بعد جريمة ترحيل المعتقلين السياسيين الأربعة (حسن كوكو، حسن أهموش، منير آيت خافو وسفيان الصغيري) من سجن تولال 2 بمكناس، الذي قضوا بين جدرانه
الموحشة زهاء ثلاث سنوات من الاعتقال السياسي، الى السجن المحلي بميدلت بالنسبة لحسن كوكو، وسجن توشكا بالراشدية للبقية، يستمر النظام القائم في المغرب في مسلسله الإجرامي في حق المعتقلين السياسيين عبر ربوع وطننا الجريح، مبدعا كل الأساليب والطرق لتركيعهم والنيل من مبادئهم وقناعاتهم، فالرمي بأجسادهم ما بين الزنازين وحرمانها هواء الحرية ما هو إلا مقدمة لقمع أشد فتكا داخل أسوار السجون، حيث يتفنن في حرمانهم من أبسط شروط العيش الكريم، ناهيك عن الاعتداءات المتكررة وحملات التفتيش الهمجية، والاجهاز على ممتلكاتهم، حتى البسيطة منها، من قبيل المذكرات الشخصية والكتب، هذا إلى جانب الترحيل المستمر لهم، كوسيلة لحرمناهم من المكتسبات التي جرى تحصينها عبر معارك وصراعات طاحنة، وأيضا تفريقهم لإضعاف مقاومتهم.
ووفق تقرير صادر عن المعتقلان السياسيان اهموش والصغيري، أكدا فيه على حجم التضييق والاهانة والقمع الذي تعرضوا له منذ أن وطأت أقدامهم بوابة السجن، وجاء في التقرير:
"بالرغم من ترحيلنا إلا أن مسلسل المعاناة والإهانة لم يتوقف إذ منذ لحظة وصولنا إلى السجن السيء الذكر بالرشيدية، انطلقت إدارة السجن في تنفيذ سياستها المرتقبة من خلال سعيها الحثيث إلى تجريدنا من هويتنا السياسية ومحاولة تحويلنا إلى مجرد رقم في سجلاتها، وتم استقبالنا بلغة التهديد والوعيد والتفتيش الإستفزازي المهين، مع حجز العديد من أمتعتنا (مذكرات خاصة، منشورات، كتب، أواني معدنية...) في إشارة من النظام القائم إلى ما ينتظرنا داخل زنازين المعتقل.
ومن الإشارات الأولى التي التقطناها منذ البداية، هي أن الوضع الذي ينتظرنا سيكون أكثر مرارة مما كنا عليه بسجن تولال 2، وسيستلزم منا ان نكون أكثر صلابة وصمودا، وهو ما تجسد خاصة بعدما تم توزيعنا على غرف وإن اختلفت في أرقامها لكنها تتوحد في أشكالها التي أشبه ما تكون بكهوف مهجورة، تحتوي أكثر من طاقتها الإستيعابية، أي ما يناهز 19 سجينا، مما يجعلنا نحن وباقي معتقلي الحق العام نعاني اكتظاظا رهيبا نضطر معه إلى افتراش الأرض اصطفافا في مساحة لا تتجاوز 4 أمتار مع إنبعاث روائح كريهة من كل جانب لإنعدام أدنى شروط النظافة. مما يشكل مرتعا خصبا لإنتشار مجموعة من الأمراض خاصة الجلدية منها، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأوضاع الكارثية سواء تعلق الأمر بالتغدية التي أقل ما يقال عنها أنها عبارة عن وجبات لن تقبل عليها القطط أو الكلاب فما بالك بالإنسان. أما الصحة فمعاينة الطبيب تشهد تعقيدات قد تنسيك ما تعانيه من آلام، وإن يسر لك الأمر فتقدم وصفات طبية عبارة عن أقراص تحولت بقدرة قادر إلى شفاء لكل داء.
إلى جانب هذا نسجل حرمان السجناء من الإستفادة من مجموعة من المرافق التي يشكل تواجدها وجودا صوريا (الملعب، الحمام، الخزانة...) في مقابل هذا يسجل تقليص الوقت المخصص للفسحة والتقاط الأنفاس والذي تم تحديده وفق مزاج السجان .. هذه الإجراءات التي تتخد أسطع تعبير عنها من خلال نهج الإدارة لسياسة القمع والترهيب، وتسييد لقانون الغاب، وتشجيع النعرات الطائفية والقبلية بين السجناء، مع شن حملات من المداهمات للغرف في ساعات متأخرة من الليل لإنتشال بعضهم وتعذيبهم أمام مرأى ومسمع باقي السجناء لزرع الرعب والهلع في أوساطهم والتعريف بمصير ومآل كل من سولت له نفسه التمرد أو التصدي لهذا الواقع المرير"
أمام هذا الوضع لم يجد المعتقلين السياسيين الثلاثة من سبيل، للدفاع عن كرامتهم وحقوقهم العادلة والمشروعة، إلا الدخول في معركة الاضراب المفتوح عن الطعام التي انطلقت يوم 12 أكتوبر 2015 على الساعة الثامنة مساء.
وتجدر الإشارة ان المعتقلين السياسيين جرى اعتقلاهم نهاية سنة 2012 على خلفية نضالهم في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة مكناس، وحكم عليهم ابتدائيا بثلاث سنوات نافذة، جرى تحويلها استئنافيا إلى خمسة سنوات نافذة لكل واح منهم.
ومن سجن ميدلت، أقدم المعتقل السياسي حسن كوكو على خوض اضراب عن الطعام لمدة 72 ساعة، انطلق يوم 7 أكتوبر، على أرضية العديد من المطالب في مقدمتها متابعة الدراسة والاستفادة من المكتبة والكتب.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
شارك هذا الموضوع على: ↓