2015/06/16

أحمد بيان// صرخة مدوية في أذن المناضلين المغاربة: جبهتان مخترقتان من طرف النظام...

رفاقي:
إن المناضل الجذري مدعو للحضور والفعل والتفاعل على كافة جبهات الفعل النضالي، وذلك حسب أولوياته المدروسة بعناية، وخاصة التنظيمية، وحسب
تقديراته للشروط الذاتية والموضوعية.. وأي ارتجال أو رد فعل غير محسوب قد يؤديان الى عكس النتائج المرجوة أو المتوقعة من طرف المناضل بالدرجة الأولى.. فلا يكفي الحماس أو "التعصب" لهذه التجربة السياسية والتنظيمية أو تلك.. إن استيعاب الواقع وفهم "الميكانيزمات" المتحكمة فيه شرط قطعي لمواصلة الفعل النضالي والرقي به الى مستوى تطلعات أوسع الجماهير الشعبية، وفي مقدمتها الطبقة العاملة. وهو ما يجسد "قولا وفعلا" شعارات "التحليل الملموس للواقع الملموس" والإخلاص للقضية والاستعداد للتضحية من أجلها..
رفاقي:
فكما المناضل معني بالفعل النضالي على كافة الواجهات، فإن النظام معني بدوره بإجهاض ذلك الفعل، سواء عبر الاعتقال أو الاغتيال أو التشويش والترهيب.. إنها معركة مفتوحة (غير متكافئة)، معركة الصراع الطبقي، معركة "أن تكون أو لا تكون".. 
لقد قام النظام بجميع الأساليب التي رأى فيها الضمانة لحماية استمراره (الاستغلال والنهب والترهيب والاعتقال والاغتيال...). وتراه حتى اليوم مستمرا في أساليبه الإجرامية.. وقد لجأ في ظل المتغيرات الحالية (المحلية والجهوية والدولية) الى اعتماد صيغة "الطابور الخامس" لتفجير كل المحاولات التي تستهدفه.. إنه يقتل الفعل النضالي باسم "الفعل النضالي".. يقتل المناضل على يد "المناضل".. يذبح الديمقراطية باسم "الديمقراطية"..
رفاقي:
إن النظام باختصار، يسعى الى اختراق كل جبهات النضال. لقد كان حاضرا فعلا بجميع الجبهات، لكن حضوره اليوم له طعم آخر وشكل آخر.. فليس اليوم هو الأمس. إننا نعيش اليوم شبه الانبطاح الكلي على المستوى السياسي والنقابي (بالخصوص)، وهو ما يسر اكتساح النظام لأغلب جبهات الفعل النضالي، بأشكال وبأخرى.. 
إن النظام حاضر كنظام، وحاضر من خلال القيادات الحزبية والنقابية والجمعوية.. فالأحزاب السياسية تأتمر بأوامره وكذلك النقابات والجمعيات.. لقد خنق زمن 20 فبراير (العزيز) وصادر مكتسباتها وزج بخيرة أبنائها في زنازين الذل والعار، خاصة والمآل المأساوي "للربيع العربي" المصطنع والدور البشع للامبريالية في توجيهه والتحكم في مساراته.. وكمؤشر على الانحطاط السياسي والنقابي هو الدعوة الى الحوار الاجتماعي (مواصلة الحوار الاجتماعي)، في الوقت الذي بقيت فيه العديد من البنود المتفق عليها إبان "حوار 26 أبريل 2011" معلقة.. فأي مصداقية للحوار وأي منطق؟
أما حكاية "الانتخابات المهنية" التي أثلجت صدور العديد من الانتهازيين، فبئس المصير.. وبئس "النضال"..
رفاقي:
لقد جند النظام أزلامه وحواريه لخوض حرب "مقدسة" لتحرير جبهتين خطيرتين على الدوام والتحكم فيهما: جبهة الجامعة (الحركة الطلابية) وجبهة الاعتقال السياسي (المعتقلون السياسيون وعائلاتهم). لقد لغم هذين الحقلين/الجبهتين وزرع في ترابهما الأزلام والحواري وضخ في عروقهما المال القذر.. لقد وظف "رفاق" اليوم والأمس وعموم المرتزقة لمحاربة الفعل النضالي الجاد والمسؤول..
وقد ذهب بعيدا في طمس وإفراغ 20 فبراير (انتفاضة وحركة) من مضمونها الطبقي النضالي والكفاحي، والزج بها في خدمة أجندته ومساعيه الطبقية للالتفاف على جميع الحركات الاحتجاجية والمعارك النضالية..
رفاقي:
إن الجبهة الحاسمة والتي لا مفر من ولوجها من الأبواب الواسعة هي جبهة الساحة السياسية التي يحكمها منطق "أن تكون أو لا تكون"..
كفى من اللعب مع الصغار وفي الهامش (الفبركة المرضية للصور، الحضور المرضي بالفايسبوك...). 
إن من يريد أن يخدم "قولا وفعلا" قضية شعبنا، فليدخل الساحة السياسية من الأبواب الواسعة.. 
وبدون شك وبدون أوهام، لا مستقبل لأي جهة سياسية مناضلة بدون الارتباط بالعمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين..
وبدون شك وبدون أوهام، لا مستقبل لأي جهة سياسية مناضلة بدون تحالفات سياسية مناضلة..
  16 يونيو 2015


   الموقع الفرعي للرفيق أحمد بيان على الحوار المتمدن:
                                                                          http://www.ahewar.org/m.asp?i=5840



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق