09‏/05‏/2016

أحمد بيان// لنقرأ التاريخ بعيون ثورية

حفظنا عن ظهر قلب المقولة اللينينية الشهيرة "لا ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية". وقد أخلصنا لها في علميتها وفي حمولتها الثورية. وسنبقى مخلصين لها فعلا وقولا..

وندعو المناضلين المقتنعين بالمشروع الثوري البديل، دعما لدلالتها وتجسيدا لها على أرض الواقع، قراءة تاريخ شعبنا في ماضيه وحاضره، تفاعلا وانسجاما مع الشعار/البوصلة: "التحليل الملموس للواقع الملموس". ونقصد بدون شك، قراءة تاريخ كل الشعوب المضطهدة، ففي قراءة تجارب الشعوب دروس لا تنتهي، وقوة داعمة لا تنضب.. ويمكن أن نسائل أنفسنا: ماذا نعرف عن تاريخ شعبنا؟ لكل جوابه، ولكل مرآته.. فلنجب أنفسنا بصراحة ولننظر الى حقيقتنا في المرآة.. وفي الأخير، لنعترف بضعفنا/عجزنا، كبداية حقيقية في طريق النضال من أجل قضية شعبنا، كبداية لرفع التحدي النضالي بعيدا عن "الطفولية" والمزايدات الرخيصة..
فلا يكفي ترديد الشعارات أو حفظها، المطلوب استيعابها في عمقها وبالتالي ممارستها. وهنا يصنع المناضل الفرق بينه وبين المهرج التافه.. فمن السهل حفظ الشعارات والمقولات وترديدها ببلاهة، بل وببلادة. لكن من الصعب الوصول الى حقيقتها وترجمتها في ممارسة ثورية عنيدة ومتجددة.. 
وكمساهمة متواضعة، أضع أمام المناضلين كتابا تحت عنوان "دار بريشة أو قصة مختطف"، يتناول فترة سوداء من تاريخ شعبنا، فترة لابد من مقاربتها من مختلف الزوايا، لتوضيح الرؤية واتخاذ الموقف المناسب. ففي تلك الفترة "تقرر" مصير شعبنا على مقاس الخونة وعملاء الاستعمار. الكتاب نادر، بل غير متوفر الآن في السوق المغربية. 
وأسجل أن ما ورد في الكتاب يحتاج الى الكثير من الدقة والتدقيق والتصحيح أيضا (إنه يعكس وجهة نظر صاحبه وحزبه). وهنا تبتدئ مسؤوليتنا كمناضلين، أي كيف نستطيع تبين الصواب من الخطأ. وللدقة أكثر، كيف نستطيع إبراز الحقيقة التاريخية  وفضح التضليل  والمغالطات المحكومة بالخلفيات السياسية والسياسوية. والحديث عن هذه الفترة التاريخية القوية في تاريخ شعبنا يجعلنا في قلب الحديث عن مؤامرة "إيكس-لي-بان".. ونلاحظ أننا نثير أو نتحدث في كثير من الأحيان عن هذه المؤامرة بسطحية غير مقبولة، أي دون تقديم عناصرها وملابساتها وحقيقتها.. إننا أمام تحديات حقيقية، والحسم فيها سيؤهلنا بامتياز للمساهمة في قيادة معركة/معارك شعبنا وفي مقدمته الطبقة العاملة لتحقيق النصر الأكيد، التحرر والانعتاق، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، كبداية للثورة الاشتراكية.. 
أيها الرفاق، لا مجال للهروب الى الأمام.. كيف نحفظ عن ظهر قلب كتب ونظريات ومقولات لماركس وانجلس ولينين وستالين، وحتى تروتسكي، وماو وغيفارا... إلخ، ونجهل تاريخنا، تاريخ شعبنا، الأقرب إلينا من "حبل الوريد"؟!!
إنه الفارق بيننا. الفارق بين من يدعي النضال (زورا) ومن يمارس النضال (حقيقة). نحن جيل خبر النضال  والسجون والإضرابات عن الطعام والقمع الشرس والاستشهاد والتضحية، نحن جيل انتصر على الخيانات وطعنات الغدر، نحن رفاق قافلة الشهداء الخالدين.. لنمارس النضال، من خلال الغوص في الواقع والبحث والتنقيب، وتحمل المسؤولية.. 
دام العز للمناضلين الصامدين القابضين على الجمر..
ولنقرأ الكتاب  ولنتحمل المسؤولية النضالية في وضع النقط على الحروف.. إن الكتاب يسائلنا.. من نحن؟ وماذا نريد؟
إن قوتنا في تواصلنا مع رفاق الطريق.. إننا نمد يدنا للمناضلين الحقيقيين، لكل من يهمه فعلا خدمة قضية شعبنا.. 
فإلى متى سنبقى مكتوفي الأيدي أمام معارك شعبنا دون أن نقدم لها شيئا ملموسا يرقى بها الى مستوى المجابهة والتصدي لإجرام النظام؟ 
ها هم عمال مناجم جبل عوام يصنعون الملاحم ونحن نتفرج من أبراجنا العاجية.. فبدل أن نلعن بعضنا البعض، لننخرط في معارك أبناء شعبنا ونؤسس للعمل الثوري المنظم.. 
كفى من الثرثرة.. إن قيمة المناضل وجدارته في إسهاماته النظرية والميدانية في علاقتها بخدمة قضية شعبه، لنتحمل المسؤولية.. لنواصل الإجابة بالدم عن الأسئلة الحارقة، وعلى رأسها السؤال التاريخي "ما العمل؟"، سؤال رفيقنا العظيم لينين..

9 ماي 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق