عرفت حافلة النقل الحضري رقم 7 بمدينة القنيطرة مساء الثلاثاء 8 دجنبر 2015 بعد السادسة مساء على مستوى محطة ثانوية عبد الرحمان الناصر حدث تكسير زجاج نافذة أدى إلى إصابات ضمن الركاب ومن ضمنهم أطفال ونساء، وسط حالة
من الهلع والفوضى الناجمة عن رداءة خدمات شركة "الكرامة" المستفيدة منذ 2011 من عقد مدته 15 سنة مع الجماعة الحضرية للمدينة التي يترأس مجلسها الحزب الذي نصبه النظام فوق جراحنا، حزب "العدالة والتنمية".
ويشار في هذا الجانب إلى تكرار نفس الحادث بشكل متواتر، نظرا للضعف الشديد لأسطول الحافلات خاصة على مستوى الخط رقم 7 الذي يربط الساكنة بمختلف المناطق الحيوية والضرورية بالمدينة، ويمر من نقط آهلة بسكان المناطق الشعبية والمؤسسات التعليمية، علاوة على قلة عدد المقاعد وحجم الحافلة المقزم على مستوى هذا الخط.
وقد خلف الحادث الذي بات مألوفا استياء وسخطا واسعين في صفوف مرتادي الحافلة التي يضطرون مجبرين الى ركوبها نظرا لغلاء أثمنة وسائل النقل وللفوضى التي تكتسحها أوقات الذروة خاصة عند الزوال والسادسة مساء، في ظل تواطؤ المستثمرين في مجال النقل مع المسؤولين الذين لطالما عبروا عن انتشائهم بتجديد "الثقة" فيهم عبر المهزلة الانتخابية الأخيرة، مهزلة بل ومؤامرة على مكتسبات الجماهير الشعبية وحقهم في النقل.
ومعلوم أن ملف النقل قد شكل أرضية لمجموعة من الاحتجاجات، خاصة الطلابية منها نظرا للزيادات المفروضة على الطلبة في تراجع عن المكتسبات المحققة سالفا بتضحيات كبيرة وأبرزها توزيع سنوات من الاعتقال السياسي في حق مناضلي أوطم كرد على رفضهم التنازل عن مطالبهم العادلة والمشروعة.
ولا تخفى طبعا الخلفية الربحية المقيتة التي تشتغل في إطارها شركة النقل الحضري (الكرامة؟؟؟) والتي تكرسها الجماعة الحضرية نظرا لكثرة الالتزامات الموقعة على دفتر التحملات على أنقاض شركتين سابقتين. ولتعويض حجم "الخسارة"، كان المخرج هو الإمعان في رداءة خدمات النقل، والتقليل من بعض الخطوط، والزيادة في ثمن خطوط أخرى، والتقليص من العمال باعتماد السائق في قيادة الحافلة واستخلاص ثمن التذاكر ومراقبة الطريق ومحطات التوقف، بغية خفض الأجور، مع ما يستتبع ذلك من هدر لكرامة المواطنين بالانتظار على قارعة الطريق وشل للسير في مجموعة من الشوارع الرئيسية والحيوية.
لقد دأب النظام القائم على الإمعان في التخلص من الخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة وتشغيل ونقل لما تشكله من عبء على الميزانيات المنهوبة أصلا، واعتماده في ذلك على أياديه الأخطبوطية من رؤساء جماعات ومرتزقة متجولين وأجهزة قمعية، مما بات يتطلب مزيدا من التعبئة لخوض معارك ذات بعد شعبي جذري وتوجيهها إلى الوجهة الفعالة والصحيحة بدل السقوط فيما قد يجعل المتضررين من هذه المخططات الطبقية في مواجهة مغلوطة بعضهم ببعض...
10 دجنبر 2015
شارك هذا الموضوع على: ↓