لن تكون الأخير شهيدنا... سيلتحق بكم شهداء آخرون، يحبونكم ويتقاسمون معكم نفس الكلمة ونفس الفكرة.. طوبى لكم جميعا من الخليج الى المحيط ومن المحيط الى الخليج، لقد ربحتم الخلود..
لقد انتصرتم على الجبناء والخفافيش.. إن دمكم لن يذهب سدى.. سيخضب الأرض القاحلة ويسقي العشب الأخضر، وسيستفز العقول ويستنفر الهمم..
إن دمكم يسائلنا نحن السائرين على دربكم والمسترشدين بأفكاركم..
إنها في الأول والأخير حرب مصالح مادية.. حرب الكلمة أو حرب الفكرة، الكلمة أو الفكرة التي تعكس وتعبر عن مصالح المضطهدين.. الكلمة أو الفكرة التي تفضح صناع الدمار والإجرام في كل مكان..
إن عطش الأنظمة الرجعية لسفك الدماء لا يضاهيه إلا نهم الصهيونية والامبريالية للهيمنة السياسية والعسكرية ونهب خيرات الشعوب المضطهدة بالحديد والنار.. فمن فرق الموت العسكرية الى عصابات القتل الظلامية والشوفينية..
لا فرق بين مفكر أو مثقف أو عامل أو فلاح فقير.. لا فرق بين فرد أو جماعة.. يكفي أن ترفع شارة النصر وأن تردد كلمة لا، لتصير من "الماضي"، لتصير شهيدا..
إن الاستشهاد واحد، سواء بالسكين أو بالمسدس أو بالرشاش/الرصاص.. وسواء على يد ظلامي مأجور أو على يد شوفيني مسعور أو على يد عسكري مملوك...
أنتم أقرب منا الى المجزرة، والمجزرة عموما أقرب الى أعناق كل الأحرار في أي مكان..
إن اليد القذرة للرجعية والصهيونية والامبريالية تضرب في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب..
اليد القذرة المجندة وتحت كل المسميات، من القاعدة وداعش وغيرهما من أدوات "الإسلام السياسي" من المحيط الى الخليج ومن الخليج الى المحيط، تنفذ جرائمها بكل هدوء واطمئنان..
الشهيد ناهض:
لقد اخترت خندقك.. خندق التحدي والمواجهة.. وقوتك وصلابتك أصابتا عرابي الظلامية بالسعار، وكان لابد من قتلك على يد معتوه ظلامي مأجور..
استشهدت أنت اليوم، وقد نستشهد نحن غدا أو بعد غد.. لا يهم، مصيرنا واحد..
أصحاب القضايا العادلة متهمون دائما، ومستقبلهم واحد.. فإما الانتصار أو الاستشهاد..
تصور لو نحصي شهداءنا عبر التاريخ.. تصور لو نحصي كم من شهيد فلسطيني، وكم من شهيد أردني، وكم من شهيد مغربي.. معذرة لباقي الشهداء (لقد تحدثت عن انتماءات جغرافية محدودة، بحكم انتمائي وانتماء الشهيد)..
إن استشهادك يسائلنا اليوم وغدا..
الى متى سنبقى نحصي الشهيد تلو الشهيد؟
الى متى سنبقى شعوبا مستعبدة ومضطهدة؟
الى متى سنبقى ممزقي الصفوف والانتماءات "الخرافية"؟
الى متى...؟
إنه سؤال معلق حتى تعبيد طريق انتصارنا أو استشهادنا..
26 سبتمبر 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓