بداية، أسجل أن كثيرا من الأعمال يسجلها أصحابها باسم الماركسية اللينينية، وهي لا علاقة لها بالماركسية اللينينية. لأن الماركسية اللينينية شيء، أي أنها علم، والحديث باسم الماركسية اللينينية شيء آخر، في أغلب الأحيان تستعمل كدعاية
إيديولوجية فجة لا غير. لهذا، الماركسيون اللينينيون حقا يثمنون الأعمال انطلاقا مما تقدمه من خدمة لتقدم المجتمع سواء كانت صادرة عن الماركسيين اللينينيين أو عن غيرهم، وليس لأن أصحابها قد يتحدثون باسم الماركسية اللينينية. ولا يمكن لعمل يخدم تقدم المجتمع حقا أن يصدر عن أعداء التقدم. لذا، في تعاملنا مع أعمال المناضلين، وليس أي عمل، لا نحتكم للسانه، بل نتفحصه كعمل (كمضمون) في خلفياته وسياقاته وأبعاده ومراميه. ومن هذا المنطلق سنتوقف عند بعض أعمال "النقاد" الميالين ليكونوا "قضاة" و"حكاما" (لا ندري من نصبهم فوق جراحنا، ونحن دون غيرنا –هكذا-) باسم الماركسية اللينينية، الموجهة للبديل الجذري المغربي ولمناضليه في نسختها الأخيرة وبالتأكيد ليست الأخيرة. وأقصد نقاش محتويات "مقالات" هؤلاء "النقاد" والذين سماهم الكثير من المناضلين ب"المجتهدون"/"الشجعان". لان ما جاء فيها ليس نقاشا أصلا، لكون "انتقاداتهم" كانت مجرد خرجات حاقدة تهدف الى التشويش على مسار نضالي موفق ومنسجم وعلى معركة التعرية والفضح لمؤامرات العدو المحبوكة لاختراق الجبهات المناضلة. وأنا مقتنع بأن القراء والمتتبعين السياسيين، وخاصة المناضلين، ليسوا من السذج، بحيث لا يفرقوا الصالح من الفاسد في الكتابات.
وهنا سأتوقف عند "مقال" تحت عنوان "بؤس الاجتهاد" لصاحبه محسين الشهباني، و"مقال" آخر تحت عنوان "كيف يستخلص الماركسيون اللينينيون الدروس من المغامرة الانتهازية الليبرالية البرجوازية الصغيرة لأصحاب البديل الجدري" لصاحبه عبد العزيز المنبهي. وهذان "المقالان" موجودان على الموقع المتخصص في قرصنة الرموز وسرقة النصوص الصحافية والمعروف ب"صوت الشعب" والذي يقوم بالدعاية لحزب البام المدعوم من طرف النظام.
وابدأ بما جاء به "المقال" الأول "بؤس الاجتهاد" احتراما للتسلسل الزمني في الإصدار. نشر المدعو محسين الشهباني "مقالا" تحت عنوان "بؤس الاجتهاد" بسرعة البرق، مباشرة بعد نشر عزيز المنبهي ل"مقال"، أو بالتدقيق نشره لمركب من الكلمات القدحية والمتفجرة في الفراغ، بدون عنوان، واعتبره ردا على خاطرة (سموها "ورقة") للرفيق حسن أحراث معنونة ب"المجتهدون". وبعد تمحيصه من كل الجوانب، مع القفز والتجاوز لمعطياته المغلوطة، في محاولة استكشاف أساس فكرة النقد الموجه لمقال "التحاق الشجعان" تبين:
أولا، إنه يفتقد للشرط الأساسي لعملية النقد في مثل هذه الحالات. لماذا؟ لأن عملية النقد تتطلب من المدعو محسين الشهباني إن وجد ما يعتبره تحريفا في نص مقال "التحاق الشجعان" (الذي يعود لسنة 1995 وليس 1992 كخطأ مفضوح، تناقله من بعده الصبية، يدل عن بعده عن تجربة مرحلة التسعينات، ولا تربطه بها سوى الثقافة الشفاهية)، فله الحق في انتقاده كما عليه حق تبيان الموضوع أو الفقرة الحاملة لفكرة الانحراف بنصها الأصلي، بمعنى اقتباس ما يريد انتقاده وتقديمه بكل أمانة وصدق ودون تقطيعه أو تحريفه للقراءة لكي لا يفقد معناه، وليس بالتعبير عنه بلغته الخاصة مهما كانت قدراته للتفوق في ذلك، وبالتالي تقديمه الى القراء لأن ذاك من حق القراء عليه، وأخلاقيا من حق الكاتب أيضا (صاحب المقال).
وهذا الشرط أساسي لكي يعرف القارئ الموضوع أو الفكرة المحورية المراد نقدها من طرف الناقد لكي يتحقق بدوره من صحة ذات النقد من خطئه ويعرف الكاتب خطأه أو خطأ منتقده، لكي يساهم بدوره في تعميق معرفة أطراف الاختلاف.
ومن بعد التقدم في شرح وتوضيح مكمن الخطأ، أو الانحراف، كما يحلوا له القول، بالحجة والدليل وبطريقة علمية من أجل تصحيح الانحراف أو الخطأ أو المنزلق وبناء معرفة سليمة متقدمة وثورية لدى القراء ولم لا للكاتب أيضا. لكن ماذا يعني غياب هذا المبدأ الأساسي في عملية النقد؟ أي ما معنى أن يقدم الناقد عن نقد مقال ما أو عمل ما دون تقديم المراد نقده للقراء، أي أحد المبادئ الأساسية لعملية النقد لما هو مكتوب؟ أليس ذلك هو تحويل القراء لمجرد خزان لرغبات النقاد والتعامل معهم كأقراص صلبة تستدعي الحشو؟ إن تجاوز ذات المبدأ، في العمق، هو مجرد تطفل على ممارسة عملية النقد، كما هو الأمر في مقال "بؤس الاجتهاد" والذي كان محوره شخص كاتب الموضوع باعتباره مشارك في ندوة سياسية حول المتطلبات السياسية في مرحلة تاريخية محددة، أي مرحلة التسعينات، وتحديدا كان الحديث عن مرحلة ما بعد الانهيارات الكبرى للمعسكر الاشتراكي، وليس محوره مادة موضوع الكاتب، المعبرة عن رأيه، شارك بها في ندوة سياسية.
وبهذه الطريقة تختل عملية النقد ويتحول الناقد من النقد لمادة مقال الكاتب المعنون ب"التحاق الشجعان" الى التهجم على شخصية كاتب مقال "التحاق الشجعان" سيرا على منحى عزيز المنبهي في رده على خاطرة "المجتهدون" والذي استحيى كاتبها، عن صواب، الرد عليه. وهذا ما لا يليق بأدب الثوار ولا بأصول الأدب والأخلاق. فكيل التهم، أو أي تهجم مهما كان، لن يحدد شخصية الكاتب أو أي إنسان كان، كما لا يمكن للكاتب القيام بذلك، أي تحديد شخصيته بنفسه، ولو كان محاطا بهالة من القدسية. وهذا ما ذهب إليه كاتب مقال "التحاق الشجعان" في استحيائه الرد على التهجم، مقتنعا أن التاريخ هو الكفيل بتحديد والتقرير في ذلك، بقوله في كلمة مختصرة "بيننا التاريخ"، لاعتبار أن تضحيات وأعمال وجهود الشخص هي صاحبة الكلمة الأخيرة في تحديد شخصية الإنسان بشكل عام.
لذا، فذات الأسلوب لا يكشف شخصية الكاتب بل يكشف في الحقيقة عن شخصية المتطفلين على النقد وعن أدوارهم المشبوهة ومستواهم الفكري والمعرفي والأخلاقي والسياسي.. أولا وأخيرا. فكما الحياة خبرت الإنسان بأن الصورة الجيدة أو المشوهة المعكوسة في مرآة هي دليل على مدى جودة المرآة من رداءتها وليس دليل على الشيء المعكوس. لأن استكشاف الشيء يستدعي دراسته وفحصه هو وليس الحكم عليه من خلال الصورة المعكوسة على المرآة. ولهذا يستدعي العمل التحقق من سلامة وجودة المرآة، وكذلك الأمر في موضوعنا، أي سلامة ما يعكسه دماغ الناقد انسجاما ومستواه المعرفي والسياسي والأخلاقي.
وعليه فإن الانتقاد يجب أن يكون صريحا ودقيقا ويستند الى وثائق حقيقية وليس مجرد تخيلات واتهامات وهمية يستند اليها المنتقد، بسوء نية، ويتوصل منها الى نتائج بعيدة عن الواقع كما هو الحال في مقالات من سموهم أغلب المعلقين ب"المجتهدون"/"النقاد" في نقدهم/هجومهم على شخص صاحب خاطرة "المجتهدون"، وعلى تيار البديل الجذري المغربي، بدعوى النقد (وتم تحويل خاطرة "المجتهدون" بقدرة من صنف على قائمة لصوص الأعمال الصحافية والفكرية، بالحجة والدليل، ل"ورقة").
إن أمثال "المجتهدون" بمقدورهم خداع أنفسهم بدون انقطاع وبلا حدود وبدون توقف، سيخدعون أنفسهم بأنهم لم يكونوا لما يزيد عن عقد من الزمن من مناصري "التجميع" وحزب "النهج الديموقراطي" الإصلاحي وليس التحريفي (لأن حزب النهج الديموقراطي لا يدعي الماركسية اللينينية ولا الثورية بل خياراته السياسية إصلاحية واضحة لا لبس فيها) وأشياء أخرى قبلها وبعدها.. وهذا قدرهم، ولكنهم لن يكون بمقدورهم خداع الآخرين أو خداع كل الآخرين. لماذا؟ بكل بساطة، يمتلك القراء، أو الآخرون، إن أردنا القول، عقولا يميزون بها الحقيقة والصدق من الكذب والخداع. فالقراء أو الآخرون يحللون ويفهمون ويدرسون ويستوعبون حين يقرأون شيئا ما سواء كان جادا أو تافها، بعقولهم وليس بعقول "المجتهدون". إنهم يميزون صالحه عن فاسده، وصحيحه عن خاطئه، والعلمي عن اللاعلمي.
وهنا سأتوقف عند "مقال" تحت عنوان "بؤس الاجتهاد" لصاحبه محسين الشهباني، و"مقال" آخر تحت عنوان "كيف يستخلص الماركسيون اللينينيون الدروس من المغامرة الانتهازية الليبرالية البرجوازية الصغيرة لأصحاب البديل الجدري" لصاحبه عبد العزيز المنبهي. وهذان "المقالان" موجودان على الموقع المتخصص في قرصنة الرموز وسرقة النصوص الصحافية والمعروف ب"صوت الشعب" والذي يقوم بالدعاية لحزب البام المدعوم من طرف النظام.
وابدأ بما جاء به "المقال" الأول "بؤس الاجتهاد" احتراما للتسلسل الزمني في الإصدار. نشر المدعو محسين الشهباني "مقالا" تحت عنوان "بؤس الاجتهاد" بسرعة البرق، مباشرة بعد نشر عزيز المنبهي ل"مقال"، أو بالتدقيق نشره لمركب من الكلمات القدحية والمتفجرة في الفراغ، بدون عنوان، واعتبره ردا على خاطرة (سموها "ورقة") للرفيق حسن أحراث معنونة ب"المجتهدون". وبعد تمحيصه من كل الجوانب، مع القفز والتجاوز لمعطياته المغلوطة، في محاولة استكشاف أساس فكرة النقد الموجه لمقال "التحاق الشجعان" تبين:
أولا، إنه يفتقد للشرط الأساسي لعملية النقد في مثل هذه الحالات. لماذا؟ لأن عملية النقد تتطلب من المدعو محسين الشهباني إن وجد ما يعتبره تحريفا في نص مقال "التحاق الشجعان" (الذي يعود لسنة 1995 وليس 1992 كخطأ مفضوح، تناقله من بعده الصبية، يدل عن بعده عن تجربة مرحلة التسعينات، ولا تربطه بها سوى الثقافة الشفاهية)، فله الحق في انتقاده كما عليه حق تبيان الموضوع أو الفقرة الحاملة لفكرة الانحراف بنصها الأصلي، بمعنى اقتباس ما يريد انتقاده وتقديمه بكل أمانة وصدق ودون تقطيعه أو تحريفه للقراءة لكي لا يفقد معناه، وليس بالتعبير عنه بلغته الخاصة مهما كانت قدراته للتفوق في ذلك، وبالتالي تقديمه الى القراء لأن ذاك من حق القراء عليه، وأخلاقيا من حق الكاتب أيضا (صاحب المقال).
وهذا الشرط أساسي لكي يعرف القارئ الموضوع أو الفكرة المحورية المراد نقدها من طرف الناقد لكي يتحقق بدوره من صحة ذات النقد من خطئه ويعرف الكاتب خطأه أو خطأ منتقده، لكي يساهم بدوره في تعميق معرفة أطراف الاختلاف.
ومن بعد التقدم في شرح وتوضيح مكمن الخطأ، أو الانحراف، كما يحلوا له القول، بالحجة والدليل وبطريقة علمية من أجل تصحيح الانحراف أو الخطأ أو المنزلق وبناء معرفة سليمة متقدمة وثورية لدى القراء ولم لا للكاتب أيضا. لكن ماذا يعني غياب هذا المبدأ الأساسي في عملية النقد؟ أي ما معنى أن يقدم الناقد عن نقد مقال ما أو عمل ما دون تقديم المراد نقده للقراء، أي أحد المبادئ الأساسية لعملية النقد لما هو مكتوب؟ أليس ذلك هو تحويل القراء لمجرد خزان لرغبات النقاد والتعامل معهم كأقراص صلبة تستدعي الحشو؟ إن تجاوز ذات المبدأ، في العمق، هو مجرد تطفل على ممارسة عملية النقد، كما هو الأمر في مقال "بؤس الاجتهاد" والذي كان محوره شخص كاتب الموضوع باعتباره مشارك في ندوة سياسية حول المتطلبات السياسية في مرحلة تاريخية محددة، أي مرحلة التسعينات، وتحديدا كان الحديث عن مرحلة ما بعد الانهيارات الكبرى للمعسكر الاشتراكي، وليس محوره مادة موضوع الكاتب، المعبرة عن رأيه، شارك بها في ندوة سياسية.
وبهذه الطريقة تختل عملية النقد ويتحول الناقد من النقد لمادة مقال الكاتب المعنون ب"التحاق الشجعان" الى التهجم على شخصية كاتب مقال "التحاق الشجعان" سيرا على منحى عزيز المنبهي في رده على خاطرة "المجتهدون" والذي استحيى كاتبها، عن صواب، الرد عليه. وهذا ما لا يليق بأدب الثوار ولا بأصول الأدب والأخلاق. فكيل التهم، أو أي تهجم مهما كان، لن يحدد شخصية الكاتب أو أي إنسان كان، كما لا يمكن للكاتب القيام بذلك، أي تحديد شخصيته بنفسه، ولو كان محاطا بهالة من القدسية. وهذا ما ذهب إليه كاتب مقال "التحاق الشجعان" في استحيائه الرد على التهجم، مقتنعا أن التاريخ هو الكفيل بتحديد والتقرير في ذلك، بقوله في كلمة مختصرة "بيننا التاريخ"، لاعتبار أن تضحيات وأعمال وجهود الشخص هي صاحبة الكلمة الأخيرة في تحديد شخصية الإنسان بشكل عام.
لذا، فذات الأسلوب لا يكشف شخصية الكاتب بل يكشف في الحقيقة عن شخصية المتطفلين على النقد وعن أدوارهم المشبوهة ومستواهم الفكري والمعرفي والأخلاقي والسياسي.. أولا وأخيرا. فكما الحياة خبرت الإنسان بأن الصورة الجيدة أو المشوهة المعكوسة في مرآة هي دليل على مدى جودة المرآة من رداءتها وليس دليل على الشيء المعكوس. لأن استكشاف الشيء يستدعي دراسته وفحصه هو وليس الحكم عليه من خلال الصورة المعكوسة على المرآة. ولهذا يستدعي العمل التحقق من سلامة وجودة المرآة، وكذلك الأمر في موضوعنا، أي سلامة ما يعكسه دماغ الناقد انسجاما ومستواه المعرفي والسياسي والأخلاقي.
وعليه فإن الانتقاد يجب أن يكون صريحا ودقيقا ويستند الى وثائق حقيقية وليس مجرد تخيلات واتهامات وهمية يستند اليها المنتقد، بسوء نية، ويتوصل منها الى نتائج بعيدة عن الواقع كما هو الحال في مقالات من سموهم أغلب المعلقين ب"المجتهدون"/"النقاد" في نقدهم/هجومهم على شخص صاحب خاطرة "المجتهدون"، وعلى تيار البديل الجذري المغربي، بدعوى النقد (وتم تحويل خاطرة "المجتهدون" بقدرة من صنف على قائمة لصوص الأعمال الصحافية والفكرية، بالحجة والدليل، ل"ورقة").
إن أمثال "المجتهدون" بمقدورهم خداع أنفسهم بدون انقطاع وبلا حدود وبدون توقف، سيخدعون أنفسهم بأنهم لم يكونوا لما يزيد عن عقد من الزمن من مناصري "التجميع" وحزب "النهج الديموقراطي" الإصلاحي وليس التحريفي (لأن حزب النهج الديموقراطي لا يدعي الماركسية اللينينية ولا الثورية بل خياراته السياسية إصلاحية واضحة لا لبس فيها) وأشياء أخرى قبلها وبعدها.. وهذا قدرهم، ولكنهم لن يكون بمقدورهم خداع الآخرين أو خداع كل الآخرين. لماذا؟ بكل بساطة، يمتلك القراء، أو الآخرون، إن أردنا القول، عقولا يميزون بها الحقيقة والصدق من الكذب والخداع. فالقراء أو الآخرون يحللون ويفهمون ويدرسون ويستوعبون حين يقرأون شيئا ما سواء كان جادا أو تافها، بعقولهم وليس بعقول "المجتهدون". إنهم يميزون صالحه عن فاسده، وصحيحه عن خاطئه، والعلمي عن اللاعلمي.
وثانيا، لم يعلق "الناقد" المدعو محسين الشهباني، في نقده لمقال "التحاق الشجعان"على المقال ومحتواه ولم يبد رأيه في المقال، ولم يقتبس ولو جملة واحدة من المقال سوى كلمة "شجعان"، وإنما فتش وأبدع ليبتكر أقصوصة أو قل فكرة، بحيث مضمونها، أي مضمون الفكرة، يمكن إجماله في الفقرة التالية كما اقتبسناها من "بؤس الاجتهاد" والتي تعبر عن أن النقد ليس لمضمون المقال بل هجوم على كاتب المقال: "إن مجرد المشاركة في ندوة التجميع بصيغة دبلوماسية، تبعد الرفيق أحراث عن الخط الماركسي اللينيني الثوري، وتلقي به في أتون التحريفية والتصفوية المقيتة التي تحاول خلط الأوراق والاستفادة من رصيد الاعتقال وسنوات النضال واستثماره واستهداف تشتيت وحدة الماركسيين اللينينيين، لأن ذلك هو الدور التي كانت تقوم به تلك المكونات." قدم هذه الجملة، الملونة بخليط من الاستعطافات اللامنطقية، الى القراء وكأنها بديهية في السياسة مثلها مثل بديهيات الرياضيات التي لا تحتاج الى برهان. وما على المتتبع سوى الاستهلاك والتصديق. وكيف لا والمنتوج قد مر بجهازه الباطني المتخصص في التحليل الماركسي الذي يعفي المتتبع من مشقة الدراسة لمدى صحة أو خطأ الاستخلاص. لكن السؤال الذي يستدعي العودة إليه لماذا لم يناقش رأي الكاتب المشارك في الندوة، أي لماذا تم التهرب من نقاش صلب الموضوع من أجل تقديم وتعرية موقف الكاتب من عملية التجميع التي أسست لبناء أحزاب إصلاحية لتعمير فراغ بدأت تحدثه المعارضة المؤسساتية آنذاك ما دام أن الندوة كانت حول موضوع التجميع وليس حول كيفية التجميع، أي أن الرفيق أحراث شارك برأيه حول موضوع التجميع؟ فهل رأيه كان مع العملية أم كان من مناهضي "الخيار" المقدم آنذاك؟ وهذا ما قفز عليه "الناقد" لأن الجواب عليه يتطلب التوقف عند مادة الموضوع أي مقالة "التحاق الشجعان". وهو ما سينهي الجدال ويسقط التهم.
فإن كان القانون الوضعي يقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته (جريمته)، فإن "قضاة" و"حكام" الزور، باسم الماركسية اللينينية البريئة منهم، لا يخالفون طريقة عمل حكام وقضاة المؤسسات الرجعية المتعفنة في تلفيق التهم لأبناء شعبنا. فمثلما يحاكم قضاة الرجعية أبناء شعبنا بمختلف تهم الفساد الأخلاقي في النهار، وفي غالبها تكون ملفقة، وهم يلهفون الرشاوي وأموال الفساد ولا يغادرون ليلا الحانات والعلب الليلية، فكذلك يحاكم "قضاتنا" باسم الماركسية اللينينية زورا المناضلين ب"التحريفية" و"التصفوية" و"الارتزاق بسنوات الاعتقال" و"خلط الأوراق". والتهمة هذه المرة هي المشاركة في ندوة سياسية "حول التجميع"، وليس لرأيه في موضوع الندوة، وهم شاركوا في التجميع أصلا والتحقوا بحزب إصلاحي وتسكعوا في صفوفه قبل أن يرمي بهم خارج قاطرته.
إذا افترضنا، مع "الناقد" "الشجاع" محسين الشهباني، خطأ، صحة هذا الاستخلاص، ألن تكون هذه الفكرة بمثابة شهادة وفاة لمجموعة الملتحقين مختومة بأيدي واحد منهم، أم أن "الكاتب" نسي أنه كان هو وشيخه المنبهي عبد العزيز وجل المنسحبين من حزب النهج المتشدقين بالثورية، وأقول جل استثناء لبعض الجادين في مواقفهم وسلوكهم، هم حقا مشاركون/"ملتحقون" بخيار حزب النهج الديموقراطي من بعد تأسيسه...؟! ألا يمكن القول إنهم من "الشجعان" الذين استجابوا لدعوة الرفيق أحراث الساخرة؟! أليست هذه حقيقة لا غبار عليها ولا لبس يلفها.
فإن كان القانون الوضعي يقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته (جريمته)، فإن "قضاة" و"حكام" الزور، باسم الماركسية اللينينية البريئة منهم، لا يخالفون طريقة عمل حكام وقضاة المؤسسات الرجعية المتعفنة في تلفيق التهم لأبناء شعبنا. فمثلما يحاكم قضاة الرجعية أبناء شعبنا بمختلف تهم الفساد الأخلاقي في النهار، وفي غالبها تكون ملفقة، وهم يلهفون الرشاوي وأموال الفساد ولا يغادرون ليلا الحانات والعلب الليلية، فكذلك يحاكم "قضاتنا" باسم الماركسية اللينينية زورا المناضلين ب"التحريفية" و"التصفوية" و"الارتزاق بسنوات الاعتقال" و"خلط الأوراق". والتهمة هذه المرة هي المشاركة في ندوة سياسية "حول التجميع"، وليس لرأيه في موضوع الندوة، وهم شاركوا في التجميع أصلا والتحقوا بحزب إصلاحي وتسكعوا في صفوفه قبل أن يرمي بهم خارج قاطرته.
إذا افترضنا، مع "الناقد" "الشجاع" محسين الشهباني، خطأ، صحة هذا الاستخلاص، ألن تكون هذه الفكرة بمثابة شهادة وفاة لمجموعة الملتحقين مختومة بأيدي واحد منهم، أم أن "الكاتب" نسي أنه كان هو وشيخه المنبهي عبد العزيز وجل المنسحبين من حزب النهج المتشدقين بالثورية، وأقول جل استثناء لبعض الجادين في مواقفهم وسلوكهم، هم حقا مشاركون/"ملتحقون" بخيار حزب النهج الديموقراطي من بعد تأسيسه...؟! ألا يمكن القول إنهم من "الشجعان" الذين استجابوا لدعوة الرفيق أحراث الساخرة؟! أليست هذه حقيقة لا غبار عليها ولا لبس يلفها.
وأنتقل الى نقطة أخرى، والمتعلقة بموقع هؤلاء "الشجعان"/"المجتهدون" في عقد التسعينات. وأتساءل ما هي أسماء "الشجعان"/"المجتهدون" التي كانت حاضرة بمواقفها في تلك المرحلة؟ بالتأكيد كانت أسماء عدة ومن ضمنها اسم عبد العزيز المنبهي.
وبالمناسبة، نتساءل هل سجل نقدا مكتوبا لمقالة "التحاق الشجعان" آنذاك؟ أجيب لا، إطلاقا. بل إن عزيز المنبهي كان من مؤيدي عملية التجميع والوحدة مع القوى الإصلاحية الانتهازية، أي كان من بين من شملهم نقد مقال "التحاق الشجعان". إن الموقع الذي كان يحتله عزيز المنبهي هو التطبيل والحماسة للمنعطف الذي اختاره رفاقه في الدرب.
وأذكر لمن تنفعه الذكرى أن عزيز المنبهي كان من المدافعين عن الوحدة مع القوى السياسية الانتهازية آنذاك (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، ومنظمة العمل الديموقراطي الشعبي، وحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي) ومن المتحمسين لتأسيس حزب سياسي شرعي من بعد مرور عقد من بداية نقاشات الردة، مع العلم أنه التحق برفاق دربه مباشرة بعدما دخل الى المغرب، وكان نشاطه هو الدعاية لمشروع رفاقه من أجل تأسيس حزب سياسي "يساري" والذي سمي فيما بعد ب "حزب النهج الديموقراطي". وانخرط في صفوفه بمحور القنيطرة الرباط الدار البيضاء، وخصيصا القنيطرة. أما محسين الشهباني فلم يكن اسمه معروفا. ولكنه كان بدوره عضوا من أعضاء حزب النهج (أزمور والجديدة) أي أنه كان بعيدا كل البعد عن موضوع نقاش ونقد مقالة "التحاق الشجعان".
وبمناسبة الحديث عن الكتابات السابقة، أرفع تحديا أمام كل هؤلاء المدعوين كتابا سياسيين ثوريين، أي "المجتهدون" و"الشجعان" أن يعيدوا نشر كتاباتهم، وتصريحاتهم للقراء منذ انطلاق نقاش "التجميع" الذي دار مباشرة مع بداية الانهيارات في المعسكر الاشتراكي وعمر الى حدود بداية الألفية الثانية مع اقتناع كل طرف ببناء تجربته السياسية بمعزل عن الآخر، أن يتحدثوا عن مواقعهم من الأعمال التي دشنت منذ 1979 وعبدت الطريق للارتدادات الكبرى والتي سمح انهيار المعسكر الشرقي بانفجارها مرورا بالموقف الصريح المرفوع على "الكراسة" في الذكرى الأربعينية للشهيدين مصطفى بلهواري والدريدي بوبكر. إني أسجل وبقوة أن للتاريخ سلة مهملات يلقي فيها كل رأي أو كتاب أو فكرة غير صحيحة.
وغير خاف لم بعض "الشجعان"/"المجتهدون" يخافون أو يخجلون هم أنفسهم من ذكر أو إعادة نشر ما كتبوه سابقا، وأمثالهم كثيرون لا يحتاجون الى تعداد. وأختم بسؤالين في حاجة الى الإجابة:
وبالمناسبة، نتساءل هل سجل نقدا مكتوبا لمقالة "التحاق الشجعان" آنذاك؟ أجيب لا، إطلاقا. بل إن عزيز المنبهي كان من مؤيدي عملية التجميع والوحدة مع القوى الإصلاحية الانتهازية، أي كان من بين من شملهم نقد مقال "التحاق الشجعان". إن الموقع الذي كان يحتله عزيز المنبهي هو التطبيل والحماسة للمنعطف الذي اختاره رفاقه في الدرب.
وأذكر لمن تنفعه الذكرى أن عزيز المنبهي كان من المدافعين عن الوحدة مع القوى السياسية الانتهازية آنذاك (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، ومنظمة العمل الديموقراطي الشعبي، وحزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي) ومن المتحمسين لتأسيس حزب سياسي شرعي من بعد مرور عقد من بداية نقاشات الردة، مع العلم أنه التحق برفاق دربه مباشرة بعدما دخل الى المغرب، وكان نشاطه هو الدعاية لمشروع رفاقه من أجل تأسيس حزب سياسي "يساري" والذي سمي فيما بعد ب "حزب النهج الديموقراطي". وانخرط في صفوفه بمحور القنيطرة الرباط الدار البيضاء، وخصيصا القنيطرة. أما محسين الشهباني فلم يكن اسمه معروفا. ولكنه كان بدوره عضوا من أعضاء حزب النهج (أزمور والجديدة) أي أنه كان بعيدا كل البعد عن موضوع نقاش ونقد مقالة "التحاق الشجعان".
وبمناسبة الحديث عن الكتابات السابقة، أرفع تحديا أمام كل هؤلاء المدعوين كتابا سياسيين ثوريين، أي "المجتهدون" و"الشجعان" أن يعيدوا نشر كتاباتهم، وتصريحاتهم للقراء منذ انطلاق نقاش "التجميع" الذي دار مباشرة مع بداية الانهيارات في المعسكر الاشتراكي وعمر الى حدود بداية الألفية الثانية مع اقتناع كل طرف ببناء تجربته السياسية بمعزل عن الآخر، أن يتحدثوا عن مواقعهم من الأعمال التي دشنت منذ 1979 وعبدت الطريق للارتدادات الكبرى والتي سمح انهيار المعسكر الشرقي بانفجارها مرورا بالموقف الصريح المرفوع على "الكراسة" في الذكرى الأربعينية للشهيدين مصطفى بلهواري والدريدي بوبكر. إني أسجل وبقوة أن للتاريخ سلة مهملات يلقي فيها كل رأي أو كتاب أو فكرة غير صحيحة.
وغير خاف لم بعض "الشجعان"/"المجتهدون" يخافون أو يخجلون هم أنفسهم من ذكر أو إعادة نشر ما كتبوه سابقا، وأمثالهم كثيرون لا يحتاجون الى تعداد. وأختم بسؤالين في حاجة الى الإجابة:
لماذا لا يعود السيد عزيز المنبهي لنشر حواره على مجلة "على الأقل" لصاحبها عبد القادر الشاوي (الغني عن التعريف، بالأمس واليوم) بلونها الأصفر أيام إسهامه السياسي من أجل دعم مسار التحريفية مع القوى السياسية الانتهازية داخل التجربة الجامعية وفي الدعاية الحماسية لخيار العمل الوحدوي معها؟!
لماذا الظهور العلني والعريض بجريدة المساء المشبوهة من خلال عدة حلقات؟! هل المشاركة في ندوة "حرام"، والمشاركة في جريدة "حلال؟! أتمنى ألا تحسب هذه "الفتوى" على الماركسية اللينينية..
خلاصة القول في هذا الجزء، إن هذه الحرب مدبرة وذات أيادي أخطبوطية من بينها أيادي النظام، ولن تكون الأخيرة. وأناشد كافة المناضلين الصادقين بإعطاء الأولوية للعمل في صفوف الجماهير الشعبية المضطهدة، وخاصة العمال. وأحذر من السقوط في فخ الأعداء القائم على الإلهاء والتشويش وتسميم الأجواء.
إن طعنات الغدر تأتي دائما من الخلف..
إن طعنات الغدر تأتي دائما من الخلف..
إن لنا مهام تنتظرنا الآن (والى الجزء الثاني)..
2 نونبر 2015
2 نونبر 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓