لا يهم أن تخسر الطبقة العاملة.. البيروقراطية أولا، البيروقراطية ثانيا. إنه واقع يفقأ العين. إن التعايش مع البيروقراطية ومهادنتها، بدل محاربتها، يدلان بالمعنى
الصريح على التخلي عن المصالح الطبقية للعمال وعموم الكادحين. فلم يعد خافيا إجرام البيروقراطية وتواطئها مع النظام، لماذا إذن التعايش معها ومهادنتها/معانقتها؟!!
سؤال، أم/أب الأسئلة، أمام جميع المناضلين وأمام الشعب المغربي. قد ننعت بالتحامل والعدمية والعجز، أو بأي نعت قدحي آخر. المرجو تنويرنا.. المرجو تنوير الرأي العام.. المرجو الجواب عن السؤال من أجل الحقيقة، وللتاريخ.. ما هي نتائج عقود من الانبطاح عند أقدام البيروقراطية؟
رحب الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل ، المافيوزي المدعو الميلودي مخارق وعبر حوار متلفز (القناة الثانية)، بأحد رموز ما سمي ب"التوجه الديمقراطي". بل أثنى عليه بعد حروب من "المزايدة والتشهير والاتهام...".
طرح السؤال حينه، لماذا هذه المغازلة بين عتاة البيروقراطية وعتاة "الديمقراطية"؟
تفاوتت الإجابات والتقديرات.. لا يهم..
الآن، دعا ما يسمى ب"الاتحاد المغربي للشغل/التوجه الديمقراطي، السكرتارية الوطنية " تحت عنوان "نداء للمشاركة الوحدوية والقوية في تظاهرات فاتح ماي 2016" الى "إننا ننادي سائر العمال والموظفين والمستخدمين، رجالا ونساء، وكذا أصدقاء الطبقة العاملة، من فلاحين كادحين وشغيلة بالمدن والبوادي ومتدربين ومعطلين وطلبة وكافة المناضلين/ات التقدميين بمختلف التنظيمات الديمقراطية السياسية والحقوقية والنسائية والشبابية والجمعوية الأخرى، وكذا شباب حركة 20 فبراير إلى المشاركة القوية في تظاهرات فاتح ماي التي ينظمها الاتحاد المغربي للشغل يوم الأحد فاتح ماي بمختلف المناطق"..
وفعلا، عادت الأمور الى سابق عهدها رغم "الكثير" من الخجل. عانق "الديمقراطي" البيروقراطي، وتبخرت كل صور الإدانة وتبادل الاتهامات من فساد ومتاجرة بالعمال (استخدام الطبقة العاملة وليس خدمتها).. كلام الليل محاه النهار وكلام النهار محاه الليل، إنها حقيقة الانتهازية الفاقعة.. أما العمال، فليحضروا أو يغيبوا.. فليتحدوا أو يتفرقوا. يكفي أن تؤخذ الصور التذكارية الى جانبهم.. يكفي أن يصرخوا.. يكفي أن ينددوا.. يكفي أن يستنكروا.. فالمعاناة مستمرة وكذلك الاستغلال البشع وكل أشكال الاضطهاد الطبقي..
إنه رد التحية بأحسن منها (معذرة الرفيق ياسين على الاستعارة). لا يهم أن تخسر الطبقة العاملة!!
لا يهم أن نموت أو أن نشرد أو أن نعتقل.. بالنسبة إليكم، لتحيا البيروقراطية، ليحيا المغرمون بحبها والمتيمون بها..
عانقوا ما شئتم.. عانقوا البيروقراطية، عانقوا "الشيطان".. التوجه "الديمقراطي" هو نفسه التوجه البيروقراطي..
نتحداكم أن تعلنوا حصيلة "توجهكم الديمقراطي".. نتحداكم أن تعلنوا حقيقة عودتكم الى أحضان البيروقراطية "القديمة"..
إنها دروس قد تبدو بالمجان، إلا أن فضح تلك المؤامرات يكلف المناضلين الكثير، من حصار وتهميش وعزلة وتشويش.. إنها دروس التاريخ التي بدون استيعابها لا يمكن الانفلات من بوثقة البيروقراطية وقيود الإصلاحية والتحريفية.. كما بدون ذلك، لا يمكن مواجهة النظام والتصدي لمخططاته الإجرامية..
1 ماي 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓