2016/09/27

أحمد بيان// حزب النهج الديمقراطي: عندما تعني مقاطعة مهزلة 07 أكتوبر المشاركة فيها..

نشر الرفيق الحبيب التيتي، عضو الكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي، يوم 25 شتنبر 2016 مقالا أو تعليقا بمناسبة مهزلة 07 أكتوبر تحت عنوان "في نقاش تقديرات تصريف موقف المقاطعة". 

وركز فيه على استهجان موقف المقاطعة المتخذ من طرف بعض "القوى السياسية". ونعته أو ماثله ب"المقاطعة باللسان" و"زراعة الورود وأشجار لتزيين الصالات".
أولا، لم يحدد القيادي في حزب النهج الديمقراطي "القوى السياسية" التي يتحدث عنها، توخيا للوضوح والمسؤولية؛
ثانيا، لقد نسي والأكيد أنه تناسى أن هذه "القوى السياسية"، أو على الأقل، بعض هذه "القوى" رفض تقديم الولاء ودخول حظيرة "الشرعية". 
إن حزب النهج الديمقراطي حزب قانوني. ونستحضر هنا شروط التمتع بهذه "القانونية"، وعلى رأسها الاعتراف "بالمقدسات". لقد أراد الرفيق التيتي أن تضع "القوى السياسية" المقاطعة يدها في يد حزبه وتعلن عن انطلاق حملة المقاطعة تحت أضواء كاميراته وفي الوقت المحدد من طرف النظام.
إن بعض "القوى السياسية" المتحدث عنها ترفض الانضباط للعبة من ألفها الى يائها. فحزب النهج الذي دعا الى المقاطعة انتظر حتى اليوم المحدد للحملة الانتخابية، أي 24 شتنبر 2016، ليطلق حملته المصورة، التي يحق لي أنا كذلك أن أصفها بالحملة الفولكلورية المناسباتية. وأذكر هنا أن الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي عندما قدمته القناة الثانية (انظر الفيديو هــنــا) قد تحدث عن الحزب وفق المنهجية التي اعتمدتها القناة ولم ينبس ببنت شفة بخصوص المقاطعة. ألم تكن الفرصة مواتية حينذاك لإعلان أو تسجيل موقف المقاطعة أم أن شروط المرور على الهواء فرضت السكوت عن هذا الموقف؟
إن الخضوع لأجندة النظام بشأن مهزلة 07 أكتوبر هو في العمق مشاركة مقنعة فيها، حتى لا أقول خضوعا. فهل التواصل مع الجماهير الشعبية "بالاحياء الشعبية والاحياء الصناعية واسواق البوادي لتوزيع المنشورات التي تشرح موقف المقاطعة وفتح النقاش مع المواطنات والمواطنين حول الاوضاع المحلية والوطنية ومحاولة الاجابة على العديد من تساؤلات الكادحين" لا معنى له خارج المدة القانونية للحملة الانتخابية؟
وهل تأكدت فعلا، الرفيق التيتي، من "اكتفاء القوى المقاطعة الاخرى بإصدار البيانات والأشرطة السمعية البصرية للدعوة للمقاطعة . وقد احجمت هذه القوى على نهج طرق الاتصال الجماهيري المباشر وخوض حملة نشطة من اجل الدعوة للمقاطعة"؟ في هذه الحالة أغبطك على كل آليات الرصد والضبط التي تمتلكها..
لأكون واضحا، فمن بين المقاطعين لمهزلة 07 أكتوبر تيار البديل الجذري المغربي. وقد سطر في مقال مطول حيثيات موقفه (انظر المقال هــنــا)، ودعا الى مقاطعتها "بكل مراحلها، وندعو كافة الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة وكافة المناضلين (منظمين وغير منظمين) الى مقاطعتها والعمل على تجسيد هذا الموقف على أرض الواقع من خلال كل الأشكال النضالية الفردية والجماعية ومن كل مواقع الفعل النضالي المكافح، وكذلك الانخراط في كل المبادرات النضالية التي تنسجم وموقفنا في تيار البديل الجذري المغربي". وأضاف "ولا يخفى أنه لا يكفي رفع شعار المقاطعة وبشكل مناسباتي، فالمطلوب في ظل صراع طبقي حاد هو تجسيد المقاطعة قبلا وبعدا، أي ممارسة المقاطعة المتواصلة والتجسيد المتواصل لها بكل ما ترمز إليه من مناهضة وصراع مرير مع الأعداء الطبقيين وعلى رأسهم البورجوازية الكبيرة، مع المواكبة المنتظمة لحركية الواقع وتغيراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضور المنظم والفاعل حيث توجد سواعد الثورة المنشودة (العمال)". ويمكن أن يستشف من هذه الفقرة الأخيرة (وبدون ذكاء زائد) أن ممارسة موقف المقاطعة بالنسبة للتيار ليس مرتبطا بالضرورة بأجواء المهزلة. 
هناك أفكار أخرى يمكن العودة اليها لاحقا. لكن الأكيد أن فضح طبيعة النظام وحقيقة القوى السياسية المرتبطة به وكذلك التصدي لمخططاته الطبقية نضال يومي متواصل، وفي خضمه تكتسب التجربة والخبرة النضاليتين..
مقال/تعليق الرفيقي التيتي:
في نقاش تقديرات تصريف موقف المقاطعة
عبرت قوى سياسية على موقفها السياسي تجاه انتخابات 7 اكتوبر ودعت الى مقاطعتها. وقد عللت كل واحدة من هذه القوى موقفها بتقديرات سياسية وايديولوجية مرتبطة بخطها الفكري والسياسي. لكن عند تحليل كيف تعاملت هذه القوى مع موقف المقاطعة يمكننا رصد اتجاهين رئيسيين وهما: + موقف المقاطعة كما مارسه النهج الديمقراطي بحيث نزل مناضلوه ومتعاطفون معه الى الاحياء الشعبية والاحياء الصناعية واسواق البوادي لتوزيع المنشورات التي تشرح موقف المقاطعة وفتح النقاش مع المواطنات والمواطنين حول الاوضاع المحلية والوطنية ومحاولة الاجابة على العديد من تساؤلات الكادحين . + اكتفاء القوى المقاطعة الاخرى بإصدار البيانات والأشرطة السمعية البصرية للدعوة للمقاطعة . وقد احجمت هذه القوى على نهج طرق الاتصال الجماهيري المباشر وخوض حملة نشطة من اجل الدعوة للمقاطعة. طبعا لكل جهة مبرراتها في طريقة المقاطعة لكن ذلك لا يمنعنا من ابداء الرأي حول الاكتفاء بالدعوة للمقاطعة والإحجام على تصريف الموقف وسط الجماهير وبالأساليب التي نستطيع، وذلك لعدة اعتبارات نورد اهمها في ما يلي: 1- ان ارادة تصريف موقف المقاطعة عبر التواصل في الشارع العام هو موقف سياسي يتوخى تفعيل الحرص على احد الحقوق التي ناضل من اجلها الشعب المغربي وهو حرية الرأي والتعبير. وعند ممارسة هذا الحق يتكشف رد فعل النظام سواء عبر المنع او التضييق و هو ما يجب فضحه وكشفه والنضال من اجل توسيع هذا المكسب والدود عليه. لذلك لما تحجم القوى الداعية للمقاطعة من النزول الى الجماهير فإنها تفرط في احد الحقوق و من جهة ثانية تضيع مناسبة فضح وكشف الطبيعة المزيفة لديمقراطية الواجهة للنظام . 2- ان العديد من المقاطعين من المواطنين هم اشخاص فقدوا الامل في التغيير بل فقدوا الامل في أصواتهم، لأنهم ادركوا حسيا ان صوتهم لا قيمة له و لن يغير في الامر شيئا . وباتوا مقتنعين بان النظام يمكنه ان يفعل اي شيء، وليس لهم امكانية التأثير عليه . فمثل هؤلاء المواطنات والمواطنين اصبحوا سلبيين وقدريين وبالتالي استوطنهم اليأس في هذه البلاد. لذلك نرى ان الاتصال بهم والخروج المتعدد للمناضلات والمناضلين وتنظيم النقاش معهم سيمكنهم من التعرف على حقيقة اخرى، وهي تلك الحقيقة التي تشرحها القوى المقاطعة . ان من شان هذه الحملات الدعائية والمتكررة ان تعيد الثقة في نفوس هذه الفئة، وستدرك بان هناك من لم ييأس، ومن يناضل ويجمع القوى المشتتة، وان هناك من لم ينهزم امام جبروت المخزن.لذلك نعتبر احجام تلك القوى المقاطعة عن هذه الحملات وعن تنظيم اللقاءات الميدانية وفي الشارع العام، يترك الساحة فارغة امام اليأس والاحباط، وبلك تحافظ المقاطعة على طابعها الحسي او يتقهقر الوعي الى نوع من العزوف واللامبلاة بينما يجب على القوى المقاطعة رفع الوعي وإعطاءه مضمونا ايجابيا ينخرط في بناء المغرب الجديد. 3- عندما تحجم القوى المقاطعة من خوض حملتها الشعبية والجماهيرية، فإنها تبعد مناضليها من الاحتكاك بتجربة سياسية لها خاصياتها ولها اكراهاتها وتتطلب العمل النضالي المنظم والجاد من اجل حل اشكالياتها. انها تجربة ميدانية يتمرس فيها المناضلون وتتكشف طاقاتهم وتتقوى خبراتهم على تدبير المعارك الجماهيرية. ان الاحجام عن خوض مثل هذه المعارك يماثل زراعة الورود وأشجار لتزيين الصالات، انها بكل تأكيد ليست هي تلك الورود والأشجار التي نمت في وسطها الطبيعي واكتسبت كل عوامل النمو والمناعة. لذلك نعتبر ان خوض تجربة المقاطعة بحملة نشطة وحسب الامكانيات المتوفرة لهو احسن بمليون مرة من المقاطعة باللسان. التيتي الحبيب 25/09/2016

26 سبتمبر 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق