عرفت الساحة الإعلامية والسياسية هجمة شرسة على النهج الديمقراطي القاعدي، استهدفت تشويه تاريخه وطمس هويته، وتأليب الرأي العام ضده. وتأتي هذه
الحملة المغرضة بعدما عجزت الآلة القمعية المتمثلة في عسكرة الجامعة واقتحام حرمتها بفيالق من الأجهزة البوليسية القمعية بكل تلاوينها، خلفت ولا زالت المئات من الضحايا الطلاب ومتابعة المناضلين بتهم صورية والزج بهم في غياهب السجون. ورغم كل ذلك، صمد الطلبة المناضلون القاعديون وبجانبهم الجماهير الطلابية واستمروا كعادتهم في الدفاع عن حقوق أبناء الشعب المغربي من خلال التشبث ب:
- الحق في تعليم مجاني لأبناء الشعب؛
- الحق في السكن؛
- الحق في التغذية؛
- الحق في المنحة؛
- الحق في التطبيب؛
- الحق في ضمان وسائل النقل؛
- الحق في ممارسة النشاط النقابي الطلابي في إطار المنظمة العتيدة والتاريخية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب؛
- ...
استشهد المناضلون القاعديون في سجون النظام وفي ساحات الجامعات المغربية، وليس آخرهم الشهيد مزياني مصطفى.. أسيلت دماء الطلبة القاعديين في الجامعات المغربية.. عذب المناضلون القاعديون في مخافر الاستخبارات والبوليس.. اعتقل الطلبة القاعديون وعذبوا وأودعوا في غياهب السجون.. ولم نسجل لهذه الجوقة الإعلامية والسياسية التي ملأت الدنيا ضجيجا وصخبا وتباكيا، ولو جملة استنكارية واحدة، لما تعرض ويتعرض له الطلبة القاعديون من تنكيل وتعذيب وقتل وسجن وطرد من قبل النظام القائم وحلفائه. لكن لما وقعت واقعة مكناس، المتمثلة في حلق شعر فتاة، والتي قد تكون أيادي النظام المندسة وراءها، انتفضت الجوقة الإعلامية والسياسية، وملأت الدنيا صراخا وعويلا، وأطلقت العنان لكل أشكال السب والشتم والقدح والاستنكار والإدانة والتشويه في حق الطلبة المناضلين القاعديين، كل الطلبة المناضلين القاعديين، طولا وعرضا، شرقا وغربا.. المهم هو خلط الأوراق والإساءة لكل من يحمل رائحة مناضل قاعدي، بل رائحة مناضل يساري. مطالبة بإنزال أشد العقوبات على من وصفتهم بالمجرمين والمتطرفين و"الدواعش" القاعديين.. إليكم الصورة، يا أبناء شعبنا الأبي، يا طلاب ومثقفين وأساتذة وتلاميذ، يا أبناء العمال والفلاحين الفقراء:
عموما، تستهدف شبكات الدعارة كل الجامعات، خاصة وأن أغلب الطلاب الملتحقين بها ينتمون الى الطبقات الاجتماعية المحدودة الدخل، فيتم استهداف الطالبات بسبب فقرهن لاستغلالهن في إطار شبكات الدعارة. ويتم ذلك تحت أعين النظام وبتغطية من أجهزته البوليسية، ما دام الأمر يتعلق بتمييع الحرم الجامعي ونشر الجواسيس، بغية قتل الحركة الطلابية لما تمثله من معارضة حقيقية للمشاريع الطبقية التصفوية للحق المقدس في التعليم؛ وكذلك لما تمثله من مشتل حقيقي لإنتاج الكوادر السياسية المعارضة والمتطلعة لبناء المشروع الثوري لخوض معركة الحسم مع النظام الديكتاتوري القائم بالمغرب.
وهنا تكمن حقيقة استغلال النظام لكل الخيوط المنسوجة في الخفاء ولكل العناصر، منها الواعية وغير الواعية، الحاملة لأمراض المجتمع والعاملة على نقلها للجسم الطلابي لتدميره وخلق شروط تفسخه لتيسير تحطيم الفعل النضالي المقاوم. ولا يتردد في وضع الضحايا كطعم لتنفيذ المؤامرات المخطط لها في دهاليز مخابراته والتي يجند لها المنابر الصفراء والأصوات السياسية و"الثقافية" والجمعوية المدفوعة الأجر للتغطية عن إجرامه و"شرعنة" هجومه وإجرامه.
وقبل الحديث عن الفتاة القاصر، الضحية المجندة لإدارة شبكة الدعارة والتجسس، يجدر الذكر لبعض العناصر التي ظلت لسنوات سند النظام لفبركة الملفات حول المناضلين إلى أن انكشف سرها وذاع صيتها، وللاستئناس نستحضر نموذج المدعو "رشيد منير" العامل بالحي الصناعي سيدي براهيم بفاس آنذاك والذي صدر في حقه من داخل حلقية جماهيرية بظهر المهراز المنع من دخول الحرم الجامعي والحضور لأشكال أوطم، وذلك لاحترافه عمليات النصب والاحتيال على الطالبات. ولو أن المدعو "رشيد منير" لم يتعرض لا للتعنيف ولا لحلق رأسه أو حاجبيه، ولم ينل أي ركن أو حيز على الجرائد بكل ألوانها، ولم يدخل اسمه لقبة البرلمان.. ومع ذلك فقد توبع وقدم المناضلون بفاس بهذا الملف لسنوات منذ محاكمات 2009 إلى حدود محاكمات 2013. وكان يُستقدم كشاهد وكضحية في نفس الوقت في كل أطوار المحاكمات. ولهذا فشيماء الضحية المجندة لا تهم النظام ولا أبواقه الصفراء ولا قوى الخيانة والمحترفة للمتاجرة ببؤسنا ومعاناتنا سوى من باب استغلال الوضع لتنفيذ مخطط الإجرام والتصفية لحركة ظلت لسنوات صمام الأمان لحق أبناء شعبنا في التعليم الجامعي. وعوض أن يلام فصيل سياسي في موقع محدد عن سلوك "محاكمة جماهيرية خلصت بالحكم بحلق شعر الفتاة" بالبحث الجدي والمسؤول عن الدواعي والأسباب، وما هي حدود الخطأ والصواب في الواقعة؟ وكيف يمكن معالجة مثل هذه الوقائع داخل الحرم الجامعي؟.. انتقلت الجوقة الإعلامية والسياسية بمكر مفضوح وبدون أي تريث أو تقصي للحقائق، للهجوم المغرض على النهج الديمقراطي القاعدي، جاعلة من الفتاة حصان طروادة، مدغدغة للمشاعر العاطفية للجمهور المتتبع.
يا أبناء وبنات شعبنا، إنهم يريدون خلط الأوراق وجعل الصديق عدوا والعدو صديقا. فإننا نسجل بفخر واعتزاز ومنذ عقود خلت أننا كقاعديين كنا ولا زلنا مقتنعين بأن قضية المرأة قضية طبقية، وأن تحررها رهين بتحرر المجتمع.. إننا خير "حارس" (مقتنع مبدئي) حريص على مصلحة بنات شعبنا في الجامعة المغربية، وذلك بتنظيم الممارسة النضالية اليومية وتأطيرها وقيادتها على أساس توفير الأمن والأمان لهن والدفاع عن حقوقهن في التعليم والتغذية والتطبيب والمنحة...، ومحاربة وفضح شبكات الدعارة التي تتربص بهن في كل حين وغرة. لقد أدينا الثمن غاليا بفقدان رفاقنا الشهداء وكذلك بتضحيات رفاقنا القابعين في سجون النظام الرجعي، الذين لم ولن تعرف بقضيتهم هاته الجوقة الإعلامية والسياسية ومن لف لفها. ونحن لا ننتظر منهم ذلك، لأنهم ببساطة أعداؤنا وأعداؤك يا وطن. وحتى لا يقال إننا نتكلم من فراغ، سنسوق لكم مثلا بسيطا: فكبريات الجامعات المغربية يتواجد بها ما بين 10 و 50 ألف طالب وطالبة. ورغم هذا العدد الكبير، فناذرا ما تسجل جرائم كالضرب والجرح والسرقة والتحرش الجنسي والاغتصاب، في حين أن أصغر حي بأصغر مدينة لا يمر يوم دون تسجيل حالة من هذه الحالات؛ وذلك لوجود أعراف، وتقاليد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ينضبط لها الجميع ويسهر على تسييدها واحترامها مناضلو اوطم وفي مقدمتهم مناضلو فصيل الطلبة القاعديين؛ مما يوفر الأمن والأمان لأبناء وبنات شعبنا في الجامعات المغربية.
وحتى نكشف خيوط هذه المؤامرة البئيسة، نذكر أننا نخوض صراعا لا هوادة فيه مع النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، وذلك دفاعا عن الحق المقدس لأبناء وبنات شعبنا في التعليم، كما ننشد عاليا أننا سائرون في ترجمة تصورنا السياسي، تصور الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، الكفيل بالإجابة الشاملة عن مطالبنا المادية والديمقراطية المتعلقة بالتعليم. فبعدما عجز النظام الديكتاتوري عن قهرنا بالقمع الهمجي والاغتيالات والسجون، التجأ لأذنابه من قوى ظلامية ورجعية وشوفينية وإصلاحية وتحريفية، عبر الآليات التي وضعها رهن إشارتها خاصة من إعلام الكتروني وصحافة مكتوبة وسمعية بصرية، لتقوم بالدور المنوط بها، المتمثل في التزييف والتشويش وتشويه الحقائق وتغليط الرأي العام، لتتسنى الفرصة بعد هذه التواطؤات للنظام القائم لقمع والزج بالمناضلين القاعديين في غياهب السجون؛ لأنهم عصب الحركة الطلابية ووقودها وحطبها. وإذا كانت الظروف السياسية الإقليمية والدولية لا توحي للنظام القائم بما يسميه ويطبل له صباحا ومساء بالاستقرار والاستثناء، ولو بتضارب مصالح الامبريالية حول ما يجري حاليا في المنطقة المحيطة بنا، فها هو يرتعش ويتحسس تكهنات المستقبل.. لقد تزعزعت ثقته بأسياده التقليديين من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واسبانيا، فأقبل مسارعا يطلب الحماية من الدولتين روسيا والصين الشعبية. وذلك طبعا، لن يكون بالمجان بقدر ما سيؤدي الشعب المغربي تكلفة هذه الحماية الجديدة باستباحة خيرات وطننا لفائدة ضامني استقراره الجدد. فالتحالفات الخارجية تعكس خوف النظام من انتفاضة الشعب المغربي المضطهد خاصة وأن كل الشروط توحي بذلك. واحتداد الصراع الطبقي يزداد يوما عن يوم والحركات الاحتجاجية تزداد قوة وتنوعا وعددا، وفشل مختلف الرهانات السياسية بات مكشوفا للعيان، فأصبحت اللعبة السياسية بمثابة مسرحية هجرها الجمهور، رغم توظيف القوى الظلامية والشوفينية وأزلامها. فهاهي دروس النصر تبشر بالآتي.. فبالأمس المعارك العمالية والانتفاضات الشعبية، ثم المعطلين والطلبة الأطباء ومن بعدهم الأساتذة المتدربين وأخيرا وليس آخرا عمال جبل عوام..
فأخذا بكل ما سبق، نؤكد للرأي العام أن الهجوم الذي يتعرض له فصيل الطلبة قاعديين، ليست دوافعه حلق شعر فتاة في موقع جامعي معين، فالوقائع تثبت تحليلنا، وسنكتفي بنموذج واحد: فالكل يتذكر معنا اغتصاب مجموعة من الأطفال بمدينة القنيطرة من طرف البيدوفيل دانيال الاسباني الجنسية الذي اعتقل وصدر لصالحه "عفو ملكي"؛ ونكرر أطفال يغتصبون، ورغم ذلك لم نجد أثرا يذكر لهذه الجوقة الإعلامية والسياسية التي تقتات على الفتاة القاصر (توظيفا وتشويها)، بل فقط مجموعة من الشرفاء ممن احتجوا وتعرضوا للتنكيل من طرف آلة النظام القمعية. إن الدوافع والخلفيات هي الهجوم على خط سياسي ثوري داخل الجامعة المغربية، لم تستطع كل التكالبات والمؤامرات ومن ضمنها مؤامرة 24 أبريل وكل أشكال القمع والتنكيل والأحكام الصورية في حق مناضليه من اجتثاثه؛ لأنه من صلب الشعب وخطه.. إنه انعكاس طبيعي لوجود طبقي في شخص الطبقة العاملة المغربية والفلاحين الفقراء.
وعليه فإننا:
- ندين بشدة هذه المؤامرة الدنيئة والمغرضة التي لن تزحزحنا عن دربنا، مسلحين بإيديولوجية الطبقة العاملة، الإيديولوجية الماركسية اللينينية؛
- نحيي صمود رفاقنا المعتقلين السياسيين في سجون النظام الرجعي ونجدد العهد وإياهم على مواصلة طريق النضال السديد حتى تحرر شعبنا وانعتاقه؛
- نحيي عاليا أسر شهداء الشعب المغربي وعلى رأسهم شهداء فصيل الطلبة القاعديين والحركة الطلابية؛
- نحيي بحرارة رفاقنا في كافة المواقع الجامعية وندعوهم للمزيد من النضال والصمود ورص الصفوف لمواجهة العدو الطبقي وعدم الاكتراث بالمناورات الهامشية والممارسات المشبوهة؛
- نحيي كل الشرفاء والغيورين والمتعاطفين وكل الأحرار الذين يتوخون الحقيقة؛
- نجدد الدعوة لكل المناضلين الشرفاء لرص الصفوف وقطع الطريق أمام المتاجرين بقضية شعبنا والمشككين في مبدئية مناضليه المخلصين.. فقوة المناضل في تجذره في صفوف شعبه تأطيرا وتنظيما، وليس في الانخراط، سواء الواعي أو غير الواعي، في المتاهات والمزايدات الرخيصة؛
- نتقدم بالتحية لشعبنا، وفي مقدمته الطبقة العاملة، الطبقة الثورية حتى النهاية، ونؤكد أننا عازمون على مواصلة معركة تقرير المصير وبناء المستقبل الاشتراكي.
عاشت الحركة الطلابية..
عاش النهج الديمقراطي القاعدي..
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب..
المجد والخلود لكل الشهداء البررة للحركة الطلابية والشعب المغربي..
مجموعة من الطلبة القاعديين من مختلف المواقع الجامعية
25 ماي 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓