2015/02/23

أحمد بيان// 20 فبراير هي -إسقاط النظام-..

بدل أن تتحالفوا ضدنا، نحن أبناء الشعب المغربي المخلصين لقضيته والمضحين من أجلها، والتاريخ يشهد والمستقبل سيشهد هو كذلك، تحالفوا ضد النظام القائم، عدو الشعب المغربي..

مخطئ من يعتقد أن حركة 20 فبراير هي البيان رقم واحد أو البيان رقم 2 أو بيانات أخرى من قبل أو من بعد تاريخ 20 فبراير 2011. ومخطئ من يعمل على إلباس الحركة قميص "الملكية البرلمانية" الرث أو أي قميص مهترئ آخر. ومخطئ كذلك من يعتقد أن حركة 20 فبراير هي فقط مطلب "الدستور الديمقراطي" أو مطلب "حل الحكومة والبرلمان" أو باقي المطالب التي ألصقت بالحركة إبان الندوة الصحافية ليوم 19 فبراير 2011. إن حركة 20 فبراير أكبر من ذلك بكثير، إنها استمرارية، الى هذا الحد أو ذاك، أو بهذه المعنى أو تلك، لانتفاضات الشعب المغربي السابقة واللاحقة. وليس غريبا أن يرفع في إطارها، وفي مواقع مختلفة، شعار "إسقاط النظام"، وأن يسقط من أجل ذلك العديد من الشهداء .بكلمة واحدة، 20 فبراير، انتفاضة أو حركة، هي "إسقاط النظام". إن الحركة تمر من لحظات القوة ومن لحظات الضعف، وقد "تتوقف". إنه واقع الصراع الطبقي الذي لا يمكن القفز عليه. وفي جميع الأحوال، فإن توقفها لا يعني، بأي شكل من الأشكال، موتها. فكما لم تمت الانتفاضات الشعبية السابقة، لن تموت حركة/انتفاضة 20 فبراير. إن الموت "قدر" (مصير) الضعفاء والجبناء. إن القمع والاضطهاد لم ولن يوقفا الانتفاضات البطولية لشعبنا المكافح. وبالتأكيد لن يوقفا الانتفاضة التي انطلقت في 20 فبراير 2011. وكذلك محاولات التوظيف والامتطاء السياسيين، لم تتوفق في تشويه الانتفاضات السابقة، ولن تتوفق، بدون شك، في تشويه انتفاضة 20 فبراير. فلا مجال "للخوف" عن الحركة وعن آفاقها. وأي وصفة مسمومة لن تقتل إلا أصحابها. إن الرهان، كل الرهان من أجل إنجاز مهمة التغيير الجذري المنشود، لن يقوم على انتفاضة واحدة، سواء 20 فبراير أو غيرها. ولنأخذ العبرة من الرفيق لينين الذي قال ما معناه "لولا ثورة 1905 (التي قمعت بالحديد والنار)، لما كانت ثورة 1917".. إن مسيرة ألف ميل تبتدئ بقدم واحدة. ومادامت انتفاضة 20 فبراير مستمرة، وإن بوتيرة متفاوتة، ومن موقع الى آخر، فمسؤوليتنا قائمة في مواصلة الانخراط فيها، بل النضال من أجل تأجيجها وتأطيرها، سياسيا وتنظيميا. إن مسؤوليتنا قائمة في قطع الطريق أمام المتورطين في سفك دماء أبناء شعبنا وكافة المتاجرين بها. ولعل أحد التحديات المطروحة بهذا الصدد هو شعارات الانتفاضة التي ستضمن تجذرها واستمراريتها. وكيفما قد تكون هذه الشعارات، لا بد أن يكون ضمنها شعار "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين"، وطبعا، ليس فقط معتقلي الحركة. وأي تضامن، لا بد أن يستحضر كافة المعتقلين السياسيين. وطبعا، ليس فقط معتقلي الحركة. وأي دعم، لابد أن يعني كافة المعتقلين السياسيين. وطبعا، ليس فقط معتقلي الحركة. إن أحد عناصر قوة حركة 20 فبراير هو النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وليس فقط معتقلي الحركة. وكان أحد شعارات محطة 11 غشت 2012 وباقي محطات حركة/انتفاضة 20 فبراير، "إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين فورا". وليس ذلك منة أو مزايدة، إن المعتقلين السياسيين رموز قضية شعبنا، إنهم الشموع التي تحترق لنحيا ويحيا شعبنا، هم، الآن داخل السجن، وقد نكون داخله نحن أو أبناؤنا غدا. لا نحتاج الى الوقوف كثيرا عند نقط قوة حركة 20 فبراير، لأنها نقط قوة بارزة ولا يمكن تجاهلها أو نفيها إلا من طرف جاحد أو من طرف الجهة أو الجهات التي تزعجها هذه الحركة وتربك حساباتها. ويمكن الإشارة على الأقل الى نقط القوة التالية:
-       استنهاض الشباب المغربي وتعبئته من أجل الانخراط في متابعة الشأن العام من موقع مختلف عما تنادي به الجهات المنزعجة والمرتبكة؛
-       رفع شعارات جريئة (رغم سقفها المحدود) تتجاوب ومطامح أوسع الجماهير الشعبية؛
-       الاقتناع بأن الجماهير الشعبية هي المعنية قبل غيرها بالتغيير وبالشعارات المرفوعة، وبمعنى آخر الاقتناع بضرورة تكسير طوق النخبة وأفق النخبة البورجوازي المحدود.
وما قد يحتاج الى بذل الكثير من الجهد لاستجلائه وتوسيع التداول بشأنه هو نقط ضعف هذه الحركة، ليس من أجل الطعن فيها أو إضعافها أو التشويش عليها، بل من باب تقويتها وفتح آفاق أرحب أمامها. وإذ لكل حركة نقط ضعفها، فإن أخطر نقط ضعف حركة 20 فبراير بالمغرب هو اختراقها من طرف قوى سياسية تتحمل الكثير من المسؤولية في تكريس الأوضاع القائمة، ليس لأنها عاجزة عن التأثير في موازين القوى الحالية، بل لأن مصالحها تلتقي ومصالح النظام القائم وثبت تورطها وتواطؤها مع هذا النظام. وحضور هذه القوى في خضم حركة 20 فبراير لا يمكن إلا أن يعرقل تطورها وأن يخلق لها الكثير من المتاعب، وذلك بما يهدد أو يشل ديناميتها ويزج بها في بعض المتاهات التي تحافظ على جوهر الأوضاع الحالية وتعرقل أي نزوع نحو تجذير الحركة وتثويرها. ولا يمكن إلا أن يشكل صمام أمان أمام أي "انزلاق" غير مرغوب فيه أو في تبعاته وضامن لاحترام الخطوط الحمراء، بما يضبط إيقاع الحركة والتحكم فيها. وتتجلى ملامح ذلك في الأفكار والمقترحات التي "تتحرش" بالحركة بأشكال وأخرى، داخل المجلس الوطني أو داخل المجالس أو التنسيقيات المحلية لدعم هذه الحركة، لدرجة تجاوزت معها الأشياء حدود الدعم الى مستوى التوجيه والتأطير، بل والتوظيف. إن هذه القوى، وفي تنوعها غير المتجانس، تنسق مع النظام في الليل وتنسق مع حركة 20 فبراير في النهار. وكثيرا ما تنزعج من بعض الشعارات والمطالب أو الأشكال النضالية قبل أن ينزعج النظام من ذلك. فما الذي منع هذه القوى من التصدي في سنوات سابقة، وحتى بعد سنوات الرصاص، للمخططات التصفوية للنظام ومناهضة سياسته التفقيرية تجاه الكادحين؟ ومن أخرس هذه القوى في العديد من المناسبات السابقة التي اكتوت فيها الجماهير الشعبية وأبناء الجماهير الشعبية بسياط الجلادين وبالقرارات المجحفة التي مست كرامتهم وحرمتهم من الشغل والعلاج والتعليم والسكن اللائق...؟ فكيف نقبل أن تلتحق هذه القوى الآن بحركة 20 فبراير؟ إن هذه الأخيرة حركة جديدة ومتجددة، ومصداقيتها في مصداقية مكوناتها وفي مطالبها وفي أشكالها النضالية. فلا مكان اليوم لوضع رجل مع النظام ورجل أخرى مع حركة 20 فبراير !!ومن بين الأمثلة البشعة، والتي لا معنى لحجبها بالغربال، أشير الى الالتزام الخفي والظاهر بالسلم الاجتماعي مع الحكومة، والمطالبة في نفس الآن في تظاهرات 20 فبراير بإسقاط هذه الحكومة والبرلمان!! والأكيد أن المناضلين لم يكونوا ينتظروا من هاته القوى ذات التاريخ المفضوح غير التخاذل انطلاقا من أفقهم الضيق، وعبروا عن ذلك منذ انطلاق الحراك مثلما عبروا عنه سابقا، إلا أن ضعف ذوات المناضلين والتمزق الذي عاناه هذا الجسم طيلة سنوات، حد من تأثيرهم سواء داخل حركة 20 فبراير أو داخل الحراك ككل، اللهم مواقع محدودة ومتفرقة بقيت عرضة للهجمات المتتالية بعدما استفرد بها النظام في حملته المسعورة ضد كل الأصوات الحرة. واستحضار ضعف المناضلين في هذا الجانب، ليس من قبيل بث اليأس في صفوفهم أو دعوتهم للتراجع إلى حين قيام الشروط المناسبة ذاتيا وموضوعيا، وإنما هو تذكير بحجم المهام المطروحة على عاتقنا، فمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الشعب المغربي لن يتأتى بتحديد الجهات المتورطة فيها وفقط، وإنما التقدم في تنظيم صفوف الجماهير الكادحة وفي مقدمتها الطبقة العاملة، سواء التنظيم داخل مختلف الحركات المناضلة، أو تنظيم هاته الحركات فيما بينها لتلعب الأدوار المنوطة بها في التغيير الجذري ببلادنا، انطلاقا من أن القوة الفعلية في التغيير هي القاعدة الواسعة من الجماهير الشعبية، وليس أفرادا مفصولين عن هاته الحركات وفيما بينهم مهما بلغت صدقيتهم وثوريتهم. ونقول هذا حتى لا نسقط في أحد المستنقعات المجاورة، أحدها خلص سكانه إلا كون الشروط غير ناضجة لإنجاز مهام الثورة وشعار "إسقاط النظام" سابق لأوانه، والمرحلة مرحلة ترقب وتتبع من فوق الأبراج إلى غاية نضج الشروط التي أخذوها من تجارب غابرة بعدما فصلوها على مقاسهم لتبرير عجزهم، ومستنقع آخر اكتفى بترديد شعارات عامة، وجعل من عبارات "الحتمية التاريخية" مبررا وأساسا لوجوده دون رؤية علمية وعملية لكيفية تفعيل هاته الحتمية. أما المناضلون المسترشدون بالنظرية العلمية الماركسية اللينينية، فهم مستوعبون نظريا وممارسة أن هاته الجبرية التاريخية لا يمكن أن تتحقق لوحدها بمعزل عن الممارسة الثورية للأفراد أو المجموعات وصولا لأوسع الجماهير صاحبة المصلحة في التغيير الجذري وفي مقدمتها الطبقة العاملة. وهم بهذا لم يراهنوا على أجيال قادمة في زمن غير معلوم، وإنما كانوا مصرين على الانطلاق بجسدهم الهزيل تحت نيران العدو مقدمين تضحيات جسام وإسهام متواصل في سبيل استنهاض الشعب وإنضاج الشروط الذاتية (بالأساس) والموضوعية لإنجاز المهام المطروحة، مؤمنين بأن سلاح التنظيم في يد جماهير قوية هو وحده القادر على جعل الحركة تتقدم نحو الأمام بخطى حثيثة في مواجهة كل الدسائس التي تحاك ضدها.

لنواصل المشوار رفاقنا.. والتحدي، كماركسيين لينينيين، هو الارتباط بالجماهير الشعبية المضطهدة وفي مقدمتها الطبقة العاملة، وهو كذلك إسقاط النظام، الشعار الحقيقي لانتفاضة 20 فبراير، وليس التشويش المدفوع الأجر على نضالات أبناء شعبنا في مختلف المواقع أو المراهنة الخاسرة والخسيسة على إسقاط تيار البديل الجذري المغربي (C.A.RA.M.).. فبدل أن تتحالفوا ضدنا، نحن أبناء الشعب المغربي المخلصين لقضيته والمضحين من أجلها، والتاريخ يشهد والمستقبل سيشهد هو كذلك، تحالفوا ضد النظام القائم، عدو الشعب المغربي..
23 فبراير 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق