أولا: حول ملابسات وفاة "عبد الرحيم الحسناوي".
بداية من الواجب الأشارة إلى نقط مهمة ومبهمة تلف وفاة "عبد الرحيم الحسناوي" عضو "حركة التوحيد والاصلاح" الدراع الدعاوي لحزب "العدالة والتنمية"
وعضو "منظمة التجديد الطلابي فرع مكناس"(كما قدمته لنا الحركة والمنظمة والحزب)، فحسب مصادر من مستشفى "المركب الجامعي الاستشفائي CHU " بفاس، وتصريح أحد الأطباء للقناة الثانية، وكذا حسب تصريح القوى الظلامية، فإن الاصابة التي تعرض لها "ع. الحسناوي" كانت في الرجل، وقد أجريت له عملية جراحية في مساء ذات اليوم، هذا دون الحديث عن أي اصابة في الأعضاء الحساسة، كما ان المعطيات تؤكد أن العملية كانت ناجحة، والحالة كانت مستقرة، لكن ودون سابق انذار، سيتم ايداع خبر "وفاته" صبيحة اليوم الموالي، ومن هنا تناسلت الأسئلة وكانت في حاجة لذوي الإختصاص، هل الإصابة في الرجل تؤدي للوفاة ؟ في أي حالة قد يؤدي النزيف على مستوى الرجل الى الموت؟ ...في هذا المستوى لم نجد لصوت المختصين أي مكان وسط زحمة الكتابات التي كادت تنافس ما كتب حول فلسطين منذ الإحتلال الى الآن. الجواب الوحيد المصدر أن الإصابة كانت في شرايين حساسة ما أدى إلى نزيف حاد كان السبب في الوفاة، وفي غياب وتغييب ما يضع حد للجدال حول الأسئلة المشروعة يستوجب الأمر خوض هذا الغمار ولو بما تلقيناه من المبادئ الأولية في العلم. فالكل يعلم أن الرجل ليست عضوا ضروريا للحياة، والسؤال المشروع هو لماذا؟ فالجواب بكل بساطة لأن العديد من الناس وكذا الحيوانات تعيش بدونها. والجسد بشكل ذاتي يقوم بافراز مكثف لهرمون التختر "الفيبرينوجين" للتخفيف من النزيف أثناء الإصابة، لكن لنفترض أن الاصابة أدت إلى نزيف -هذا إن كانت هناك إصابة أصلا، والقول بهذا لأن المادة الإعلامية المتداولة لم تقدم لحدود الآن أي دليل - فالمصاب يفارق الحياة في تلك الأثناء أو بعدها بقليل، أما إذا كان قد وصل للمستشفى فاحتمال الوفاة جراء النزيف يتقلص كثيرا، فأول ما يتم فعله هو حقن المصاب بمواد غذائية مركزة بالاضافة إلى سائل "البلازما" أحد المكونات الأساسية للدم، في انتظار الكشف عن فصيلة الدم والذي يستغرق 5 دقائق، ليتم بعدها حقنه مباشرة بصفائح دموية تعوض ما فقده، وإذا كنا قد وصلنا إلى هذه المرحلة فخطر الوفاة يكون ضئيلا جدا حتى وإن لم تجرى له أي عملية، أما إذا وصلنا لحدود اجراء عملية جراحية ناجحة فلا يبقى من سبب للوفاة جراءالاصابة سوى في خطأ طبي. وفي هذه الحدود نستعين بتصريح لأحد الأطباء "للقناة الثانية"، حيث قال: "لقد قمنى باجراء العملية ... مممممم ... ومات" مع علامات الارتباك البادية عليه !!!. إذا كيف أجريت له العملية ومات؟ هل العملية لم تكن ناجحة؟ هل العملية على الرجل لإيقاف "نزيف حاد"تكون حظوظ نجاحها ضعيفة؟ هل الضحية مصاب بمرض يستعصي نجاح العملية في حالة النزيف؟... وفي كل الأحوال لا نتوفر في ما نشر حول الموضوع، في آنه، أي قبل الوفاة، سوى تصريح العلبة السوداء، رئيس "منظمة التجديد الطلابي" بنجاح العملية الجراحية واستقرار الحالة. وقبل كل هذا شن النظام حملة الإعتقالات في صفوف المناضلين المتواجدين خارج الجامعة بما فيهم الذين أنهوا علاقتهم بالجامعة مثل "إبراهيم لهبوبي" و"محمد غلوط (هرممو)" والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن على مذا استندت قوى القمع في حملتها؟ وما هي التهم الموجهة للمعتقلين قبل إعلان الوفات؟ وهل تبين الى حدود كتابة هذه السطور خيط ناظم بمقدوره إشفاء غليل المتسائلين عن حق؟ فأي مخرج لهذا الهبل السنيمائي؟ وكيف لتكتمل الصورة بانسجام ودون ثغرات؟ أم أن البقية الباقية موكولة للنيابة العامة؟ موكولة لقرارالإجماع ولنفوذ الحزب ولأحد صقورة...ولكي لا نتلف الحقيقة المبحوث عنها ننتقل للإمساك بعناصرأخرى لعلها تقرب الصورة.
ثانيا: طريقة نشر خبرالوفاة.
بعد أن تبين لنا أن حالة "ع. الحسناوي" لم تكن تدعوا للقلق في حدود يوم 24 أبريل 2014، سنتحدث عن خبر وفاته. في صباح الجمعة 25 أبريل، طوقت القوى القمعية، بمختلف التلاوين، مكان تواجد "المصاب"، ومنعت الدخول لغرفته، و على الساعة العاشرة والنصف نشر خبر الوفاة في الموقع الرسمي "لمنظمة التجديد الطلابي"نقلا عن تصريح رئيسها "رشيد العدوني". فعلى ضوء المألوف في هذه الحالات، مثل التجارب المعروفة تاريخيا، نموذج الشهيد الفيزازي، والمعطي، وبنعيسى، ومنصف العزوزي، و..و..(وفيهم من لا نعرف لحدود الآن مقابرهم) فيستحيل الوصول للشهيد فبالأحرى الوصول للخبر في حينه، ليبقى السؤال المشروع، كيف علموا بخبر "الوفاة" ؟ هذا إذا استحضرنا التطويق والمنع الذي فرضته الأجهزة القمعية على مكان تواجد "المصاب"، إضافة إلى كون بلاغ المستشفى و"وزارة الداخلية" لم يتم ايداعه بعد، ولنفترض أن المتوفي كان على العكس من القاعديين، هل كان النظام سيسمح بتسريب الخبر بهاته السرعة ؟؟ ...في الآن نفسه تم إلصاق التهمة مباشرة بالقاعديين ، حسنا ولنتقدم في كشف الخيوط والثغرات، لماذا إلصاق التهمة مباشرة بالقاعديين مع العلم أن الخبر كان مفاجئا؟ كيف توفي بسبب الجرح في رجله، وليس بفعل فاعل؟ أو لخطئ ؟ أم في كل الإحتمالات لن يكون السبب سوى القاعديون؟ لماذا تلك السرعة في إعلان اليقين؟ هل كان كل شيء جاهز؟ من أعطى الضوء الأخضر لعدم التباطئ ؟ ما الذي إقتضى هذه السرعة؟ ألم تفكروا في مثل هذه الأسئلة؟ لماذا لم تنتظروا نتائج التشريح الطبي قبل توجيه التهمة لأي طرف كان؟ لماذا لم تسائلوا الفريق الطبي باعتبار "المصاب" قضى الليلة كاملها في المستشفى بعد إجرائه لعملية جراحية؟.. ؟. إن الموضوعية تقتضي التشريح الطبي النزيه ليقول العلم كلمته. وبالمناسبة أستحصر ما حصل مع استشهاد "كمال العماري" بأسفي بسبب إجرام القوى القمعية حيث قالت القناة الأولى المغربية وفقا لتقرير التشريح الطبي أن وفاة كمال العماري نُتجت عن سكتة قلبية. فإذا كيف استند "الإعلام" في حالة العماري الى التقرير الطبي وفي هذه الحالة يستند الى العلبة السوداء في شخص رئبس "منظمة التجديد الطلابي". وهل يمكن القبول بسهولة بوفاة مصاب على مستوى الرجل في المستشفى بعد إجراء عملية جراحية للطاقم. لكن هناك من لن يسمح بالتقاريرالنزيهة، وفي هذه الحالات نترقب المأسات إن رفض أحد أفراد الطاقم الطبي الإحتفاض بالسر لنفسه. إن المستقبل ينذر بالكثير، والتاريخ سيكشف حتما كل المخططات الدنيئة. هذا إن كان فيما هو بين أيدي المتتبعين والمعلن عنه من طرف واحد صادق.
ثالثا: حول الندوة.
أن تعلن "منظمة التجديد الطلابي" عن تنظيم ندوة بالجامعة،يمكن اعتباره أمرعادي. لكن ما هو غير عادي والمستفز هو استقدام "حامي الدين" عضو حزب "العدالة والتنمية" أحد قتلة الشهيد "محمد آيت الجيد بنعيسى" إلى موقع ظهر المهراز المكان الذي نفذت فيه الجريمة. مع العلم أن قضية أغتيال أيت الجيد أخذت أبعادا قوية، في السنين الأخيرة، وعادت الى الواجهة،والأصابع تشير في كل المناسبات ل"حامي الدين". وللحركة الطلابية بظهر المهراز دور بارز، في تطوراتها، الذي لا يمكن القفز عنه. وكان إعلان تنظيم الندوة مصاحبا بتجييش العديد من العناصر الغريبة عن الجامعة ظهر المهراز. وهذا ما عبر عنه بيان النهج الدمقراطي القاعدي يوم 23 أبريل 2014 : " في خطوة استفزازية خطيرة، وكمحاولة أخرى لإعادة اغتيال الشهيد " أيت الجيد محمد بن عيسى"، أعلنت ...ما يعرف ب " منظمة التجديد الطلابي " عن تنظيم ندوة/جريمة بعنوان " الاسلاميون .. اليسار .. الديمقراطية "، بجامعة ظهر المهراز ، موقع الشهيد " آيت الجيد"، من تأطير أحد القتلة، الذي لا زالت يده ملطخة بدماء الشهيد، المجرم " حامي الدين"، وذلك مساء الخميس المقبل، و" المدهش" مشاركة كل من " حسن طارق " و" أحمد مفيد " وهما أستاذان جامعيان وعضوان ب " حزب الاتحاد الاشتراكي".
وتحضيرا لتنفيذ الجريمة، ومع بداية هذا الاسبوع، حجت جحافل القوى الظلامية إلى جامعة ظهر المهراز، مدججة بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء( السيوف، السواطير، السلاسل ...)، تقوم بالدعاية للندوة/ الجريمة، وتستفز المناضلين، وتمارس إرهابا حقيقيا في حق المتعاطفين والقواعد الأوطمية." .ومن هنا سيتراكم سيل من الأسئلة: متى أعلنت منظمة التجديد الطلابي عن الندوة؟ حسب التصفح على النت لم أجد سوي: " وتعود أطوار القضية إلى يوم الأربعاء الماضي، عندما أعلنت منظمة التجديد الطلابي عن تنظيم ندوة تحت عنوان "يسار الإسلاميون والديمقراطيون"، وكان من المنتظر أن يشارك في فعاليات هذه الندوة كل من عبد العالي حامي الدين وأحمد مفيد وحسن طارق" هذا الجواب إما لأن أغلب الصفحات كانت نائمة بين 21و24 أبريل أو حدف منها ما كتب. ومرة نجد من يصرح أنها ندوة جهوية ومرة من يقول أنها في إطار أيام ثقافية بكلية الحقوق. ومهما كان ذلك فهل عمل من هذا الحجم يمكن الإستعداد، والتهييء، والتعبئة له في مدة لا تتجاوز 24 ساعة؟ فلنفترض ذلك، ونتقدم في المساءلة،هل وضع طلب لعمادة كلية الحقوق لتوفير القاعة افتراضا أن العمادة كاذبة في ما صرحت به؟ لماذا لم يفتح التحدي معها وتنشر نسخة الطلب في حينه للعموم لتضع حدا لثغرة من الثغرات التي تساهم في إتلاف أحد رؤوس الخيوط المؤدية للحقيقة؟ ...ومتى إتخد قرار التأجيل أو الإلغاء هل يوم 24 أبريل أم 23 أبريل؟ متى اتصلت الرئاسة الجامعية بالمنظمين؟ وعبر ماذا؟ أعبر الهاتف فالمكالمة إذن مسجلة أم بدعوة منه؟ وفي كلا الحالات لو كان الجواب لانتهى الجدال. ولنفترض أن العمادة قدمت تصريحا مغلوطا فماذا عن تصريحات المحاضرين الإتحاديين؟ وماذا يمكن القول حول ما جاء في بيان النهج الدمقراطي القاعديالصادر يوم 23 أبريل: "وبالفعل، يتأكد بالملموس، أن التطورات الأخيرة التي تعرفها الحركة الطلابية والمطرزة بعنوان" العنف داخل الجامعة" مخطط لها مسبقا، ومدروسة بدقة فائقة من طرف النظام، والقوى السياسية الرجعية والاصلاحية والقوى الظلامية، عبر صناعة سيناريوهات خطيرة وفبركة أحداث مشبوهة، لخلق مشاهد مزيفة، تطمس حقائق الواقع والمعارك البطولية للحركة الطلابية، والجرائم الدموية للنظام الرجعي والقوى الظلامية، وتحاول رسم صورة مشوهة ومغلوطة عن الجامعة المغربية، وتبينها كما لو أنها فضاء يقع تحت رحمة " العصابات المسلحة" ... وذلك طبعا لتفريش الأرضية أمام النظام للتدخل المباشر وإقبار الحركة الطلابية، وقلبها النابض، النهج الديمقراطي القاعدي، ومن ثمة تسهيل تمرير مخططاته الطبقية والتصفوية.
ودليل قولنا ذلك نستقيه من الجواب على سؤال : لماذا تتزامن فبركة هاته الأحداث، مع فبركة النظام لما أسماه " ظاهرة التشرميل" وخلقه لضجة إعلامية وللإجماع حولها؟ في وقت ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بشكل صاروخي ... إنهم يريدون قسرا أن يصنعوا نفس السيناريو داخل الجامعة المغربية، لاستهداف الفعل النضالي الجذري".
ولهذا يستحيل إملاء الثغرات لتعدد العناصر المساهمة والتي فوتت ألسنتها وأقلامها للرأي العام.
رابعا: الاعلام والبروباغاندا.
في سابقة من نوعها تقوم القنوات الاعلامية، القريبة منها والبعيدة، بتخصيص حيز كبير من وقتها للحديث عن مقتل الطالب "ع.الحسناوي"، مع توجيه الاتهامات لمناضلي النهج الديمقراطي القاعدي، وتصوير ظهر المهراز بمظهر ساحة للحرب وفقط، وطمس حقيقة ظهر المهراز بما هي ساحة للنضال والنقاش الفكري والسياسي، ظهر المهراز التي تعتبر لمن مر بها أو يتتبع الحركة الطلابية، هي الصخرة التي تتكسر عليها مخططات النظام وأذياله. كما ان الاعلام استعمل خطابا موجها للعاطفة، وليس للعقل، فحاول تحريك مشاعر المشاهدين. في لحظات انحدار "شعبية" حزب "العدالة والتنمية" التي اكتسبها بعد ركوبه موجة 20 فبراير. والنظام بدوره فقد شعاراته المتجددة بريقها وانكشفت مع توالي الأزمات واشتدادها. فكان لابد من استغلال "الحدث" في محاولة لكسب التعاطف، وبالمقابل زرع صورة مغلوطة عن النضال والمناضلين، وعن مواقع الفعل النضالي الجدري، حيث تم تقديمهم للرأي العام كعصابة من المجرمين والقتلة، من أجل عزلهم عن الجماهير، وضرب مصداقية خطابهم الذي ينبع من معاناة هذا الشعب الكادح.
إن ما جعل من هذا الحدث يأخد أبعادا وطنية وإقليمية هو ما صاحبه من متابعة اعلامية ضخمة، فتغطية القنوات ل "الجنازة" ولحضور "بن كيران" وثلاث وزراء ونائب رئيس "حركة التوحيد والاصلاح"، ونقل العديد من التصريحات، و أبرزها تصريح "الداودي" وهو يجهش بالبكاء مدرفا دموعه متناسية تصريحه بخصوص استشهاد "محمد الفيزازي" عندما أستهتر به ضاحكا، وكأن "الفيزازي" لم يكن طالبا ؟ ولم يكن انسانا ؟. وهو ما دفق بقوة للتساؤل، لماذا لم تقم هاته الضجة الاعلامية الضخمة بعد استشهاد"الفيزازي"؟ لماذا لم نرى دموع المسرولين عند استشهاد "نور الدين عبد الوهاب" ؟ لماذا لم نرى تضامن ممثلي البطولة في حلقة مسلسل "الانسانية" مع الشهيد بنعمار ؟ لماذا لا نرى الادانة للجرائم التي يرتكبها النظام في حق أبناء الشعب يوميا ؟ وبالمناسبة نستحضر روح الشهيد "عبد الرحمان الحسناوي" الذي اغتيل على أيادي القوى الشوفينية (ولغرابة الصدف تقارب الأسم والإنحدار الجغرافي)، لكن لماذا لم تقم كل هاته الضجة معه أو ضده ؟ لماذا لم يصدر الكومبرادور أمره بفتح التحقيق ؟ لماذا ... ؟ لماذا ...؟
خامسا: تناقضات منشورات "منظمة التجديد الطلابي".
أولا وقبل ان نبدأ باستخراج العديد من النقط اللافتة للانتباه بخصوص ما نشره الموقع الرسمي لحزب "العدالة والتنمية"، نود ان نشير أن خبر "الوفاة" تم تعديله حيث تم حدف المقطع الخاص بإجراء عملية على الرجل، ما يكشف أن التصريح كان يحمل في طياته خبايا تلفها شبهات، ما استدعى تعديله على وجه السرعة. والآن لنرى ما سمح له للبقاء على صفحة الموقع.
في أول خبر تم نشره يوم الخميس من طرف "محمد عادل التاطو" على موقعهم الرسمي:
" أفادت مصادر مطلعة من مدينة فاس عن إصابة ستة أعضاء من منظمة التجديد الطلابي فرع فاس، ثلاثة منهم حالتهم خطيرة". وهو الخبر الذي تم نشره في باقي الأخبار.
وفي يوم الأحد وأثناء تنظيمهم لندوة بالرباط بخصوص "الوفاة" وفي تقرير صادر عن الندوة نشر هو أيضا بالموقع:
" وخلف هذا الهجوم "الإرهابي البشع" إصابة 16 طالبا وطالبة( 10 طلبة، و6 طالبات)"
إذا فمن اصابة ستة أشخاص إلى 16 شخصا، أين ومتى وكيف أصيب الآخرون ؟ ما هذا التناقض ؟ أم ان الوضع مناسب والرأي العام مهيء لتقبل كل ما قد قال،فهل هذه فرحة أم حالة من حالات الثمالة ليدبج التقارير دون الانتباه إلى ما سبق نشره؟
والآن لنعد إلى التصريح الأول ليوم الخميس والدي جاء فيه:
" وذلك صباح اليوم الخميس بكلية الحقوق ظهر مهراز بفاس"
أما التقرير فيقول المنظمة فيقول:
" وبينما انسحب أعضاء المنظمة من كلية الحقوق في اتجاه الساحة الجامعية أمام مطعم الحي الجامعي "1" ، فوجئ الطلاب بهجوم إرهابي مسلح وممنهج استعملت فيه السيوف والسواطير من طرف عصابة القاعديين، حيث انطلق الهجوم بكلية العلوم ، مخلفا إصابات بليغة في حق ثلاثة أعضاء".
دعونا نمعن في هذين الخبرين، هل "الهجوم" كما تدعون حصل في كلية الحقوق، أم الساحة الجامعية وكلية العلوم ؟ ما هذه الثغرة؟ أين المسؤولية الأخلاقية؟ أين الصدق؟ ..ونعود إلى التقرير:
" وفي ظل هذا الوضع فوجئت المنظمة بخبر اتصال رئيس الجامعة بأحد المؤطرين من أجل ثنيه عن المشاركة في الندوة بداعي عدم استقرار الأوضاع في ساحة كلية الحقوق بسبب حملة التجييش والتهديد للفصيل المذكور ضد المنظمة...". ويضيف التقرير " ... بعدها قدمت المنظمة طلب لقاء عاجل مع عميد كلية الحقوق لكنه رفض اللقاء بدون تقديم أي مبرر".
يا سلام ! "رئيس الجامعة" يعلم أن الوضع غير مستقر بسبب الندوة، اما "عميد الكلية" المسكين لا حول له ولا علم كما جاء في تصريحه امام العدسات. رغم ان "المنظمة" تقدمت بطلب لقاء عاجل معه. أليس هذا صدق بعينان براقتان ؟؟ََ
ومرة أخرى يقول التقرير:
" وبعد ذلك انتقلت العصابة إلى المقصف الجامعي حيث وجدت ثلاثة أعضاء للمنظمة منهم الشهيد عبد الرحيم الحسناوي وهم يشربون الشاي".
يا لغرابة الأحداث، كانوا يشربون الشاي في المقصف الجامعي الذي لا نعلم بالمناسبة أين يقع،وهل يوجد مرفق بجامعة ظهر المهراز يحمل هذا الإسم. فكيف يعقل ان نصدق مثل هاته الأخبار؟ يقولون أنهم تعرضوا للتهديد طيلة أسبوع، وصدقت نبوؤتهم وكيف يمكن أن تشب المواجهة وعلى أشدها، والمجاهدون القادمون من مدن أخرى يشربون الشاي في بقعة، لا ندري أين توجد إسمها، المقصف الجامعي !!!!!!وكيف قدم"ع. الحسناوي" من مكناس لحضور الندوة ومسؤول المنظمة على مستوى كلية العلوم يتابع دراسته ليقع بين أيدي القاعديين طبقا لما لما جاء في التقرير؟ إن هذا التقرير يصور مجموعة من الحمائم يستحيل تصديق أنها خلف لمن قتلوا "عمر" و"المعطي" و"ايت الجيد" ...
حسنا سنعود إلى التصريح الأول وفي قوله:
"وذلك صباح اليوم الخميس بكلية الحقوق ظهر مهراز بفاس في محاولة لنسف ندوة جهوية للمنظمة بفاس"، ويقول نفس التصريح "وهو الأمر الذي دفع المنظمة إلى تأجيل الندوة حفاظا على سلامة وأمن الطلبة والجامعة"، ويضيف " وأضاف تغزوان أن هذا الأمر يدل على أن المستهدف ليس هو الندوة ولا المشاركين فيها، بل المستهدف هي منظمة التجديد الطلابي بالأساس حسب تعبيره"
غريب أمر هؤلاء، هل كانت هناك الندوة أم لا ؟؟ هل المستهدف نسف الندوة ام شيء آخر ؟؟ إن ما يمكن استخلاصه أن السرعة لتنفيذ شيءما/المؤامرة جعل من أصحابها يتركون العديد من الفجوات.
سنكتفي بهذا القدر رغم ان الكتابات المشار إليها تعج بالتناقضات، وخيوط المؤامرة مكشوفة لكل من يقرأ بعمق.
سادسا: حول المؤامرة، ومن المستهدف منها ؟
أول ما نلاحظه، والجديد في الساحة الاعلامية، هو تسمية النهج الديمقراطي القاعدي بإسمه مباشرة، على عكس ما كان ينشر في السابق ، "فصيل يساري متطرف" "الفصيل القاعدي" "الطلبة القاعديين" ... وهذا لم يكن عبثا، بل كان مقصودا وموجها، فمن جانب محاصرة هذا الفصيل السياسي الذي صدح اسمه في الساحة السياسية الوطنية والدولية، ومن جانب آخر وهو المهم، فتح المجال أمام باقي التنظيمات للتبرئ من هذا الفصيل، ودفعهم إلى أدانته، وايهامهم بنهايته.
إن ما شهدناه من فصول للمؤامرة الخبيثة التي يقودها النظام وحلفائه، لازالت في أشواطها الأولى، وما حملة الاعتقالات التي شنها النظام وسيشنها في حق المناضلين إلا البداية. وهنا سأعود للحديث قليلا عن الوضع السياسي بفاس حتى تنكشف لنا الخيوط أكثر، بداية بحركة 20 فبراير وبعدما عمل النظام جاهدا على اقبارها نظرا لانخراط المناضلين الجذريين في صفوفها، استطاع ان يحاصرها ويحد من تأثيرها في الساحة السياسية، انتقل لمحاصرة المناضلين الجذريين في الجمعية المغربية لحقوق الانسان وما شهده فرع فاس-سايس أثناء "تأسيس الفرع" لخير دليل على نوايا النظام، حيث لم يشهد الفرع أي تحرك بعد تأسيسه، على عكس ما سجلته اللجنة التحضيرية أثناء انخراط المناضلين المخلصين بها. ليأتي بعدها الدور على ظهر المهراز ليفرش الأرضية للقضاء نهائيا على النهج الديمقراطي القاعدي، وتخليص نفسه من هاته المدرسة العتيقة التي أخرجت العديد من الثوار ولازال ينبع منها الكثيرين، فالمؤامرة تستهدف اقبار الخط الجذري عامة، وهنا نقف عند اعتقال الرفيق "محمد غلوط" فالجميع يعلم انه لم يكن في ذلك اليوم بظهر المهراز، كما أن اعتقاله كان قبل الاعلان عن "الوفاة"، ما يعني أن المؤامرة تتجاوز حدود ظهر المهراز، ولا يفاجئنا إن سمعنا بخبر اعتقال رفاق آخرين ممن غادروا الجامعة منذ سنوات أو تعرضهم للهجوم من طرف القوى الظلامية.
والمؤامرة لا تتوقف عند هذا الحد، بل سيعمد النظام إلى تثبيت أقدام أبناءه الظلاميين، وإلى جانبهم باقي المتخاذلين والمتاجرين في هموم ومعاناة الشعب الكادح. وأحد الجوانب الأساسية في المؤامرة الترويج لنهاية ظهر المهراز ونهاية القاعديين، وذلك بغية زرع اليأس والتراجع في صفوف المناضلين والمتعاطفين معهم، وهذا ليس بالجديد ففي بداية الموسم سمعنا نفس الخطاب، لكن صمود الجماهير كسر أوهامهم. ومن جانب آخر الدعاية والترويج لمشروع القوى الظلامية الذي يخدم مصالح النظام مع طمس تاريخهم الأسود وغسل أيديهم الملوثة بدماء الشهداء ولا "حامي الدين" خير دليل، وذلك عبر تقديمهم في ثوب الأبرياء والضحايا، تقديمهم في ثوب الفصيل الطلابي الذي ينادي بالحوار ، ومتى يا ترى كانت القوى الظلامية فصيلا طلابيا ؟ متى كانت تنادي بمصالح الجماهير والطلبة ؟ حتما أبدا لم تكن كذلك، فولادتها كانت بهدف محاصرة قوى اليسار، وهذا هو الدور الأساسي المنوط بها، فهي عاجزة عن مناقشة فكرة دون استحضار المناضلين وتجريمهم، إنه موضوعها الرئيسي. ومن جانب آخر، لابد من أن نشير أن المخطط يستهدف كل المواقع الجامعية، وتحركاتها التي تلت هاته الأحداث تكشف الكثير، فقد خرجت القوى الظلامية في تظاهرات بالعديد من المواقع في يومي الجمعة والسبت ( أكادير، تطوان، الرباط، الدارالبيضاء، مراكش، الجديدة، بني ملال، خريبكة، القنيطرة،...) أما مضمون خطابها فكان واحدا وهو الوعيد بتصفية النهج الديمقراطي القاعدي من الجامعات المغربية. ونضيف أيضا أن إخوانهم في الظلامية "العدل والاحسان" أعلنوا بدورهم عزمهم الدخول في المخطط بغية قبر هذا التوجه المكافح. ونستحضر أيضا أن خدام المؤامرة قاموا بربط عجيب وغريب بين ما وقع في فاس ووجدة، وهو ما يعني شيئا واحد وهو ان المؤامرة كانت تطبخ منذ زمن، وهي تستهدف الخط الجذري ككل.
فيما يخص التعليم بالمغرب، فكل الأرقام تشير إلى الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها هذا القطاع الهام والحيوي، كل المعطيات تؤكد الفشل الذريع "للمخطط الاستعجالي" وما جلب معه من مآسي كباقي البرامج التي سبقته، لكن الخطاب الذي تم ترويجه في هاته الآونة مختلف تماما، فالنظام عمل على تغليط الرأي العام ونشر فكرة مفادها أن ما سماه "الصراع الفصائلي" هو السبب في تخلف التعليم بالمغرب، مفرشا بذلك الأرضية للمخطط المقبل "المخطط الاستراتيجي" والذي لن يختلف عن سابقه في المضمون، أي تمرير التعليم إلى القطاع الخاص، ونذكر أن العديد من البنود التخريبية التي حملتها المخططات السابقة تكسرت على صخرة الحركة الطلابية، ما يعني أن هذا المخطط لن يمر دون أجهزة القمع الأسود التي ستحصد العديد من الجماجم والتي ستمر في صمت بطبيعة الحال، ولن يجد من تبرير لعسكرته للجامعات أفضل من هاته المؤامرة الحقيرة.
ومن هنا أدعوا كل المناضلين، وكل القواعد الأوطامية في كل الساحات النضالية إلى الصمود في وجه هاته المؤامرة، فالتاريخ للشعوب، وحتما لن تمر مخططاتهم.
سعيدة العزوزي
03 ماي 2014
03 ماي 2014
شارك هذا الموضوع على: ↓