التضييق على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من طرف النظام يفضح أولا النظام نفسه. فما يقوم به (المنع من الاستفادة من القاعات العمومية وعدم تسليم وصل الإيداع، عرقلة الأنشطة والمحطات التنظيمية وعلى رأسها المؤتمر الوطني...)
يكشف عن زيف ادعاءاته وشعاراته ويعري حقيقتها، كشعارات للتضليل والاستهلاك والواجهة فقط، وخاصة الخارجية.. شعارات بعيدة كل البعد عن الإعمال الفعلي للديمقراطية واحترام حقوق الإنسان "كما هي متعارف عليها عالميا".. إنها فضائح تنضاف الى جرائم الاغتيال والاعتقال المتواصلة والى المخططات الطبقية التي تستهدف كرامة شعبنا، بعماله وفلاحيه الفقراء ومعطليه وطلبته ومشرديه، وتستنزف خيراته وتصادر بالحديد والنار والقمع الشرس حقوقه وتطلعه الى تشييد مستقبله بيده.
كما أن التضييق على الجمعية يفضح كافة الانتهازيين، من قوى سياسية ونقابية وجمعوية. فالصمت أو "الرد" الخجول والمحتشم، لا يعنيان غير التواطؤ مع النظام والمساهمة في حربه الجبانة على ما تمثله الجمعية المغربية لحقوق الإنسان من رصيد نضالي للعديد من الأجيال منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي.. إن النظام يستهدف رمزية الجمعية وكفاحيتها في ظل هذا الزمن الرديء، زمن الانبطاح والخنوع..
إن التضييق على الجمعية فضح للمندسين والمبثوثين بمختلف تلاوينهم، سواء داخل الجمعية أو داخل الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان أو داخل الحقل الحقوقي والجمعوي بشكل عام..
إن التضييق على الجمعية فضح لحاملي وهم "الإنصاف والمصالحة" وللمبشرين بالعهد الجديد الذين يهمهم فقط "حقوق"، بل مصالح حواريهم ومرتزقتهم..
إن التضييق على الجمعية فضح للمتسترين وراء شعارات حقوق الإنسان، ومنهم من تفوح رائحة الدم من يديه القذرتين..
إن التضييق على الجمعية فضح للمستثمرين في "بورصة" حقوق الإنسان ولتجار حقوق الإنسان الذين يزحفون على بطونهم لتحصيل الفتات والذين يتحركون ب"تيلي كوموند" وعندما تكون "الكاميرا شاعلة"..
إن التضييق على الجمعية فضح للانتقائية والكيل بأكثر من مكيال، وخاصة السكوت عن الاعتقالات بالجملة والمحاكمات الصورية والأحكام الانتقامية والجائرة..
إنها حرب ليس على الجمعية فقط، إنها حرب على الحريات العامة والديمقراطية وعلى الفعل الجاد وعلى عموم مكتسبات شعبنا وتضحياته وعلى القلع المناضلة، ستطال نارها بدون شك كل المناضلين وفي كل المجالات.. إنها حرب تضع الجميع أمام مسؤوليته اليوم وغدا. إنها ليست لحظة تشفي أو تصفية حسابات، بالعكس إنها لحظة مقاومة وتصدي ودون القبول بأي تراجع أو تخاذل أو مساومة.. إنها لحظة مواصلة المعركة من أجل انتصار الفعل النضالي القائم على المبدئية والمسؤولية والوضوح..
كل التضامن مع الجمعية، وكل الاستعداد لخوض معركة استمرار إشعاعها ونضالها..
كل التضامن مع نضالات أبناء شعبنا داخل السجون وخارجها، بكل ما يعنيه ذلك من انخراط فعلي ومبدئي في معاركهم..
12 أبريل 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓