2015/12/25

أحمد بيان//المعركة النقابية تضع أوزارها على كاهل القيادات السياسية المنبطحة ومحفل الرعاية ل"السلم الطبقي" عبر بلدان العالم"

اجتمعت يوم الثلاثاء 22 دجنبر 2015 قيادات المنظمات النقابية الأربع، الاتحاد المغربي للشغل، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والفدرالية الديمقراطية للشغل بمقر الكونفدرالية بالدارالبيضاء" لتقييم "حروبها" ووضع "خطط" مستقبلية لتصعيد المعركة، بنقلها الى جنيف وتحديدا رفع "شكاية
ضد الحكومة لذا منظمة العمل الدولي"، وتوجيه "مذكرة إلى الأمناء العامين ورِؤساء الأحزاب السياسية الوطنية"، بتنظيم اعتصام من طرف "للقيادات النقابية الوطنية، القطاعية والجهوية أمام البرلمان يوم الثلاثاء 12 يناير 2016 على الساعة الثانية بعد الزوال".. حسب بلاغ أصدرته قيادات المنظمات النقابية الأربع.
أكيد أن تقدير القيادات النقابية، بعد التقييم، رسا على معركة أكثر "تصعيدا" عن سابقاتها، أي عن المسيرة الوطنية وعن الإضراب العام، بالاستغاثة بأحد محافل الرأسمالية العالمية وبالقيادات المنبطحة والعميلة..!! 
والسؤال: ماذا قد تنتظره الشغيلة من محافل ترعى السلم الاجتماعي على المستوى الدولي للحفاظ على مصالح الرأسمالية عبر العالم؟! وماذا ستنتظر من قيادات مصنوعة في دهاليز النظام غير حصاد غلة الاستهتار؟! وماذا سينتظر من الذئاب والأوغاد الماكرة غير الضحك على الذقون؟!.. أليس هذا عين الانبطاح؟! أليس هذا دليل على تقديم الخدمة للنظام لربح الوقت وتمرير مخططاته بسلاسة؟! أليس الأمر مبنيا على خوف من الاحتقان والغضب الذي يختزنه شعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة؟!.. 
إنها حقا معركة "التصعيد" لدى كل من يمحي من قاموسه الصراع الطبقي وتخيفه معارك الشوارع ونضالات الطبقة العاملة، ويبيع الوهم للشعوب، ويلتزم تأمين الاستقرار لمصاصي الدماء.. 
إن النضال اليوم يجب أن يهدف لبناء سياسة نقابية مناضلة ملتزمة بقضايا العمال ولا تساوم ولا تناور في الدفاع عنهم، وحتما هو خيار سيصطدم بالقيادة البيروقراطية ومع كل السماسرة والبياعة "النقابيين".. 
كل المعارك الوطنية، أو المحلية في هذا القطاع أو ذاك، تكشف وتعري أزمة المركزيات النقابية المغربية كأزمة قيادة، وتوابعها، نصبت فوق جراح العمال.. جراحنا كأغلبية. وهذه هي الحقيقة الساطعة التي لا تتمكن كل المفردات الخادعة على تغطيتها. فلا أحد قد يستطيع أن ينكر اليوم أن سياسات المركزيات النقابية هي لصالح النظام القائم، ولصالح حكومته، ومخططاته الطبقية (الاقتصادية والاجتماعية...)، وأحزابه، ولصالح مصاصي الدماء وناهبي الثروة، وكل المتموقعين على جوارهم.. إنها سياسة تقتضي موضوعيا، ممن يختار الوقوف المبدئي إلى جانب الأغلبية، المواجهة الصريحة وعلى جميع المستويات، مع وكلاء النظام، في النقابات، وفي كل الحركات الجماهيرية والحركات المناضلة.. لأن هذا نفسه خيار الأغلبية، خيار من لم يعودوا يملكون أي شي، لا لقمة كريمة، ولا تعليم، ولا شغل ولا صحة (مستشفيات، علاج...)، ولا الحق في الحياة الكريمة، أطفالا وشيوخا، ونساء ورجالا.. إنه خيار أغلبية مستهدفة ليل نهار بمخططات العدو المدمرة.
إن المصلحة النقابية للطبقة العاملة وكل المأجورين في اللحظة تقتضي النضال للرفع من الأجور والتصدي لسياسة التقشف المفروضة بكل وسائل الترهيب والقمع، وتحصين الخدمات الاجتماعية لا تفويتها للخواص سواء بشكل مباشر أو عبر ما يسمى التدبير المفوض، وتعميم التعليم والصحة مع جودته، والتصدي لسياسة الطرد والمنع لأبنائهم من متابعة الدراسة، وضمان حقهم في الشغل، وتخفيض ضرائب الأجراء، وفي تقاعد مريح يضمن الكرامة والعيش الكريم، ومحاسبة الفاسدين.. لا "عفى الله عما سلف"، وإرجاع الأموال المنهوبة، والثروات البرية والبحرية والباطنية التي تم السطو عليها من طرف النافذين..
وهذه المعركة هي معركة العمال والى جانبهم كل المأجورين والغيورين من أبناء شعبنا وكل المستهدفين بالمخططات الطبقية.. وليست معركة حلفاء وعملاء النظام، وكراكيز العمل السياسي والنقابي، ولا هي معركة محافل تسهر على تأمين مصالح الرأسمالية عبر العالم..
وعلى هذه المعركة ساومت وتاجرت وتخاذلت وخانت قيادات المركزيات النقابية. ليس اليوم أو الأمس وفقط، بل على مسار تاريخي طويل تحولت فيها الى شريحة مرتبطة بالنظام وحامية أمينة لمصالح الباطرونا. وصارت المساومة على مصالح الشغيلة والمتاجرة في نضالات الأغلبية خيارها لمراكمة الريع النقابي. 
إذا، ماذا ينتظر من العربدة "النقابية" التي تقودها المركزيات الأربع اليوم، ومن الحروب الوهمية التي تسوقها؟.. أليس الرهان عليها تحت أي مسمى من المسميات التكتيكية والسياسية هو دعم لسياسة القيادات المنبطحة؟ أليس التزام الصمت هو خدمة لها؟ أليست "معارك" اليوم هي لتحصين مواقعها وتأمين مصالحها على حساب مآسي شعبنا تحت شعارات خادعة؟
من مع حقوق الأغلبية، قولا وفعلا، هل الصامتون أم الذين يفضحون باستمرار وبدون تردد سياسة البيروقراطية؟
إننا نقولها وبالصوت العالي إن خيار القيادات المنبطحة ليس خيارنا، وإن لا شيء بإمكانه أن يجمعنا بها، أو يوحدنا معها، أو يجعلنا نسير خلفها..
ومهامنا هي محاربة البيروقراطية كمهمة من مهام معركة تهدف التغيير الجذري لصالح شعبنا...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق