أطلق النظام القائم العنان عبر ترسانته القانونية وسمح بإنشاء ما يسمى بشركات المناولة، وهو ما أكدته المدونة الطبقية للشغل.إذأصبح ينبث كالفطر ما يسمى
بشركات الوساطة التي تؤسس وجودها على المتاجرة في بؤس الشغيلة حيث تنتفي أبسط الحقوق. فقد أصبحتمدينة طنجة قبلة لكل سماسرة البؤس في اليد العاملة بحكم الوجود المكثف للمعامل السرية وخاصة في قطاع النسيج التي تحولت فيها مآرب العمارات الى شبه معتقلات للأجراء، بالإضافة الى المناطق الحرة التي حولها النظام الى مجال للاستغلال البشع للطبقة العاملة. ويصل الاستغلال مداه الأقصى حين لا يدرك الأجير الشركة المشغلة. ونسوق هنا نموذج من شركة امانديس التي تستأجر العمال من امانور التي بدورها تكثريهم من إحدى شركات الوساطة ( (TECTRA,FORCE D'EMPLOIومثيلاتها التي لا تعرف إلا جني الأرباح من كدح وعرق العمال، في حين تدفع امانديس من 28 درهم الى 56 درهم للساعة لامانور.أما هذه الأخيرة فهي تؤدي لشركة الوساطة 1.5x13.46درهم للساعة، ليستفيد العامل في آخر المطاف من أجرة 13,46 درهم للساعة. إن شركات المناولة أو الوساطة، وللدقة سماسرة البؤس تعتبر أكبر تهديد للطبقة العامة ومستقبل الأجراء وحقهم المقدس في الشغل القار وضرب أي إمكانية للوجود النقابي. تلك هي الطريقة التي أرسلت ألاف العمال الى الشارع وشردت عائلاتهم. إن طبيعة القوانين الطبقية التي سنها النظام القائم تستهدف خدمة الرأسمال العالمي والبرجوازية الطفيلية وفق شعار "دعه يمر دعه يعمل". إن المتتبع لما آلت اليه أوضاع عمال ومستخدمي شركة سيتلوم يدرك التجسيد العملي والتطبيق الفعلي لتلك التشريعات المشؤومة.إذ تم تفويت العمال وفق سيرورة زمنية تمتد لما يقارب 20 سنة، حيث كانت البداية الأولى للعمال مع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء قبل تفويت القطاع للشركة الفرنسية امانديس-فيوليا المغرب- باسم التدبير المفوض آنذاك.وتم تمرير العمال الى "عطاش"في شكل شركتي العشيريوكوجينور، ثم شركة SMCE التي تحولت بعد ذلك الى امانور والتي تتشكل من ثلاث شركات مندمجة تابعة لفيوليا المغرب (امانور الكهرباء، هيدروليا، وامانور التطهير السائل)، ليتم بعد ذلك بيع امانور الكهرباء عبر تفويت داخلي لفيوليا لشركة ستيلوم التي أعلنت التصفية النهائية للشركة وتم الزج بعمالها في الشارع. وبعد توقيع مؤامرة التفويت/التدبير المفوض خاض العمال المؤقتون لدى الوكالة المستقلة اعتصاما لمدة شهر مع بداية 2002 أمام الوكالة المستقلة/امانديس حاليا من أجل الإدماج في الشركة الجديدة اسوة بباقي مستخدمي الوكالة.إلاأنه قد تم التلاعب بمصير العمال وخضع الإدماج للمحسوبية والزبونية، كما حال امانيس اليوم وحال وطننا الحبيب بشكل عام. وبموجب تلك المعركة تم توقيع اتفاقية تصفية المعركة باسم بروتكول يتيم يديم مأساة العمال لما يناهز20 عام في انتظار الذي لن يأتي "الإدماج وفق الاحتياج" وللإشارة فقد تم إدماج وتوظيف المئات بطرق مشبوهة في الحرف الأصلية للشركة مع استمرار استبعاد المعنيين المباشرين باتفاق 2002، عمال امانوروسيتيلوم. وهو ما شكل الحافز لصمود عمال سيتيلوم بعد قرار التصفية وبدعم لا مشروط من عمال امانور المعنيين كذلك بمعركة الإدماج. إن صمود عمال ستيلوم واستمرار معركتهم يعري حقيقة التشغيل عبر شركات المناولة. ويعتبر خطوة إضافية لفضح سماسرة البؤس ويكشف الطبيعة الطبقية للترسانة القانونية للنظام القائم في مجال التشغيل.
03 سبتمبر 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓