرطة فلماذا
لا تتدخل لإعادة المكتسبات التي تم الاجهاز
عنها ؟ ولماذا تتفرج على مختلف اشكال
الاستغلال الممنهجة ضد الطبقة العاملة
ولا تحرك أي ساكن ؟
هذه
البيروقراطيات وبالامس القريب نذكر أصحاب
ذاكرة الذباب المتهافتين إلى الإضراب/المهزلة
انها شاركت جهارا نهارا في ارتكاب جريمة
ضد مناضلي الشعب المغربي في مسيرتها التي
دعت اليها يوم 6
أبريل
2014
باعتقالهم
أمام مرى ومسمع من القادة البروقراطيين
أثناء الاعتقال وإلتزامهم الصمت بعد
الاعتقال وبعد المحاكمة الصورية ...
فماذا
يمكن أن يرجى من هذه الدكاكين التي تصل
ممارستها إلى هذا المستوى المنحط ؟
آخر
مشهد من المسرحية الهزلية المبكية المرتبطة
بالإضراب إعلان القوى الظلامية الرجعية
المسماة بالعدل والاحسان التحاقها
بالاضراب العام /المهزلة،
موظفة خطابا تغازل به المتيمين بالقوى
الظلامية، وهذا مؤشر واضح على التنافس
الساخن حول اقتسام الكعكعة والفتات الى
جانب كون اقحام القوى الظلامية في الاضراب
/ المهزلة
سيكون بمثابة صمام الأمان و ضابط للإيقاع
في حالة انفلات الوضع من بين يدي النظام
القائم ...تماما
كما تم توظيفها في 2011
من
أجل إفراغ انتفاضة 20
فبراير
من محتواها الثوري ونسفها من الداخل وهذا
ما يفسر سبب إنسحابها وتراجعها إلى جحرها
مصفدة على جحافل أتباعها لانها ساومت على
اللحظة التاريخية لإنقاذ النظام من السكتة
القلبية.
من
الحماقة أن نصدق أن يوما من الإضراب
/المهزلة
هذا إن لم يتم تعليقه أو إلغاؤه ...
سيعيد
للجماهير الشعبية مكتسباتها التاريخية
وللطبقة العاملة حقوقها التي تم الاجهاز
عنها ...
ما
لاشك فيه أنه ما دام النظام اللاوطني
اللاديمقراطي اللاشعبي قائما لن يتحقق
هذا الأمر ولن يتم إلا على يد المعنيين
الحقيقين بالتغيير الجذري الطبقة العاملة
وحلفائها الموضوعيين عن طريق الأداة
الثورية التي يجب على كل الماركسيين
اللينينين العمل من أجلها من أجل الخلاص
لقضية الشعب المغربي وطبقته العاملة
شارك هذا الموضوع على: ↓