مواقع الفعل النضالي بوطننا الجريح تتناسل بحجم مرارة المعاناة والاستغلال اللذين تعيشانهما الطبقة العاملة المغربية ومعها فئات اجتماعية تعيش على وقع النهب الاقتصادي وارتفاع الأسعار وشدة وطأة الضرائب المتصاعدة. أمام وضع كهذا، لم
يتردد العمال الزراعيون المطرودون تعسفا من شركة روزافلور الفلاحية لمالكها الملياردير حسن الدرهم من الاعتصام أمام مقر الشركة بأيت عميرة، إقليم اشتوكة ايت باها منذ ما يزيد عن الشهر حتى تحقيق مطلبهم الوحيد والمشروع دون قيد أو شرط، وهو الإرجاع الى العمل. شهر من الاعتصام المفتوح دون ظهور أي مؤشر لمطلبهم المشروع حيث التجاهل هو السمة البارزة في الثالوث المسيطر والمعيق لتطور الحركة النقابية العمالية المغربية. فإن كانت الباطرونا تخوض صراع حياة أو موت مع العمال عن طريق الاستغلال الكثيف لقوة عملهم واستعمالها لقانون الشغل المفصل على المقاس بما يتناسب وهذا الاستغلال، فإن الطرد أسهل الحلول لتكسير لحمة العمال الفتية من خلال وعيهم بحجم الاستغلال والاضطهاد. كذلك فإن النظام القائم من خلال أجهزته المحلية يقوم بمهمة الأداة القمعية الطبقية العنيفة منها و"القانونية". وإن ما يجب الانتباه له من طرف العمال والمناضلين على السواء، هو الدور الطبقي والمافيوزي للقيادات النقابية لإعاقة كل فعل عمالي جاد يلوح في أفق تغيير المعادلة بما ينسجم وتطلعات العمال. ويلاحظ من خلال هذا البلاغ الموجه من طرف العمال المعتصمين أمام مقر الشركة للرأي العام، و هم على أهبة الاستعداد للدفاع عن مطالبهم هو غياب توقيع الإطار النقابي المنخرطين باسمه. وذلك ليس من قبيل السهو أو النسيان. أبدا، إنه متعمد، حيث أن الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بأكادير الكبير يعمد إلى سحب طابع توقيع المكتب النقابي عنوة حتى تتمكن القيادة البيروقراطية المحلية من محاصرة الفعل النقابي الجاد، وتوجيهه في أحسن الحالات بما يتماشى وهذا الثالوث الطبقي المسيطر. إنهم الجالسون على رقاب العمال ومصاصو دماءهم. إن ما نحتاجه الآن ودون أية مزايدات هو تجذير وتعميق الوعي الطبقي العمالي من خلال العمل المنظم واليومي. أما البحث عن التناقض في المفاهيم الاستراتيجية كما قال الرفيق لينين، لا يعدو أن يكون خيانة للطبقة العاملة، وفذلكة لغوية بعبارات ثورية.
تقرير له علاقة بالموضوع:
شارك هذا الموضوع على: ↓