2016/05/03

م.م.ن.ص // جبل عوام: النهب والاستغلال وقتل الحياة..



إن عنوان الاغتصاب للأرض هو العنوان المجسد لحقيقية النهب والسطو الذي يسود بلادنا، إذ يتم تفويت أراضي الشعب للبرجوازية مقابل أثمنة هزيلة وتافهة
تفاهة البرجوازية ذاتها في عصر انحطاطها. والأمر ذاته تشهده منطقة جبل عوام بضواحي مريرت التي تنتصب فوق أرضها الشركة المنجمية ل"تويسيت" لتنخر باطنها من خيرات منجمية لا تقدر ولا تحصى مقابل هذه الثرواة الهائلة لا يطال أصحاب الأرض من قبيلتي ارشكيكن وأيت أحمد التي تشكل أراضيهم السلالية أهم رأسمال ثابت للشركة المنهوب منهم والمنسوب عنوة للشركة غير النفايات ومخلفات عملية غسل المعادن والتي يتم إلقاؤها في أحد الأودية التي تستعمل للري في الفلاحة وسقي البهائم وفي بعض الحالات يلتجئ إليها الإنسان ليرتوي منها، والمسببة للعديد من الأمراض الجلدية والنفوق الجماعي لماشية الفلاحين الفقراء من أبقار وخراف ومعز ودواجن، إضافة  للعطالة في صفوف شبابها وفي أحسن الأحوال أثمان بخسة لتأجير قوة عمل بعض أبنائهم لاستغلالهم في استخراج الخيرات وفي ظروف تشبه ظروف الأقنان، مقابل اتفاق مجحف بين الشركة والسلطات المعنية التي يتوصل أفرادها كل سنة بمنحة شكر من مدير الشركة.  لتتقاسم ساكنة منطقة جبل عوام صورة الفقر والبؤس والتدهور الصحي والتلوث البيئي مع باقي ساكنة المدن المنجمية المغربية بعمالها وغير عمالها.

الاستغلال البشع لأراضي القبيلتين والقتل للحياة على هذه البقعة لا يقل بشاعة عن استغلال الرأسمال لسواعد العمال بالمنجم الذي تستغله الشركة المنجمية ل"تويسيت"، وهي الشركة الأم المستغل والناهب الرسمي للخيرات المعلنة وغير المعلنة من رصاص ونحاس وزنك وذهب..، والتي يبلغ عدد عمالها 320 تقريبا وهم المرسمين من العمال البالغ مجموعه تقريبا 800 أما العمال الباقون تتقاذفهم الظروف ويتقاسمون على عدة مقاولات مناولة أهمها مقاولة "تيكترا" "TECTRA" التي تستغل 195 عامل وهي مقاولة للبناء والحفر لكن في الواقع فعمالها يشاركون بشكل مباشر في الإنتاج والاستغلال المعدني كما أن هذه المقاولة يسيرها في الأصل اطر الشركة الأم وهذا ما يكشف حقيقة إنشاء الشركة لمثل هذه المقاولات التي يتجلى دورها الحقيقي هو استغلال اليد العامل بأقل تكلفة مادية وأخلاقية وقانونية، نضيف كذلك مقاولة أخرى هي "كولد مين" "Sِ"COLD MINE الوريث للمقاولة "E.C.G" التي تم فسخها و تفويت حق عمالها من أقدميتهم وبالمقابل تم تقديم تعويض تافه لهم يشتغل لذا هذه المقاولة 160 عاملا ومقاولة ثالثة هي" DIHI TRAVAUX" البالغ عدد عمالها 80 عاملا ومقاولة كسكاس المختصة في الكهرباء تشغل 10 عمال و مقاولة "STARMILTITRQVAUX" التي تشغل 40 عاملا و كذلك مقاولة "البوزيدي" 15 عاملا ومقاولة "عبد الهادي للتلحيم" 20 عاملا ومقاولة "بولكوميت" المختصة في نقل المتفجرات في شاحنات صغيرة في غياب تام للسلامة، وصاحبها لمحاسن الصدف هو الكاتب السابق لنقابة العمال التابعة للاتحاد المغربي للشغل "UMT" وهذا الأمر ليس غريبا عن من تربوا في أحضان قيادات كانت خلف صفقة التصفية للمنجم من طرف الشركة البلجيكية سنة 1993 وتشريد العمال آنذاك مقابل عقارات وأجهزة المكاتب والحواسب (يوم كانت أثمنة الحواسب جد عالية) لكل من المحجوب بن الصديق عن نقابة الاتحاد المغربي للشغل ونوبير الأموي عن نقابة الكنفدرالية الديموقراطية للشغل ومن ضمنها مقر الاتحاد المغربي للشغل بالدار البيضاء وهي الحقيقة المسجلة برسالة العمال التاريخية المؤرخة مباشرة بعد صدور الحكم القضائي بتاريخ 1993/05/06 والتي فضحوا فيها تجار المآسي في شخص سماسرة العمل النقابي.

فكل هذه المقاولات، الكراكيز الممسوكة بيد الشركة الأم "تويسيت" خلقت وضعا استثنائيا منافيا لأبسط حقوق العامل المنجمي، المادية والمعنوية، بحيث يتم استعمالها للتهرب من المسؤولية أمام العمال ولتوفير ظروف تشتيت وحدتهم وإضعاف قوتهم واستغلالهم أبشع استغلال في ظروف مذلة تنعدم فيها الكرامة وتسهيل عملية الطرد كلما جادل العامل في أمر لا يمت للعمل بصلة. أما واقعيا يدرك العمال ان قوة عملهم تنهب من الشركة وتلميذاتها في شخص مقاولات المناولة وأن توقيعهم على عقود العمل مع شركات المناولة يكون على مضض. وإكثار الشركة من مقاولات المناولة هو لإدراكها أكثر من غيرها للظروف القاسية التي يشتغل فيها العمال والتي ستدفعهم آجلا أو عاجلا للتمرد وإنتاج أشكال الرد، نظرا أولا لتاريخ الحركة العمالية المنجمية بشكل عام وكذا للتاريخ النضالي لعمال مناجم جبل عوام كما تشهد على ذلك ملحمة 1951 ضد الاستعمار الفرنسي المباشر الذي أغرق مدينة مريرت بالدماء بعد التظاهرات المناهضة للمستعمر التي قادها العمال بالمدينة و1955 إثر استيلائهم على مخزون الأسلحة لدعم المقاومة المسلحة بالجبال..، وثانيا لان العمال يشتغلون على أبواب الموت،"الداخل مفقود والخارج مولود" كما يقول عمال المناجم، فمكان العمل خطير جدا، من جراء عدة عوامل سواء المعروفة حالا كانزلاق التربة والتعرض لتبعات التفجير ولحالة المصاعد المزرية من جراء غياب الصيانة وبالخصوص المصعد الرابط بين RECETTE 11 وRECETTE 14 فهي تنذر بوقوع كارثة في كل لحظة كما صرح احد عمال الصيانة إضافة الى غياب كامل للصيانة إضافة الى انتهاء مدة صلاحية الآلات من عدة سنوات أما مناخ العمل يتميز بغياب التهوية وانعدام المنافذ وارتفاع درجة الحرارة التي تفوق 46,5 درجة وسواء من جراء طوارئ غير محتملة والممكن حدوثها في أعماق الأرض بحكم الجهل بمعطياتها.

أمام ظروف العمل هذه القاسية والمميتة، يجذر التذكير أن أرقام حوادث الشغل المسجلة بمناجم جبل عوام جد مرعبة ومخيفة  في حين تركيز الشركة لا يتجاوز البحث عن الربح والمردودية على حساب تحسين شروط العمل بشكل يحترم المعايير المعمول بها بحيث لم تتكلف الى حد الآن بتوفير ولو طبيب قار بالمنجم رغم ان هذا المطلب يدخل ضمن دفتر تحملاتها ويدخل ضمن اتفاقات عديدة مع العمال وإلى الآن يرسل العمال المصابون الى المستشفى العمومي. وهذه الظروف يمكن أن نسميها صانعة الأرامل فمنذ 1996 الى 2016 فقد العمال أكثر من 16 شهيد عمل. ونذكر بعضهم:

ـ اكضى بناصر 1998 كان يعمل مع مقاولة "تيغامين" سجل كعامل بناء تلقت زوجته وأبواه (الأب والأم) 8000 درهم كتعويض على الوفاة فقط وبدون أي دخل شهري.
ـ موحى اوعزيز حمداني كان عاملا لذا مقاولة المناولة "C.MT"

ـ ابو يعقوب محمد و الغازي "C.MT"

ـ ابو يعقوب محمد اعبد الله C.MT""

ـ حكم الذي تلقى صعقة كهربائية

ـ مصطفى فوغالي عامل لذا مقاولة المناولة "Sِ"COLD MINE 

ـ امرباح م بوعزة "C.MT"

ـ اليوسفي عبد الله كان عاملا لذا مقاولة المناولة E.C.G"" عوضت زوجته وبناته ب 8000 درهم و550 درهم شهرية لبنتيه فقط.

ـ الزمزامي سعيد كان عاملا لذا مقاولة المناولة "TECTRA"

ـ توفيق محمد و مولود ""COLD MINES

ـ هاشمي ع الرحيم "C.MT"

ـ البودالي عصام كان عامل لذا مقاولة المناولة  "STARMIL TI TRAVAUX"

ـ حادث المصعد:
 ـ فتوحي حميد TECTRA""

ـ اوناصر الحسن ""C.MT

ـ اوراغ ابراهيم "Sِ"COLD MINE

ـ بوصرباط E.C.G""

ـ حمو C.MT""

- الكوحالي العربي E.C.G""
(للإشارة فإن كل المقاولات السالفة الذكر هي مقاولات المناولة لدى الشركة الأم "تويسيت" والمستعملة لتشتيت العمال وتفكيكهم وخلق شروط الامتيازات لضرب إمكانية وحدتهم والتخلص منهم في أي وقت).
 وكما نلاحظ أن حياة العامل لا تساوي غير 8000 درهم وهم الذين ينتجون الملايير لأربابها ينتجون ويحصدون الموت والعاهات والكسور، وإعاقات ونسب عجز كبيرة، وأمراض السل ومرض السيليكوز الذي يحتل صدارة المعانات في صفوف عمال المناجم إلى جانب الاستغلال البشع لأنه في أغلب الحالات يصاب عامل المنجم بهذا المرض والذي يصيب الجهاز التنفسي ويتمظهر على شكل سعال جاف يؤدي الى ضعف التنفس المزمن والعجز عن المشي والكلام ومضاعفات على القلب والرئة.

طبعا لائحة القتلى (الشهداء) تلخص لنا حجم وظروف العمل القاهرة التي يشتغل فيها العمال في غياب تام لأدنى اهتمام أو تحفيز للعمال، وتحسين ظروف وشروط العمل والأجر، من طرف الشركة والتي لا يهمها سوى تحقيق الأرقام الربحية/النهب العالية. وبالمناسبة نتوقف عند إحدى طرائف الشركة أو ما يسمونه "الصندوق الأسود" والذي مخصصا سابقا لمخيمات العمال والنقل المدرسي والسينما والتطبيب وعندما حلت C.MT"" أصبحت أمواله توجه إلى النقابة كشكل من الرشاوي لينتهي أخيرا وفق ما يصرح به العمال بيد المدير العام المساعد لحسن اوشطوبان يستأثر به لوحده الى جانب بقايا وحطام العمل la ferraille الذي يبيعه ويضيفه لحسابه الخاص ومن خلال شبكة العلاقات التي يربطها مع الإدارات المحلية والإقليمية من قائد وباشا المدينة وقائد سرية الدرك ومفتشية الشرطة الذين يتوصلون بنصيبهم الكعكة من كأموال وملء السيارات بالبنزين كما يترددون باستمرار على فندق الشركة لرد الرمق ناهيك عن أيادي أعلى الهرم التي تأخذ دون أن تترك أي أثر نظرا لحنكتها في الفساد ولعيونها التي لا تخفى عنها أي حقيقة. 

مدونة "مغرب النضال والصمود: من أجل بديل جذري"




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق