2014/11/22

يوسف وهبي // ملاحظات من وحي المعايشة..


ترزح فئات واسعة من الشعب المغربي على طول جغرافية هذا الوطن الجريح، تحت نير البؤس، القمع والفقر الشديد، فمن خلال التتبع البسيط
لمجريات الحركة الإقتصادية لمدينة ما، -وهنا سنأخد إقليم اشتوكة أيت بها بحاضرتها بيوكرى- في علاقة مع حركة السكان النشطين، يتضح التدني المهول للقدرة الشرائية وما يستتبعها من تداعي للحركة التجارية والخدماتية. ذلك أنها الصخرة التي تتكسر عليها كل التصريحات والبيانات التي يصدرها النظام والمتحكمين في دوائر القرار السياسي والاقتصادي بالمغرب.
إن تشريح واقع الحركة الإقتصادية والتجارية في علاقة بدينامية السكان النشطين من عدمها يفرض علينا طرح مجموعة من التساؤلات وإبداء العديد من الملاحظات التي نراها جديرة بالمتابعة والدراسة.
تشكل الفلاحة في شقها التصديري العصب الإقتصادي والإنتاجي بإقليم اشتوكة أيت باها، ذلك أنها تساهم بحوالي 60% من مجموع الإنتاج الوطني من الخضر والفواكه الموجهة أساسا للتصدير، مع حركة سيولة نقدية بالأبناك حوالي 800 مليون درهم يوميا، كما أن عدد سكان الإقليم حوالي 160 ألف نسمة تقطن منها ما يقرب من 35 ألف نسمة بمدينة بيوكرى،تشكل اليد العاملة الوافدة من مختلف مناطق المغرب غالبيتها.
في الثلاث سنوات الأخيرة، يتضح أن هناك تراجعا خطيرا في كل من الانتاج الفلاحي ومناصب الشغل لليد العاملة ظهرت نتائجه في تباطؤ الحركة التجارية وضعف القدرة الشرائية لعموم فئات الشعب الكادح. وذلك راجع في نظرنا لمجموعة أسباب:
1- تقلص مهول للفرشة المائية من خلال الإستنزاف الكثيف من أجل تلبية حاجات السوق الدولية.
2- تأثير المناخ الجاف حيث يعتبر الإقليم بوابة المناطق الصحراوية.وهو ما يؤثر على الملكيات الصغيرة التي تخلق مناصب شغل قارة للساكنة المحلية يتم الإستلاء عليها فيما بعد من طرف لوبي العقار.
3- انتقال الرأسمال الفلاحي نحو مناطق جغرافية أخرى (سهل الغرب- الصحراء الغربية...).
4- زواج السلطة بالرأسمال وتأثيره على الواقع الإجتماعي.
5- البيروقراطية النقابية وتحالفها المافيوزي مع الدولة والرأسمال الفلاحي ضدا على المصالح الحقيقية للعمال.
إنها مجموعة من الأسباب التي تؤثر على الواقع الإقتصادي والإجتماعي لجماهير الشعب المغربي بإقليم اشتوكة أيت باها، سنتطرق في قادم المقالات لتزاوج السلطة (ممثلي النظام القائم بالإقليم) مع الرأسمال الفلاحي وتواطؤ البيروقراطية النقابية معهما.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق