من المفارقات الغريبة أن ينزلق حزب
يدعي "الحكمة" الى درجة حشر أنفه في حروب دونكيشوتية مفتعلة. لقد ورد بالبنط
العريض في بيان للكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي بتاريخ 28 فبراير 2015
"إدانتنا للعنف في حق الطلبة الماويين بجامعة فاس معتبرة أن مثل هذا العنف لا
يخدم سوى أعداء الشعب والطلبة والحركة الطلابية المناضلة".
وبدون مقدمات، نتحدى الكتابة الوطنية
لحزب النهج الديمقراطي أن تدلي بما يثبت ادعاءاتها غير المسؤولة المنقولة عن جهات انتهازية
ومغرضة (حرب افتراضية بأسماء مستعارة ومسروقة عن الشهداء، وصلت حد التحريض ضد المناضلين،
بل والدعوة الى تصفيتهم جسديا).. فلم يجف بعد مدادها المسموم عندما راسلت أجهزة النظام
لإبادة النهج الديمقراطي القاعدي (وجدة وفاس)، لتعود "بإدانة" هوائية غير
مبررة، تفضح انفصالها عن الواقع وتؤكد سقوطها في مستنقع الحقد المجاني تجاه كل صوت
مناضل وتجاه كل إطار مكافح. لماذا لم تتم إدانة تلك الدعوات الإجرامية للعنف وللقتل
أيضا؟ أين كانت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي (المجتهدة)؟ فبدل إدانة هذه الدعوات
(الثابتة والمؤرخة) وجرائم القوى الظلامية التي تعانقها بالليل والنهار (خصوصا العدل
والإحسان المتورطة في اغتيال العديد من مناضلي الشعب المغربي)، تدين المناضلين الحقيقيين
والقوى المناضلة الحقيقية التي أثبتت جدارتها ومشروعيتها في الوجود الى جانب أبناء
شعبنا، بل وتقدمها على أطباق من ذهب لولائم النظام الدموية ولزبانيته الخسيسة..
فما معنى التصريح بإدانة العنف على
المنصات وأمام الكاميرات وبالتالي ممارسته على أرض الواقع بالجمعيات والنقابات..!!
لقد انزعج حزب النهج الديمقراطي من
تصريحات عادية للأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، تصريحات تكشف حربائية الحزب
وانتهازيته، كحزب ملكي متستر، ولم ينزعج من اتهاماته العشوائية المحكومة بخلفية الانتقام
تجاه مناضلين مخلصين قابضين على الجمر في الميدان، يعانون ويواجهون بصدور عارية جرائم
النظام من جهة وهلوسات الفاشلين وأقلام/سيوف المتربصين باسم النضال والشهداء، من جهة
أخرى..
فليعانق حزب النهج الديمقراطي القوى
الظلامية، وليغازل الماوية أو حتى "الشيطانية" باسم الوحدة أو "التوحيد"،
فذلك يهمه.. لكن، لن نسمح بعربدته وتهجمه المخزي على المناضلين المخلصين لقضية شعبهم..
ولتعلم كتابته الوطنية التائهة أن لحم المناضلين الحقيقيين مر، وليس كلحم الحواري الرخيص
المعروض في المزادات..
4 مارس 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓