ستجتمع (حسب ما تداولته وسائل الإعلام) القيادات النقابية البيروقراطية لكل من الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل ("جناح" العزوزي) صباح يوم الجمعة 18
دجنبر 2015 بالمقر المركزي للكنفدرالية بالدار البيضاء. وذلك من أجل التنسيق والإعلان عن خطتها "الحربية" التي طالما لوحت بها، بل وأزعجتنا بكثرة ترديدها.. بدون شك، هي خطة حربية. لكن، ليس ضد النظام.. إنها خطة حرب حقيقية ضد العمال وعموم أبناء شعبنا. وللتمويه وخلط الأوراق، فقد اختارت يوم 18 دجنبر، ذكرى استشهاد عمر بن جلون..
لقد قتل الشهيد عمر على أيدي عصابات الغدر والإجرام. وقتل لمرات عديدة، على أيدي "رفاقه" المتنكرين لتاريخه ورصيده النضالي. وها هو يقتل مرة أخرى على أيدي المافيات النقابية. فمن تدنيس قضية الشعب الفلسطيني الى تدنيس شهداء/قضية الشعب المغربي.
إنهم يبحثون عن المصداقية المفتقدة.. إنهم يمارسون التضليل والتغليط. فما هي نتائج الخطط "الحربية" السابقة؟ ماذا عن آخر "حرب" بشارع "للا الياقوت" بالدار البيضاء (29 نونبر) أو عن الإضراب البارد ليوم 10 دجنبر الأخير؟ هل من تقييم (التنظيم، الشعارات، الأهداف...)؟ هل من دروس؟ هل من نتائج؟ إنهم ينظمون رقص الشوارع بدل حرب الشوارع..
ستجتمع "الآلهة" هذه المرة فوق الجثمان الطاهر للشهيد عمر وستأمر "عبيدها" بالانصياع.. لا أحد يناقش أوامر "الآلهة"!! أن تكون صحيحة أم خاطئة، لا يهم. إنها مقدسة.. سواء استقر الرأي على المسيرة أو الإضراب (العام أو الخاص) أو على الاعتصام أو على الصمت والخنوع.. لا فرق.. سيستمر القمع والاستغلال والاضطهاد.. سيستمر النزيف.. "عفا الله عما سلف".. وسيعفو، لا محالة ورغما عنا، عما حصل وعما سيحصل.. ستبارك قياداتنا/"آلهتنا" كل المخططات الطبقية للنظام (بطريقتها البهلوانية، طبعا) وستشنف أسماعنا الرهيفة بالشعارات الرنانة والوعود الكاذبة. لقد ساهمت في التعتيم على العديد من الفضائح والجرائم في حق العمال وفي حق شعبنا وفي حق حاضرنا ومستقبلنا. ماذا عن فضيحة "لاسامير"؟ ماذا عن فضيحة "أمنديس" وباقي الشركات "المقدسة"؟ ماذا عن فضائح الصناديق السوداء؟ ماذا عن فضائح ناهبي المال العام؟...
من تجرأ وانتصب واقفا في وجه "الآلهة"؟ من قال: لا.. وألف لا، للتواطؤ والاتجار في قضايا العمال وعموم المأجورين؟ من قالّ: كفى من الضحك على ذقوننا؟
فحتى منطق "العسكر" يسمح "بالطعن"، ولو بعد حين (Exécution et après Réclamation). أما منطق "الآلهة"، فلا طعن ولا احتجاج ولا صوت يعلو فوق صوتها..
إنها "الآلهة" كما دائما. ولا نستغرب ذلك. لكن، ماذا عن خدام "الآلهة" (Les Serviteurs)؟
إن الخضوع لأوامر "آلهة" الشر يعني شيئا واحدا ووحيدا. إنه التنكر لقضية العمال والانتصار لشر "الآلهة".. فلم نسمع حتى الآن ارتفاع الأصوات الفاضحة لتواطؤ القيادات البيروقراطية مع الباطرونا ولخياناتها.. لم نسمع عن التشهير بها وبرموزها وبعمالتها للنظام القائم.. من يفرض مثل هذا الخضوع الغريب؟ أو لماذا هذا الخضوع الغريب؟
إنها الغرابة المفضوحة..
نقول في نهاية المطاف: "تفسير الواضحات من المفضحات"..
كثيرا ما يتم الحديث عن الحدود الفاصلة بين الطريق الصحيح (طريق المناضلين) والطريق الخاطئ (طريق أشباه المناضلين). ومن بين الحدود الفاصلة اليوم، بل الفاضحة، تزكية القيادات النقابية البيروقراطية وتدنيس ذكريات الشهداء..
وقد يبدو بديهيا أن العجز عن الوقوف في وجه القيادات النقابية البيروقراطية لا يمكن إلا أن يولد نفس العجز عن الوقوف في وجه النظام.. ويبدو بديهيا كذلك أن رفع التحدي يبتدئ من طرد هذه القيادات والإطاحة بها وبعملائها وعبيدها.
16 دجنبر 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓