حزب الأصالة والمعاصرة الرجعي صنيعة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، آخر طراز، يجند حواريه وسماسرته وبتمويل ضخم وسخي لاستقطاب الأسماء البارزة
في الجامعة المغربية. ليس ذلك من أجل تقوية الحزب أو توسعه وإشعاعه، بل من أجل التشويش على المناضلين المخلصين لقضية شعبهم وعلى المشاريع النضالية المزعجة للنظام. والهدف الجوهري هو زرع بذور الشك والحيطة والحذر الزائدين في صفوف المناضلين. إنه يسوق مغالطة "كل مناضل يباع ويشترى" وبثمن بخس. إنه يسعى الى الطعن في المناضلين من خلال استقطاب أشباه المناضلين وحتى بعض "المناضلين" الذين نخر الوهن عظامهم قبل الأوان بسبب العطالة والتشرد والمرض أو بسبب السجن والتعذيب...
والمؤسف أن تجد من يردد هذه المغالطة أو اللازمة ببلادة تشفيا في المناضلين، كما حصل مع الاشتراكية بعد سقوط جدار برلين أو قبل ذلك إبان خيانة التجربة الاشتراكية بالاتحاد السوفياتي وتحريفها عن مسارها الماركسي اللينيني، متناسين أن أي تجربة من تجارب حركات التحرر الوطني عبر العالم لم تسلم من طعنات الغدر والخيانة، بما في ذلك التجربة الفلسطينية الرائدة. لقد سقطت رموز لا يشق لها غبار بالمغرب وخارج المغرب، داخل السجون وخارجها. وحتى لا نذهب بعيد، لنقرأ التجربة المغربية منذ تجارب المقاومة المسلحة وجيش التحرير والحركة الماركسية اللينينية... لقد تخللت هذه التجارب العديد من الخيانات، لكنها لم تخدش لمعانها وبريقها.. فالتجربة النضالية تقاس بتضحيات أبطالها ومقاومتهم وليس بخيانات الإمعات والجبناء من داخلها وفي صفوفها..
لقد فاقت إغراءات حزب الأصالة والمعاصرة ووعوده كل التوقعات. ووصلت به الوقاحة حد اختراق عائلات المعتقلين السياسيين وتوجيههم نحو الاستجداء وطلب العفو، مباشرة أو عبر ما يسمى ب"المجلس الوطني لحقوق الإنسان" الذي يساهم في إدارته أحد رموز الردة والخيانة.
فكلما اشتد الصراع الطبقي كلما جند النظام أحزابه وقياداته النقابية والجمعوية وأقلامه الطيعة لتلطيف الصراع وتدجين أشباه المناضلين وبالتالي التصدي لأي فعل نضالي غير منصاع للتعليمات والأوامر وغير منضبط للخطوط الحمراء المرسومة..
إننا نعي أننا مستهدفون على كافة المستويات.. ونتوقع العواصف وحملات التشويه والتشهير.. ونعتبر الانخراط في هذه المؤامرات اصطفاف الى جانب النظام وتقديم خدمات مجانية لمخططاته التدميرية.. وليعي المناضلون أن النظام يسعى من خلال مختلف أجهزته وأدواته القمعية والسياسية والإيديولوجية الى تطويع المناضلين وتسخيرهم لضرب بعضهم ببعض.. فكلنا على علم بحكاية "الثيران الثلاثة" وحكاية "بروتوس" (حتى أنت يا بروتوس!!)... باختصار، عندما تطعن من الخلف، فاعلم أنك في المقدمة... ولأننا في المقدمة، فمن الطبيعي أن يشتد السعار وأن يتحالف ضدنا الغث والسمين، وأن تلتقي فوق جثاميننا سهام النظام وحلفاء النظام...
وليعلم الجميع أنه لا لون للخيانة، وكما يمكن أن تصدر عن البعيد قد تصدر عن القريب.. والمشكلة ليست في الخيانة أو في تبرير الخيانة، المشكلة في التصدي للخيانة ومقاومة تأثيرها وأثرها لمواصلة المعركة حتى النهاية... والسبيل لذلك ليس الانشغال بها أو تغذية الضجيج حولها أو السقوط في حبالها، بل بمواصلة العمل ورفع التحدي على كافة واجهات الفعل النضالي. وبدون شك سيتساقط أشباه المناضلين في هذا المنعطف أو ذاك وفي هذا الامتحان أو ذاك، كما تتساقط أوراق الخريف.. إنها معركة مصيرية، معركة شعب، وليست معركة أشخاص..
إن تيار البديل الجذري المغربي سيحيى ولو "كره الكارهون"...
فلا ولن يصالح.. لا ولن يباع.. لا ولن يشترى...
من خان، فقد خان نفسه قبل أن يخون قضيته...
إنه الخط الأحمر.. ليركع من يهوى الركوع وليسقط من لا يقوى على الصمود..
لقد قاوم مناضلون كثيرون العطالة والتشرد والمرض والسجن والتعذيب، ولم يقدموا الولاء ولم يركعوا ولم ينبطحوا...
مسارنا في تيار البديل الجذري المغربي مسار ثورة، مسارنا مسار شعب..
مسيرتنا طويلة.. لكنها تبتدئ بقدم واحدة..
"ورب شرارة أحرقت سهلا"...
شارك هذا الموضوع على: ↓