2015/05/01

أمغار أوفلا // العمال الزراعيون باشتوكة آيت باها، واقع البؤس والاضطهاد الطبقيين.

ونحن على أبواب تخليد الطبقة العاملة المغربية ومعها عموم الشعب الكادح، اليوم الأممي للعمال، وما يمثله من رمزية في أفق استنهاض القوى المعبرة حقيقة عن تطلعات الطبقة العاملة المغربية وحلفائها الموضوعيين حتى إنجاز مهمة دك نظام
الاستغلال والاضطهاد الطبقيين، نحو امتلاك وسائل الإنتاج كونهم المنتجين الحقيقيين للثروة، سنتطرق إلى وضعية العمال الزراعيين بإقليم اشتوكة أيت باها وما يعيشونه من كدح وبؤس سواء في مكان العمل (الضيعات، الوحدات الصناعية...) أو في أحيائهم السكنية المنعدمة من خلالها أبسط شروط العيش الكريم. كما سيتم التذكير بتغول النظام في مواجهة كل فعل نضالي عمالي يبتغي الدفاع عن مطالب العمال الزراعيين، هذا التغول الذي يتم بمساندة وتعاون القيادات النقابية البيروقراطية (المحلية) بمختلف مسمياتها ضدا على مصالح المضطهدين (فتح الهاء).
 يعيش العمال الزراعيون بإقليم اشتوكة أيت باها أوضاعا جد مأساوية تذكرنا ببدايات الاستغلال الرأسمالي بأوربا القرن التاسع عشر، حيث الاكتظاظ السكاني في بنايات سكنية عشوائية تغيب عنها الشروط الصحية، وبنية تحتية من طرق وقنوات الصرف الصحي وإنارة عمومية شبه منعدمة. أما فيما يخص التطبيب وتعليم أبناء العمال الزراعيين فإنه يتم في ظروف بعيدة كل البعد عن الآدمية بل يهدف من خلاله النظام على إعادة إنتاج وإعداد جيل يعوض اباءهم وأمهاتهم في مواقع الإنتاج الرأسمالية، مما يفرز تقيحات مجتمعية من قبيل الإجرام وانتشار المخدرات وجرائم الاغتصاب. في مقابل هذا البؤس يتم تجهيز الضيعات والوحدات الفلاحية ومحيطهما بكل المستلزمات الضرورية بغية نقل السلع الاستهلاكية وفي ظروف آمنة نحو وجهتها، أي المراكز الإمبريالية.
 تعتبر الضيعات الفلاحية بالإقليم معسكرات اعتقال، فما أن يتوافد العمال الزراعيون والعاملات الزراعيات على الضيعات الفلاحية عند السابعة صباحا، حتى يتم توزيع المهام اليومية. وكل مجموعة عمالية يكون على رأسها "كابران" يتلقى هو الآخر بمعية زملائه التعليمات الصباحية من مسير الضيعة بالمهام المنوطة بهم كتوقيف العمال أو طردهم. إن الباطرونا بالمنطقة قد اتفقت على تشديد الخناق على العمال الزراعيين والعاملات الزراعيات من أجل تقليص تكاليف الإنتاج، حيث أن كل هكتار من الطماطم يعمل بها أربعة عمال زراعيين، فيما يعمل ثمانية من العمال في الضيعة المخصصة للطماطم الحلوة واثنى عشر لنبتة اللوبية، مما يخنق العامل والعاملة الزراعية ويجعلهم يرفعون من مردودية الإنتاج مقابل ستين درهما ليوم عمل يبدأ منذ السابعة صباحا وحتى الثانية بعد الزوال. إن هذه الطريقة التي اهتدت إليها الباطرونا بعد الاستفادة من دروس إضراب عمال ضيعات "دونا" سنة 2010 قد جعلت نسبة البطالة ترتفع وسط العمال والعاملات وبإشراف قمعي من طرف أجهزة النظام وتواطؤ خفي ومكشوف من طرف القيادات النقابية المحلية المتواطئة، بل حتى ان هذه القيادات النقابية باتت تمتلك ضيعات فلاحية بالإقليم والمناطق المجاورة.
 إن استمرار الاستغلال البشع يتم كذلك في الوحدات "الفلاحية" الصناعية حقيقة والموجه إنتاجها نحو المراكز والاسواق الأوربية خصوصا. ومرد ذلك هو الاحتماء وراء المنتوج الفلاحي حتى لا يتم دفع الأجر للعامل والعاملة بالسعر الصناعي المحدد حاليا في ستة وتسعين درهما، ويتم الدفع بسعر ستين درهما بعد اقتطاع واجبات الضمان الاجتماعي والتي في غالب الأحيان لا يتم تسديدها. إن بعض الوحدات الفلاحية "ديروك " تقيم الأجر بناء عن المردودية المؤداة حيث الاشتغال منذ السابعة صباحا وحتى الرابعة بعد الزوال دون احتساب ساعة للغذاء، إذ يفرض على كل عامل أو عاملة على حدة تهيئ ستة عشر صندوقا، بل كل تباطؤ في عدم تهييئها يتم خصم أجر ساعة عمل (2 صندوق/أجر ساعة عمل). كذلك تجب مجاراة الآلات الكهربائية وكل تباطؤ تتم مراقبته من طرف مرؤوسي العامل الكادح، وليتم توزيع الإنذارات لتحين فرصة طردهم فيما بعد.
الإعتصامات العمالية ببعض مواقع العمل بإقليم اشتوكة أيت باها:
شركة أزورا: اعتصام أربعة عمال أمام مقر الشركة، واحد منهم يشتغل بالضيعة "ماريسا 24" منذ أزيد من عشر سنوات، كابران تم طرده بتلفيق تهمة السب والشتم رغم إنكار أحد الشهود للواقعة. فيما يعتصم العمال الثلاثة الاخرون ردا على توزيع الإنذارات وخصم أجر ثلاثة أيام، سبعة أيام وخمسة عشر يوما على التوالي.
شركة فريش بريم والضيعة التابعة لها كالي بريم: اعتصام عاملة زراعية جراء الطرد بالتهمة الجاهزة "السب والشتم"، واعتصام العامل حارس ليلي طرد جراء مطالبته تغيير توقيت العمل نهارا كونه مريض ولا يستطيع العمل ليلا وهو العامل منذ ثمانية عشر سنة.
شركة سانكروبس: استمرار طرد عاملين اثنين منذ ما يزيد عن أربعة أشهر، تهمة أحدهم "السب والشتم" والعامل الآخر طرد لكونه لم يأت بالشهادة الطبية وهو الذي كان يتابع المرض الشديد لابنه الحديث الولادة.
ضيعة ماسة: التابعة لشركة الملياردير القباج رئيس المجلس البلدي لأكادير وذلك بتسريح حوالي مائتي عامل وعاملة قاطنين بجماعة أيت اعميرة وتشغيل عمال جدد.
 إنه غيض من فيض معاناة العمال الزراعيين والعاملات الزراعيات المنتجين الحقيقيين للثروة والمحاصرين من طرف أعداء الطبقة العاملة من قيادات نقابية مافيوزية وقمع النظام القائم تهديدا وترغيبا، ونهب الوكلاء المحليين للمراكز الامبريالية لخيرات هذا الوطن الجريح.
"إننا في مرحلة تستلزم على كل المناضلين الجادين، جماعات وأفرادا، وكل الحركات المناضلة بناء المشروع الثوري مع ووسط الجماهير وعلى جميع واجهات الصراع ضد أعداء مشروع التغيير وضد النظام وكل أذياله من الإصلاحيين والليبراليين والظلاميين، مشروع يبنى على المقاومة الصريحة للأعداء ولا شيئ غيرها وعلى الفعل الجاد المنظم والمتجذر والواعي وسط الجماهير للإطاحة بالنظام القائم وكل أسس الاستبداد والاستغلال الرأسمالية من أجل بناء كل السيادة لشعبنا. ولا حل لنا غير جدلية بناء الأداة السياسية للطبقة العاملة وحلفائها الموضوعيين ومواصلة درب المقاومة والبطولات التي رسمتها دماء أبناء شعبنا الأحرار وهو الدرب الذي يشكل أرضية الوحدة الفعلية الجادة والمناضلة لتجاوز عمليا وجديا واقع التخبط والشتات وسط الحركات المناضلة وبين المناضلين الشرفاء والذي لا يخدم سوى الأعداء"..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق