نعانق الذكرى، ككل ذكرى استشهاد، بحجم الغصة التي تخنق المناضلين الجذريين وجميع المخلصين لقضية شعبنا. نعانق الذكرى الرابعة لاستشهاد مناضل الشعب المغربي، كمال الحساني، بما يوافق يوم 27 أكتوبر من هذه السنة، بحجم الآمال
المعلقة على تضحيات الشعب المغربي، وفي المقدمة الطبقة العاملة. ذلك أن الاستشهاد كما الاعتقال السياسي، في هكذا حالة، إنما يعتبر التكثيف الشديد لحجم القمع والاستغلال والاضطهاد الذي يواجه الشعب المغربي. كما يعبر عن طبيعة النظام الإجرامية ومدى تخبطه بمعية حلفائه الطبقيين، وعدم قدرتهم على الاستفراد النهائي بمقدرات الشعب المغربي، رغم كل الآلة القمعية والبيروقراطية والترسانة الاعلامية التي يملكها، والعمل الدؤوب لكل منظماته السياسية والنقابية والجمعوية من أجل إبقاء السيطرة الطبقية على جماهير شعبنا.
إن الشهيد كمال الحساني، وكما بقية شهداء الشعب الكادح، يواجهون في المقابل وفي نفس الآن عموم المتخاذلين والجبناء إمعات كافة الأشكال النضالية. على المناضلين الثوريين القابضين على الجمر ومن أجل السير على خطى الشهداء العظام العمل على تجذير الفعل النضالي الجاد والانخراط في المعارك التي يفجرها الشعب المغربي وفي شتى المواقع، كما الفضح لكل الأساليب الخسيسة التي يستعملها النظام القائم وأعوانه والمنهزمون الأنانيون الملتحقون بمستنقعه، لكبح المد النضالي الصاعد.
إن تزكية ومشاركة كل المبادرات والأعمال الجارية الآن من أجل اختراق جبهة من جبهات النضال الجماهيري (الاعتقال السياسي)، هي خيانة لكل الشهداء، رفاق الأمس القريب والبعيد. فكيف يمكن الحديث او التنسيق مع من هم ملطخة أيديهم بالدماء؟
لا تصالح كما قال الشاعر العظيم، أمل دنقل:
"هل يصير دمي بين عينك ماء
أتنسى ردائي الملطخ بالدماء
تلبس فوق دمائي ثيابا مطرزة بالقصب".
إننا نعيش واقعا مأزوما، واقع التراجعات والصمت الرهيب في وجه الخيانات؛ والزعيق بالمقابل في وجه المناضلين الصناديد الذين أثبتوا للعالم تمترسهم في خندق الشعب والعمال أساسا، وتشبثهم بالأمل من أجل الغد المنشود، غد الشعب والعمال.. فالعمل على قدم وساق لعزل العامل والفلاح الفقير وكل إنسان مفقر في هذا الوطن الجريح عن محيطه الاجتماعي والطبقي، ومقابله كذلك محاولة عزل المناضلين الثوريين عن المنتجين الحقيقيين للثروة من خلال الاعتقال والاغتيال..
لكن لا يجب أن يغيب عنا أننا نعيش نفسا نضاليا صادقا تظهره تضحيات جماهير الشعب المغربي بمعية المناضلين الصادقين الصامدين في وجه أعاصير الأعداء، كل الأعداء...
المجد والخلود للشهيد كمال الحساني
المجد والخلود لكافة شهداء شعبنا
الخزي والعار لكل الخونة والمرتدين والانتهازيين..
27 أكتوبر 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓