تحدث الكل عن تركيا وعن انقلابها العسكري الأخير (الحقيقي أو المخدوم). تكلم الجميع وتوسع في الكلام عن الماضي والحاضر وحتى المستقبل، سواء من ناصر
الانقلاب أو من ناهضه أو من شكك فيه من منطلق كونه "مؤامرة" محبوكة من طرف النظام التركي العميل وحلفائه (من رجعية وصهيونية وامبريالية) وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك بغية من جهة تعزيز مشروعيته وتأكيد مصداقيته وبالتالي تصفية مختلف معارضيه وتنزيل المخططات التي تضمن استمراريته وهيمنته الطبقية (اقتصاديا واجتماعيا...)، ومن جهة أخرى تأهيله للعب الأدوار الحاسمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا أيضا في المنطقة المشتعلة، خاصة ما يجري بسوريا والحضور الروسي بها الى جانب باقي المتدخلين ومن بينهم النظام الإيراني...
والخطير هو انسياق سياسي وإعلامي شبه كلي وراء غبار الانقلاب. الأمر بدون شك يخدم أعداء الشعوب المضطهدة في كل بقع العالم. فكثير من المياه جرت تحت جسر الانقلاب وفي غفلة من الأعين المصابة بالحول، لدرجة صارت الامبريالية والرجعية والصهيونية تصطنع المسرحيات، بما فيها الدموية، لحجب رؤيتنا وترتيب انشغالنا بها وخضوعنا لتأثيراتها، لتنفذ جرائمها في صمت وهدوء.. أما أن "نستفيق" فيما بعد، فالزمن السياسي الآن لا يرحم..
والأخطر رغم ذلك، وهو ما يهمنا بالأساس، هو ماذا عن القوى الثورية بتركيا؟ ما مدى حضورها الى جانب الطبقة العاملة التركية وعموم الجماهير الشعبية بتركيا في خضم الصراع الطبقي؟ قرأنا بيان/بلاغ الحزب الشيوعي التركي وكذلك ردود فعل أخرى، لكن أي تأثير لذلك فيما حصل وفيما ترتب عنه، خاصة والاكتساح والتجييش الظلاميين للشارع التركي؟
إنه درس للمناضلين بتركيا ودرس لنا بالمغرب، ودرس لكل المناضلين وكل القوى الثورية وكل الشعوب المقهورة..
فلا يكفي أن ندين الانقلاب العسكري، بتركيا أو بغيرها، كان حقيقة أم مسرحية، إننا كماركسيين لينينيين معنيون بلعب الأدوار المنوطة بنا الى جانب القوى الرئيسية الفاعلة في الصراع الطبقي، وعلى رأسها الطبقة العاملة، لتوفير شروط التحرر والانعتاق الحقيقيين.
فلا معنى أن ينحصر "قدرنا" في المفاجآت.. نفاجأ بالانقلاب هنا أو هناك، أو نفاجأ بالانتفاضة الشعبية (مسلحة أو غير مسلحة) هنا أو هناك..
إن "هامشيتنا" قاتلة.. كفى من تعميقها.. وننبه الى تكالب كافة أعداء العمال والشعوب عموما، من خلال استهداف، بل اغتيال، كل مراحل ثوراتنا وأحلامنا وتجنيد الجيوش والبيادق وتسليحها بكل آليات الدمار والتشويش (التكنولوجيا والإعلام والأفكار المسمومة والشعارات البراقة التمويهية...) من أجل تعميق وتأبيد هذه "الهامشية" القاتلة..
20 يوليوز 2016
20 يوليوز 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓