الأخ والصديق والأب محمد مزياني:
أعانقك بحرارة، وأعانق من خلالك أم مصطفى وكافة أفراد عائلة مصطفى..
أعانقك كما سبق أن عانقت أب الشهيد بوبكر الدريدي (ابراهيم الدريدي) وأب الشهيد بلهواري (عمر بلهواري)، وكما عانقت أمنا السعدية (أم الشهيد الدريدي) وأمنا الباتول (أم الشهيد بلهواري) وأمنا رقية (أم الشهيد شباضة)..
لقد حصل لي شرف معانقة العديد من آباء وأمهات الشهداء والمعتقلين السياسيين..
وأعتبر هذا العناق وساما فخريا على صدري وعلى صدر كافة المناضلين، وفي نفس الآن مسؤولية جسيمة تجاه قضية الشهداء والمعتقلين السياسيين وعائلاتهم، قضية شعبنا المكافح..
إنه عناق أمانة، عناق مواصلة النضال على نفس الدرب، درب الثورة المغربية..
الأخ والصديق والأب محمد مزياني:
أذكر ذلك الصباح بمدينة فاس.. أذكر المقهى وشوارع فاس.. أذكر كم كنا لوحدنا عندما زرنا السجن السيئ الذكر "عين قادوس" من أجل الحصول على شهادة "الوفاة" (شهادة/اعتراف الاستشهاد).. أذكر مارطون محكمة الاستئناف وولاية الأمن.. أذكر انتظارك الصعب لاستقبال الجثمان الطاهر للشهيد.. أذكر وداعنا بفاس نهارا ولقاءنا بتنديت ليلا..
لن أنسى لحظة "خروجك" من موكب الشهيد الملتحق ببلدته تنديت ومعانقتي على الرصيف.. إنها تحية العظماء أيها العظيم..
الأخ والصديق والأب محمد مزياني:
أذكر يوم سألتني بهدوء: "هل تعرف مصطفى، شخصيا؟"
كان جوابي واضحا ومسؤولا: "لا"..
لقد فهمت مغزى سؤالك العميق.. إنه سؤال ذكي لخص العديد من الأسئلة..
وعندما انطلقت في تفسير طبيعة علاقتي بالشهيد، فهمت بتلقائيتك وصدقك حقيقة علاقتنا الرفاقية..
ستبقى نظراتك الثاقبة في عيني عهدا صامتا/صارخا يدعو الى مواصلة المشوار يدا في يد..
لقد عبرت بصمتك الصارخ عن فحوى الرسالة/الأمانة..
لقد نبت عن الشهيد.. لقد قلت قول الشهيد..
لقد شرفت الشهيد..
الأخ والصديق والأب محمد مزياني:
أعاهدك على رؤوس الأشهاد وأمام التاريخ على مواصلة الكفاح حتى آخر قطرة دم في عروقنا.. لن نبايع ولن نركع.. لن نستسلم ولن نهادن.. سنرفع التحدي في وجه الجلاد والسجان وفي وجه النظام وأزلام النظام..
لقد خبرت الصراع ووقفت بنفسك على المؤامرات التي تحاك ليل نهار ضد رفاق ابنك.. لقد أدركت الحقيقة المرة.. إن المهمة صعبة للغاية، ونحن الى جانبك وكافة الرفاق أقدر على تحملها..
إن المعاناة التي تحسها هي نفس المعاناة التي تعتصر قلوبنا جميعا (رفاق الشهيد وعائلات الشهداء والمعتقلين السياسيين...).. وإنها المعاناة التي تحفزنا على رد الاعتبار وإبداع الملاحم والبطولات..
الأخ والصديق والأب محمد مزياني:
ولد مصطفى سنة 1984، سنة اعتقالي والحكم علي بخمسة عشر (15) سنة سجنا نافذا، بتهمة "المؤامرة الغاية منها قلب النظام".
ولد مصطفى سنة استشهاد الرفيق الغالي عبد الحكيم المسكيني والرفيقين الغاليين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري.
لقد ولد ليحمل المشعل.. لقد ولد ليحمل الرسالة..
بدون شك ولد الكثيرون سنة 2014، وتأكد رفيقي أنهم سيحملون المشعل وسيحملون الرسالة.. ليسوا وحدهم بكل تأكيد، كل مواليد شعبنا المناضلين سيكافحون من أجل الغد السعيد..
هنيئا لك ولأم مصطفى ولعائلة مصطفى، هنيئا لنا جميعا، ببطل شعب مناضل، بطل شعب مكافح..
الأخ والصديق والأب محمد مزياني:
كخلاصة، إننا مشاريع معتقلين سياسيين.. مشاريع شهداء.. لن نتوقع بعد الآن ومنذ زمن بعيد الربت على أكتافنا من طرف الأعداء والمتخاذلين والانتهازيين.. لن ننتظر رحمة أو شفقة النظام..
شارك هذا الموضوع على: ↓