الكتابة عن الشهداء مسؤولية..
علاقتي بالشهداء المسكيني والدريدي وبلهواري..
رفيقاتي، رفاقي:
أحيي كل من كتب، وكل من كتبت عن الشهداء (وعن الشهيدات بدون شك) بصدق وحب واعتراف بتضحياتهم العظيمة. أحيي كل من عانق، وكل من عانقت قضية الشهداء، عن اقتناع (وليس عن تقديس أو توظيف) وبهدف مواصلة معركتهم حتى النهاية. إن قضية الشهداء واحدة وإن تعددت جبهات معاركهم. أحيي كل من احترم، وكل من احترمت الشهداء ودم الشهداء وقضية الشهداء.
رفيقاتي، رفاقي:
إن احترام الشهداء ليس ترديد (وفقط ترديد) أسمائهم أو الكتابة (مجرد الكتابة) عنهم أو تقمص صورهم أو نشرها. إن احترامهم بالبنط العريض، بصدق وحب واعتراف بتضحياتهم، هو مواصلة مشوارهم بكامل الوضوح والمسؤولية، واحترام مواقفهم في حقيقتها (وليس مواقف أخرى)، فعلا وقولا، وصولا إلى ترجمة ذلك على أرض الواقع انطلاقا من الانتماء لتجربة هذا الشهيد أو ذاك.
والخطير، سياسيا وأخلاقيا، أن يتم التهجم على الشهداء وعلى المناضلين المخلصين للشهداء وقضية الشهداء بأسماء الشهداء..
رفيقاتي، رفاقي:
إن علاقتي بتجربة الشهداء عبد الحكيم المسكيني وبوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري كعلاقتي بنفسي.. لا أخفيكم/كن أن بركانا قد انفجر داخلي لحظة سماعي خبر استشهادهم، وأنا لم أستوعب بعد مغادرتي أسوار السجن..
ما أبشع أن يقتل الحزن الفرحة!!
إن استشهادهم أكد لي (مرة أخرى) أن درب النضال أعمق من دخول السجن أو الخروج منه.. إن الاعتقال أهون (ألف مرة) من الاستشهاد..
إن الاستشهاد أكبر، بل أعظم من أن يصمد المعتقل أو أن ينهار.. أو أن يصمد المناضل أو ينهار..
رفيقاتي، رفاقي:
غادرت السجن في شهر يوليوز سنة 1984، ولم يغادرني حتى الآن.. أتذكره ويتذكرني.. أذكره في شخص الجلاد وسوط الجلاد وفي صورة العتمة والأسوار الخانقة والقضبان الصدئة.. أذكره في سيف الإذلال والخنوع ورائحة الموت.. وبدون شك، يذكرني امرأة شامخة وصامدة وعاشقة للحياة والجمال.. يذكرني أقوى من الجلاد ومن أسياد الجلاد.. يذكرني شمعة صغيرة) ستحرق أيادي الظلم والاستغلال والاضطهاد..
غادرت السجن لأستقبل في نفس الشهر خبر استشهاد المناضل عبد الحكيم المسكيني بالسجن المحلي ببني ملال، وبعده، في شهر غشت من نفس السنة، استشهاد المناضلين الدريدي وبلهواري، بطلي مجموعة مراكش 1984.. (مقتطف من مقال سابق منشور بموقع الحوار المتمدن بتاريخ 16 يوليوز 2015).
رفيقاتي، رفاقي:
لقد اعتقلنا إبان سنوات الجمر والرصاص المستمرة بكل تأكيد الآن..
إن صمودنا، داخل السجن أو خارجه، تمليه درجة اقتناعنا بقضيتنا، قضية شعبنا..
فلنواصل المعركة حتى النهاية، مسلحون ومسلحات باقتناعنا وصمودنا وإبداعنا..
لنواصل، موحدين ومتراصين، معركة شهدائنا المسكيني والدريدي وبلهواري وشباضة ومزياني وكافة شهداء وشهيدات شعبنا..
شارك هذا الموضوع على: ↓