يستمر النظام في هجومه على القوت اليومي للجماهير الشعبية بمختلف شرائحها، وإن تعددت أشكال هذا الهجوم، فالمحصلة واحدة وهي الدفع بأسر عن آخرها إلى حافة التشريد والفقر المدقع.
وهذا هو حال الفراشة عبر ربوع وطننا الجريح، إذ بعد انسداد كل الأبواب في وجههم، لم يجدوا من سبيل غير "الفرّاشة" لتوفير لقمة العيش لهم ولأبنائهم. إلا أن النظام، وكعادته، يعمل بكل جهده لحرمانهم من مورد رزقهم الوحيد، عبر تسخيره لفيالق القمع للهجوم عليهم، وحجز سلعهم، ليجدوا أنفسهم بين مطرقة البطالة وسندان القمع.
ووعيا منهم بأنه لا بديل لتحصين حقهم في العيش الكريم غير النضال، لا سواء على أرضية الدفاع عن حقهم في الشغل، ولا سواء في توفير المحلات لهم على غرار العديد منهم ممن استطاعوا انتزاع هذا المكسب، بالرغم مما تشوبه من خروقات وتلاعبات سافرة أثناء توزيع هاته المحلات. وفي سبيل ذلك نظم الباعة المتجولين العديد من الأشكال النضالي وطنيا، مقدمين تضحيات جسام، والعديد من المعتقلين، منهم من غادر الزنازين ومنهم من لازال يرزح تحث نيرها، وأيضا وجب التذكير بالجريمة النكراء التي ارتكبها أعوان النظام ببرشيد باغتيالهم للشهيد رضوان الدقوني.
وفي هذا السياق يأتي الهجوم على الباعة المتجولين بدرب سلطان الدارالبيضاء، وآخره التدخل القمعي الذي تعرضوا له يوم 21 فبراير 2015، مخلفا العديد من الإصابات في صفوفهم، واتلاف سلعهم، واعتقال 5 منهم، ليتم فيما بعد اطلاق سراح ثلاثة باعة متجولين، والاحتفاظ بكل من جودى نوال ويوسف سفير. وتشبتا منهم بمعتقليهم، سيقدم هذا اليوم 23 فبراير الباعة المتجولين إلى جانب العديد من مناضلي الشعب المغربي على تجسيد وقفة نضالية واعتصام أمام المحكمة الابتدائية بعين السبع بالموازاة مع تقديم رفاقهم على أولى أشواط المحاكمة الصورية التي يتعرضون لها، مطالبين بالسراح الفوري لهم، واستمرارا في معركتهم النضالية.
شارك هذا الموضوع على: ↓