12‏/07‏/2016

حسن أحراث// النفايات "المغربية" القاتلة !!

الإدانة كل الإدانة للمافيات "المغربية" وغير المغربية التي تورطت في جريمة/صفقة النفايات الإيطالية. وبدون لف أو دوران، فالمسؤول عن الجريمة، سياسيا
وأخلاقيا وعلميا، هو النظام القائم. طبعا، كل الأزلام، حكومة و"معارضة"، تتحمل المسؤولية وتستحق الإدانة، لأن الأمر يهم حياة ومستقبل شعب. لكن، لا معنى أن تخفي الشجرة الغابة. فمن يذكر/يتذكر الحرب الكيماوية ضد أبطال الريف في العشرينات من القرن الماضي؟!! ومن يذكر/يتذكر سنوات الجمر، سنوات الرصاص ، سنوات الحديد والنار، سنوات "الخنشة"، سنوات الإجرام المستمر؟!!.. 
إن ما يجب فضحه هو بالدرجة الأولى الصفقات/الجرائم السابقة والمستمرة في صمت وفي سرية تامة (نهب وتلويث الأرض والبحر، أراضي أو باطن أرض عوام وإميضر...). ففضيحة النفايات الإيطالية ليست الأولى من نوعها، وليست غير رقم مكشوف/مفضوح الى جانب العديد من الأرقام السرية التي لا يعلمها غير "أولي الأمر" منا، وفي مجالات وأبناك متعددة (بنما وغير بنما، الأرض وباطن الأرض والبحار وأعالي البحار...). وبدون شك، فجريمة (التواطؤ المفضوح من أجل) تمرير "إصلاح أنظمة التقاعد" لا تقل فظاعة عن جريمة النفايات الإيطالية والفرنسية والإسبانية والأمريكية...
كما أن ما يجب فضحه هو التهويل المصطنع من أجل إخفاء تمرير العديد من الصفقات/الجرائم الأخرى التي لا تقل خطورة.. 
فما ينتظر شعبنا أخطر مما يتصور.. ولعل أكبر طعنة في "قلب" هذا الشعب قد اختير لها يوم 07 أكتوبر من أجل تكريس الاستغلال والاضطهاد والإجرام.. 
فمن يا ترى فضح/يفضح ذلك؟!! ومن تجند/يتجند للتصدي لهذه الطعنة الكبرى التي تقف أمام أبوابنا المشرعة بدون رقيب؟!! أم تراهم اختاروا/يختارون "معاركهم" الباردة أمام الكاميرات وعلى أمواج البحار الافتراضية والوهمية؟!!
إن المعركة الحقيقية يا بنات وأبناء شعبنا الكادح، وللتاريخ والحقيقة، هي بناء الذات المناضلة القادرة، لا محالة، على التصدي لكل المؤامرات وإقامة صرح الخلاص، صرح التحرر والانعتاق، الصرح الاشتراكي...
أما النفايات، كل النفايات بغض النظر عن جنسيتها وطبيعتها، فقاتلة..
لكن النفايات الأشد قتلا وفتكا وإجراما (وأشد "نفاقا") هي نفاياتنا.. 
ونفاياتنا ليست بالضرورة بقايا "الخبز والشاي"، زاد وغذاء الفقراء من بنات وأبناء شعبنا العظيمات والعظماء.. 
إن نفاياتنا السامة/القاتلة هي "أحزابنا السياسية" المتخاذلة (الرجعية/الظلامية/الشوفينية وحتى "الإصلاحية") و"نقاباتنا" أو بالأحرى القيادات البيروقراطية لهذه الدكاكين الفارغة وبعض "جمعياتنا" وبعض "مثقفينا" وبعض "فنانينا" وبعض "رموزنا" والكثير من "إعلاميينا"/"مرتزقتنا"، منذ مؤامرة "إيكس-لي-بان" الى اليوم..
إن نفاياتنا هي الطابور الخامس (المندسون بعناية في "صفوفنا" الذين يحملون نفس شعاراتنا، بل ويزايدون علينا في هذا المنعطف ويتحاملون علينا في ذاك، بغاية التشويش وخلط الأوراق وإخفاء الحقيقة التي تزعجهم وأسيادهم الذين يمولونهم بسخاء...)..
إن نفاياتنا هي كل من ساهم في هندسة وتمرير المخططات الطبقية الغادرة والمجحفة.. 
إن نفاياتنا هي كل من يدعو الى صفقة "07 أكتوبر" ويمجدها، وهي كل متهافت على اقتسام الفتات والغنائم.. 
إن نفاياتنا هي كل من اغتال/يغتال الديمقراطية وأجهز/يجهز على الحرية، وهي كل من داس/يدوس بالأقدام على حقوق الإنسان بشكل عام... 
إن نفاياتنا هي كل من ساهم في كذبة "الحقيقة والإنصاف" وأغلق صفحة/جرائم الماضي (وحتى الحاضر) السياسية والاقتصادية التي تعتبر جرائم ضد الإنسانية...
إن نفاياتنا هي كل من أقبر/يقبر تاريخنا المجيد، تاريخ انتفاضات وتجارب شعبنا وبطولات بناته وأبنائه..
إن نفاياتنا هي كل من تنكر لشهدائنا المعلومين ومجهولي المصير، وكل من جرم المعتقلين السياسيين وطمس هويتهم السياسية..
إن نفاياتنا هي كل من عانق السجانين والجلادين واحتفى بهم و"بيض" ماضيهم الأسود..
إن نفاياتنا هي كل من استغلنا/يستغلنا واضطهدنا/يضطهدنا، عمالا وفلاحين فقراء ومعطلين وطلبة، نساء ورجالا، شيوخا وأطفالا...
إن نفاياتنا هي كل من افترى/يفتري علينا، ليلا ونهارا، سواء عن علم أو عن جهل...
إن نفاياتنا هي كل من تجاهل/يتجاهل المهام النضالية الآنية والملحة ويغوص في التفاهات وفي "التقيحات" المرضية الموجهة من طرف النظام وأزلام النظام (البام وغير البام...)..
إن نفاياتنا هي الزعامات القائمة على الولاءات للأموات (وحتى للأحياء/الأموات التي شبعت موتا) وتقديس الكتب الصفراء والحمراء والخضراء، وكذلك الهروب سواء الى "الأمام" أو الى "الوراء". والمر أو الأمر هو التحول أمام الملأ من "الى الأمام" الى "الى الوراء"...
إن نفاياتنا هي الخيانة/الخيانات للمعارك والنضالات والتضحيات.. 
إن نفاياتنا هي "السكوت" (الصمت المريع) دهرا والنطق المخجل "كفرا"..
إن نفاياتنا أخطر من نفاياتهم.. إلا أن كل النفايات خطيرة، بل قاتلة..

  12 يوليوز 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق