بعد انتفاضة 23 مارس
1965، والقمع الدموي
الذي واجه به النظام القائم الجماهير
الشعبية إبان الانتفاضة المجيدة وفرضه
لحالة الاستثناء التي امتدت إلى نهاية
الستينات، عرفت الحركة الجماهيرية جزرا كبيرا خلال هذه الفترة العصيبة، إضافة للخذلان الذي أصيبت به الجماهير المنتفضة من جراء تآمر القوى الإصلاحية ومسارعتها لفك العزلة عن النظام عن طريق التفاوض مع القصر الذي قاد عملية الابادة في شروط دولية عرفت تصاعد للقوى البديلة بقيادة الشباب الثوري... بدأت تطفو إلى السطح أسئلة عميقة حول حقيقة استقلال 1956 وما تلاه من تطورات كان للجماهير الشعبية فيها النصيب الأكبر من القمع والاغتيال والتفقير والاجهازات المتتالية مقابل سيطرة البرجوازية الكمبرادورية وحلفائها على ثروات البلاد وخيراتها...
الستينات، عرفت الحركة الجماهيرية جزرا كبيرا خلال هذه الفترة العصيبة، إضافة للخذلان الذي أصيبت به الجماهير المنتفضة من جراء تآمر القوى الإصلاحية ومسارعتها لفك العزلة عن النظام عن طريق التفاوض مع القصر الذي قاد عملية الابادة في شروط دولية عرفت تصاعد للقوى البديلة بقيادة الشباب الثوري... بدأت تطفو إلى السطح أسئلة عميقة حول حقيقة استقلال 1956 وما تلاه من تطورات كان للجماهير الشعبية فيها النصيب الأكبر من القمع والاغتيال والتفقير والاجهازات المتتالية مقابل سيطرة البرجوازية الكمبرادورية وحلفائها على ثروات البلاد وخيراتها...
وبالموازاة مع ارتفاع حدة
النضالات الجماهيرية خلال نهاية الستينات
وعودة الاضرابات الطويلة في عدة قطاعات
كالحركة الطلابية وعمال المناجم...
احتدت التناقضات الداخلية
لدى مجموعة من الاحزاب الاصلاحية كالاتحاد
الوطني للقوات الشعبية والتحرر والاشتراكية
وتمردت مجموعات من المناضلين الشباب
داخل هذه الاحزاب بسبب مواقفها المخزية
وخيانتها للجماهير المنتفضة وانخراطها
في التطبيل للنظام وتلطيفها للصراع معه
في تلك الفترة.
ومع بداية سنة 1970
شكل المناضلون المنسحبون
من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والتحرر
والاشتراكية الانوية الاولى المنظمات
الماركسية اللينينية.
وقد كانت وثيقة "سقطت
الاقنعة فلنفتح الطريق الثوري"
الأرضية الاديولوجية
والسياسية التي اعتمدتها المجموعة
المنسحبة من "التحرر
والاشتراكية" في
ترسيخ الهوية الماركسية اللينينية
لمنظمتهم "إلى
الأمام". ويٌشهد
أن للشهيد عبد اللطيف زروال دور بارز في
وضع وترسيخ الأسس السياسية والاديولوجية
للمنظمة الثورية في مرحلتها الأولى،
مرحلة التأسيس، بمساهمته الكبيرة في
بلورة عدة أعمال ودراسات من بينها:
مفهوم الثورة الديمقراطية
الشعبية، الجبهة الوطنية الديمقراطية
الشعبية، مفهوم الكفاح الجماهيري، دور
الطبقة العاملة في التغيير، بناء الحزب
الثوري، للطبقة العاملة والفلاحين،...
خلال هذا الفترة الممتدة
إلى سنة 1976، كانت
همجية النظام تتصاعد في حق مناضلي الحركة
الماركسية اللينينية ، مما اضطر العديد
منهم إلى اللجوء للسرية والتخفي عن أعين
المخابرات، خصوصا بعد حملة الاعتقالات
التي طالت قيادات وكوادر المنظمات الثورية
("إلى الأمام"
و"23 مارس"
على الخصوص).
ونظرا للدور الكبير والجبار
الذي لعبه الشهيد عبد اللطيف زروال، بكونه
عضو بارز ونشيط في الكتابة الوطنية لـ"إلى
الأمام"، وأمام
السعي الحثيث لأجهزة المخابرات لاعتقاله،
اضطر هو الآخر للدخول في السرية والتخفي
عن الأنظار منتصف عام 1972 مركزا
بشكل كبير خلال هذه الفترة، إلى جانب باقي
الأطر والقيادات، على تقييم عمل المنظمة
منذ سنة 1970.
لكن زوار الليل اختطفوا
الشهيد يوم 5 نونبر
1974 وزجوا به في
المعتقل السري درب مولاي الشريف، حيث
تعرض هناك لأبشع أنواع التعذيب النفسي
والجسدي لأيام طويلة أبدى خلالها الشهيد
مقاومة شرسة وصمود بطولي ضد محاولة
الجلادين إخضاعه خصوصا عند اعتقال والديه
وتعذيبه أمام أعينهما ومسامعهما.
اغتال الجلادون الشهيد عبد
اللطيف زروال يوم 14 نونبر
1974 بعد أشواط
ماراطونية من التعذيب الوحشي داخل أقبية
ودهاليز الموت بـ"درب
مولاي الشريف"،
تم نقله إلى مستشفى "ابن
سينا" بالرباط
تحت اسم مستعار: البقالي...
شارك هذا الموضوع على: ↓