يخوض أزيد من 300 عامل وعاملة زراعية المشتغلين بضيعات فريش بريم (شركة الشرقاوي) لليوم الخامس عشر، اعتصاما مفتوحا مقرونا بإضراب عن العمل أمام مقر إدارة الشركة بجماعة خميس أيت عميرة، إقليم اشتوكة أيت باها. ويعود أصل
المشكل الى حجم الإستغلال الذي يعانون بالضيعات الفلاحية التابعة للشركة، من قبيل الاستنزاف الحاد لقوة عملهم، حيث يفرض عليهم العمل وفق نظام القطعة( العطاش)، ولساعات طوال ، أي ثمان ساعات، وفي حالة عدم قدرة العامل أو العاملة على إنهاء الشغل المكلفين به وفق حجم المردودية المحددة سلفا، فإنه يتم تقييد أربع ساعات عمل فقط.
إن الادارة تقسم العمال والعاملات إلى ثلاث مجموعات، يسهر على مراقبتها "كابرانات" ومديري الضيعات، فالمجموعة الأولى وتسمى "بالرجلين"، أي العمل على تركيب أعمدة خشبية لأقدامهم والعمل على شجيرات الطماطم من أعلى والإعتناء بها، يحدد لهم ما يناهز 900 متر لتوضيبها، مقابل أجر يوم عمل ب 120 درهم ، واي تخلف في إتمام هذا العمل الشاق، تسحب قيمة أربع ساعات من أجرهم اليومي. فيما المجموعة الثانية وهي المكلفة بالأدوية، فتعيش بمعية باقي عمال الضيعة المخاطر الحقيقية للمواد الكيماوية في غياب تام لمعايير الصحة والسلامة الدولية المفروض تطبيقها، بالإضافة إلى ضغط إنهاء المساحة المحددة. اما العاملات الزراعيات، فهن عاملات الأرض والجني، فتفرض على واحدة من هاته العاملات إنهاء المسافة المحددة في 600 متر، وهو ما لا يتحقق في غالب الأحيان، لينعكس على أجر ساعات العمل اليومية.
كما لا يفوتنا التذكير أن هذا الإعتصام المفتوح يتم كذلك حتى تنفيذ المحاضر الموقعة سابقا مع إدارة الشركة والتي تنصلت منها وكعادة الباطرونا، من قبيل إمكانية السلف من الشركة والأبناك المرتبطة بالشركة، ويرجع سبب هذا المطلب إلى واقع السكن بجماعة خميس أيت اعميرة والذي تنعدم فيه أبسط شروط السكن الصحي وضعف الأجر اليومي بالنسبة للعمال مما يشكل عبئا حقيقيا يحول دون توفير الاحتياجات الأسرية، كما ان العمال يطالبون بتوفير شروط الصحة والسلامة والوقاية ما أمكن من مضاعفات استعمال المواد الكيماوية. إن المطلب الرئيسي للعمال والعاملات الزراعيات وبحكم الجهد الكبير لتحقيق خطط ادارة الشركة من حيث المردودية، فإنهم يطالبون بالمكافآت جراء العمل المضني وتحديد "نسبة المردودية"، لكن الباطرونا وإمعانا في استغلال العمال تقوم بتوزيع المكافآت السخية على بعض "الكابرانات" ومسؤولي الضيعات حتى يتم عصر عرق ودماء العمال.
هذا بعض من معانات العاملات والعمال الزراعيين بشركة ضيعات الشرقاوي بالمنطقة، وقس على ذلك مجموع العمال بمختلف الضيعات ووحدات التلفيف بإقليم اشتوكة أيت باها، وفي غياب تام للنقابات الممثلة للطبقة العاملة بل وتواطؤها وخصوصا القيادات النقابية البيروقراطية.
4 نونبر 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓