2015/04/02

حسن أحراث // "المعارضة" المخجلة والجبانة بالمغرب


رفعت أربعة أحزاب رجعية (حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاتحاد الدستوري)، باسم المعارضة (البرلمانية)،
الراية البيضاء أمام المهرج/البهلوان الكبير بنكيران أمين عام حزب العدالة والتنمية الظلامي ورئيس الحكومة الملكية (من خلال دستور ممنوح وانتخابات مزورة وبدون شرعية شعبية). إنه اعتراف مخجل بالهزيمة.. لقد فاز بنكيران من خلال "صولاته وجولاته" الفولكلورية بمسابقة التهريج بعد لجوء منافسيه لشكر وشباط، وأمام الملأ، الى تحكيم الملك (رئيس الدولة).

إن هذه الأحزاب الملكية التي لا تمثل إلا نفسها بعيدة كل البعد على أن تكون أحزابا معارضة، سواء بالفعل أو بالقول. إنها "جماعة لصوص محترفة" لا يوحدها سوى خدمة النظام القائم ومصالحها الضيقة. أحزاب مفبركة على المقاس (حزب الاتحاد الدستوري وحزب الأصالة والمعاصرة) وأخرى (حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) ذات قيادات مفبركة بدورها على المقاس، لا تمت بصلة لتاريخها بما له وما عليه..
لقد عبرت هذه الأحزاب الرجعية من خلال رفع مذكرتها المخجلة الى الملك؛ ليس فقط عن ضعفها وعجزها عن مواجهة الحزب الرجعي الذي يقود الحكومة، فذلك تحصيل حاصل وحقيقة ثابتة ومعروفة؛ بل عن الفراغ القاتل الذي تعرفه الساحة السياسية المغربية. ويطرح السؤال الحارق بالمناسبة: هل هناك معارضة أخرى بالمغرب، معارضة حقيقية وشريفة؟
فكيف لا نكتسح الساحات وننظم المسيرات والوقفات ضد التدخل العسكري الهمجي ضد الشعب اليمني؟ أين ذلك السيل من الوقفات، وقفات التذكار والتباهي...؟
كيف لا تنظم المعارضة الحقيقية والشريفة المعارك المتواصلة ضد التردي الاقتصادي والاجتماعي؟
كيف لا تنتصب هذه المعارضة ضد القمع والاستغلال والاضطهاد...؟
كيف لا تقف في وجه الاعتقال السياسي وتبعات الاعتقال السياسي من تشريد وضياع وحرمان من متابعة الدراسة بالنسبة للطلبة...؟ 
إنه يخجلنا، كمناضلين وكإطارات مناضلة، أن نكون تحت رحمة نظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي وفي قبضة حكومة مطيعة ومنفذة بإخلاص، الى جانب "معارضة" شكلية متواطئة (أحزاب المذكرة المذلة) و"معارضة" أخرى مهادنة وعاجزة عن رفع التحدي (فيدرالية اليسار الديمقراطي و"رفاقها اليساريين" المتذبذبين من أحزاب ملكية وتيارات تائهة في فلكها، وجماعة "تبراد الطرح"، أي جماعة العدل والإحسان الظلامية).
إنه يخجلنا، كمناضلين وكإطارات مناضلة، نحن بدورنا (اعتراف ونقد ذاتي)، أن نكون عاجزين عن رفع التحدي وتفجير وتأطير/تنظيم المعارك النضالية التي يتطلبها الصراع الطبقي في هذه المرحلة التاريخية الفارقة.. فخدمة قضية الشعب المغربي والطبقة العاملة بالخصوص تفرض على المناضلين، وخاصة الماركسيين اللينينيين، توحيد الصفوف على قاعدة الفعل النضالي الميداني ورفع مستوى ووتيرة الصراع على كافة الواجهات النضالية، السياسية والإيديولوجية... فلم يعد مسموحا نضاليا استنزاف الجهود وخوض المعارك الصغيرة والهامشية والخاسرة، وأحيانا التافهة (الصبيانية).. ويبقى مؤشر الصدق والنضج النضاليين وكذلك المسؤولية النضالية هو مواجهة العدو المشترك ميدانيا بالدرجة الأولى، أي الأعداء الطبقيين الرئيسيين، النظام وأزلام النظام (أحزاب الحكومة و"المعارضة" المذلة، وكذلك "المعارضة" المهادنة، دون نسيان امتدادات هذه الأزلام من نقابات وجمعيات ذات القيادات البيروقراطية المافيوزية...).. 
لسنا نكرة ولا أشباحا، ولا نزايد على أحد.. لسنا "خربشات" فايسبوكية أو غيرها، هنا وهناك وخارج السياق.. نحن أبناء الشعب المغربي المخلصون، المنحدرون من عتمة وظلام الزنازين والأقبية، القادمون من عمق وعبق التاريخ النضالي المجيد لشعبنا البطل في الساحات والمعامل والمصانع والحقول والمدارس.. إننا المعارضة الحقيقية للنظام القائم، قولا وفعلا.. نحن انتفاضة/حركة 20 فبراير اليوم والأمس، ونحن ما قبلها وما بعدها.. نحن الشهداء والمعتقلون السياسيون الصامدون في سجون الذل والعار.. نحن العمال والفلاحون الفقراء والطلبة والتلاميذ والمعطلون وعموم الكادحين، نساء ورجالا، شيوخا وشبابا وأطفالا.. نحن انتفاضات شعبنا منذ الخمسينات، ونحن طموحاته في التحرر والانعتاق، في التخلص من النظام الرجعي القائم.. نحن "الشعب يريد إسقاط النظام"..
فيما يلي النص الكامل للمذكرة المخجلة لأحزاب "المعارضة" المذلة:

إلى
حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس
أيده الله ونصره
الموضوع: طلب تحكيمكم السامي على إثر التصريحات المنافية لدستور المملكة الصادرة عن السيد رئيس الحكومة.
سلام تام بوجود مولانا الإمام،
وبعد،
مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله،
نتوجه إلى جـنـابـكـم الشريف بملتمسنا هذا باعتبار سدتكم العالية بالله رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز دوامها واستمرارها، والحكم الأسمى بين مؤسساتها، والساهر على احترام الدستور، وحسن سير المؤسسات الدستورية وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي، وحقوق وحريات المواطنين والجماعات وعلى احترام المعاهدات الدولية للمملكة، لكي نعرض على جلالتكم ما يلي :
أنه خلافا للاختيار الديمقراطي المبني على المشاركة والتعددية والاحترام المتبادل بين المؤسسات، أضحى السيد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يستغل موقعه ك>رئيس الحكومة المغربية لكي يمرر في خطاباته، خاصة مع اقتراب موعد انتخاب المؤسسات التمثيلية للدولة، تصريحات تنتهك اختيارات الأمة المغربية في مواصلة بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون واحترام المؤسسات لبعضها البعض، ويتمتع فيها الجميع بالأمن والحرية والكرامة وتكافؤ الفرص.
مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله،
صدرت عن السيد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في المدة الأخيرة عدة تصريحات يستغل فيها موقعه كرئيس للحكومة، من بين تلك التصريحات ? كمثال فقط – تلك التي ألقاها بإقليم الراشيدية بتاريخ 15 مارس 2015، والتي يزعم فيها أن جنابكم الشريف تعرض لضغوطات كادت أن تسقط الحكومة، وأنه لولا صمود جلالتكم لكانت الحكومة التي يترأسها في مهب الريح.
مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله،
تشكل هذه التصريحات الصادرة عن السيد رئيس الحكومة المغربية من موقعه كأمين عام لحزب العدالة والتنمية، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات، بمثابة إقحام للمؤسسة الملكية في المنافسة السياسية التي ستجرى بين الأحزاب المغربية في الانتخابات المقبلة؛ وذلك على النحو الذي يهدف من ورائه السيد رئيس الحكومة المغربية إلى إيصال معلومات خاطئة ومغلوطة للشعب المغربي مفادها أن الحزب الذي يترأسه يظل الحزب المميز لدى جنابكم الشريف، وأنه الحزب الوحيد الذي يهدف إلى الإصلاح وحسن التدبير، وأن باقي الأحزاب خاصة تلك الغير المشاركة في الحكومة تعمل على عرقلة عمل الحكومة التي يترأسها وتحاول إسقاطها بطرق غير مشروعة.
مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله،
إن مثل هذه التصريحات والإيحاءات التي يقحم فيها السيد رئيس الحكومة المغربية، من موقعه كأمين عام لحزب سياسي، سدتكم العالية بالله لن يترتب عنها سوى انتهاك مبدأ المساواة بين مختلف الأحزاب السياسية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات، وبالتالي سوى عرقلة الاختيار الديمقراطي والمنافسة المبنية على تكافؤ الفرص بين الأحزاب السياسية باعتبارها مؤسسات دستورية متساوية فيما بينها.
مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله،
أمام هذا الوضع الذي تنتهك فيه مقومات الدولة الديمقراطية بفعل التصريحات والإيحاءات الصادرة عن السيد رئيس الحكومة، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات، وحتى لا نضطر إلى المواجهة العلنية التي لن تفيد إلا خصوم بلادنا، كما أنها ستبخس العمل السياسي وتضرب في الصميم نبله بالشكل الذي سيؤثر سلبا على الاختيار الديمقراطي للمملكة المغربية؛ لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى جنابكم الشريف ملتمسين تحكيمكم باعتبار سدتكم العالية بالله الحكم الأسمى بين مؤسسات الدولة.
مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله،
أبقاكم الله يا مولانا ذخرا لهذه الأمة ومنارا هاديا يضيء طريقها ويوجه خطاها، وحصنا حصينا لسيادتها وعزتها، ورائدا وقائدا لأمجادها ومفاخرها ومنبع الإلهام لها، وسدد خطاكم وعزز مسعاكم وأسدل على جلالتكم رداء الصحة والعافية وشملها بالألطاف الربانية، وحقق على يديكم وفي عهدكم ما يصبو إليه الشعب المغربي من بلوغ مدارج الرقي وقمة المناعة، وأقر عينكم بسمو ولي عهدكم الأمير الجليل مولاي الحسن وسائر أفراد أسرتكم الشريفة إنه سميع الدعاء وبالاستجابة جدير.
حرر بالرباط، في يوم الخميس 5 جمادى الآخر (26 مارس 2015).
حزب الاستقلال ــ حزب الأصالة والمعاصرة ــ حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ــ
حزب الاتحاد الدستوري
4/1/2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق