وكزيز موحى، فرنسا 26 أكتوبر 2015
كتبت قبل عام أن الكل يعلم أن النظام القائم بالدم بالمغرب ضالع في تصفية الشهيد بنبركة في ظروف وملابسات تؤكد ورطته بمساعدة أنظمة وأجهزة
مخابرات دولية لها ما يكفي من الخبرة لارتكاب الجرائم السياسية وغيرها في حق المناضلين والشعوب ومسح آثار جرائمهم. وإن مؤامرة وجريمة اختطاف وقتل بنبركة تتجاوز شخص وذات الشهيد، بل إن الأمر يتعلق باغتيال قضية شعب باغتيال في المهد مرحلة النضال من اجل التحرر الوطني لهذا الشعب قبل انغراسها وتحقيق قفزتها النوعية اجتماعيا سياسيا واقتصاديا. وإن قتلة المهدي واعون كل الوعي بما يشكله التحاق وانضمام الفعل الثوري بالمغرب بأهداف حركة التحرر العالمية بقيادة "جزيرة الحرية" وما قد يوفره جهد وعمل الشهيد بنبركة في تخصيب أرضية عمل سياسي تحرري منظم قد تقوده مستقبلا قوى ثورية تتجاوز حتى منطلقات الشهيد ضد قبضة عملاء الاستعمار والامبريالية وسيطرتهم على حاضر ومستقبل شعب بأكمله. وهذا مؤشر، من بين عوامل أخرى، جعل الأدمغة والأجهزة المؤطرة والموجهة والمسيرة محليا ودوليا للنظام تنتقل الى اقتراف جريمتها، اختطاف، تعذيب وقتل الشهيد...
ورغما عن دفء العلاقات السياسية والاقتصادية بين الامبريالية الفرنسية والنظام بالمغرب وانطلاق هذه العلاقات من جديد لتخصيب وتوسيع وتجديد دائرة العلاقات الاقتصادية المتشابكة والتي توجت بإمضاء عقود النهب واستغلال الثروات الطبيعية والبشرية المغربية من طرف شركات فرنسية عملاقة، لم يستطع العمل السياسي والدبلوماسي المستمر ليل نهار محو جريمة اغتيال المهدي بنبركة من اهتمامات الرأي العام الفرنسي والدولي بحيث اهتم الإعلام الفرنسي مؤخرا بعد زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب؛ ورغما عن هذه الزيارة بالوضع السياسي والتاريخي الذي يجمع النظامين الامبريالي الفرنسي من جهة والنظام اللاديمقراطي اللاوطني اللاشعبي بالمغرب من جهة ثانية وتعددت وتنوعت البرامج وأفلام حول مرحلة الستينات وتحديدا ملابسات جريمة اغتيال المهدي بن بركة
-;-أثار انتباهي فيلم وثائقي تناول موضوعين اثنين: اغتيال المهدي بنبركة وإقامة الخميني بفرنسا ووصوله الى لسلطة بعد الثورة الإيرانية،
-;-بمعنى آخر تحالفت الامبريالية ومن ضمنها الفرنسية مع الخميني للانقضاض على السلطة والثورة الإيرانية كما تحالفت الامبريالية ومن ضمنها الفرنسية لاغتيال بنبركة والقضاء في المهد على الثورة المغربية.
-;-ويبقى السؤال مطروحا حول كشف الحقيقة، حقيقة اغتيال الشهيد المهدي بنبركة. والحقيقة لن تكون إلا ثورية.
-;-وإذا كانت جريمة اختطاف وقتل الشهيد هي جريمة من جرائم النظام بحافز منه لتجنب انعتاق وتحرر الشعب المغربي من قبضة هذا النظام بالذات وحلفائه، فما مصير رفاق الشهيد أو للدقة، من شاركوه قيادة الزخم النضالي والسياسي وأسسوا معا إطارات سياسية ونقابية وجمعوية؟
-;-أستثني من سؤالي هذا كل الشهداء وكل القواعد المخلصة التي قدمت الغالي والنفيس وانتهكت أعراضها وشردت عائلاتها واغتصبت حقوقها بما فيها الحق في الحياة.
-;-
-;-إن رفاق الأمس للمهدي بنبركة قد تنكروا لقضيته كشهيد ولقضية التحرر الوطني وأصبحوا دكاكين سياسية طيعة تأمر وتنهي بمعروف ومنكر النظام.. لم تقو حتى على تحصين مواقعها في المعادلات السياسية للنظام وانبطحت كلية وأضحت بقايا تلك القيادات تناور من أجلها هي. ولم تعد تملك حتى هوية قوى سياسية إصلاحية ولا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بقضية الشهيد المهدي بنبركة، ابن البيت ولا حتى أي شهيد وشهيدة. انتقل الأصدقاء والرفاق السابقون للشهيد الى سماسرة يشوشون ويشكلون خطرا على قضية الشهيد والشعب المغربي قاطبة.
هذا ما كتبته السنة الفارطة، وهاهي الأحداث تؤكد للمرة الألف أن قضية الشهيد ومن خلاله كل الشهداء لا يعد إلا إيقونة وورقة سياسية لرفاق وأصدقاء الأمس للمهدي بن بركة. وهذا ما يمكن ملامسته بوضوح من خلال دعوة عبد الرحمان اليوسفي الى تخليد ذكرى الشهيد وباسمه الشخصي بعيدا عن حزبه "الاتحاد الاشتراكي". وها هو الوزير الأول السابق يعود من النافدة لأسباب وأهداف سياسية غير معروفة وغير معلن عنها حتى الآن. وبعد حضوره مائدة الملك على شرف الرئيس الفرنسي خلال زيارة هذا الأخير للمغرب لتأكيد استمرارية العلاقات بين النظامين وبادر باسمه الشخصي، أي اليوسفي بعدما كان مع الملك وضد بن بركة حيا وشهيدا قبل وبعد حكومة "التناوب" لتنظيم ندوة دعي على إثرها رموز خارجية من حجم الأخضر الإبراهيمي.
ستحيلنا الأيام القادمة وتكشف لنا خيوط وملابسات ندوة اليوسفي ومعانيها التي لا تنفصل عن التجاذبات والصراعات السياسية داخل الوطن الحبيب. ويبقى الشهيد شهيدا رغما عن استثماره لخدمة سياسات التعاون الطبقي مع النظام من طرف رفاقه وأصدقائه قبل أعدائه.
وهذه بعض الروابط للاطلاع:
شارك هذا الموضوع على: ↓