2016/09/06

حسن أحراث// مجرمون في صمت..قادة "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" يقتلون الشهداء..

المجرمون مجرمون، سواء في السر أو العلن.. وأخطر أشكال الإجرام هو الإجرام السياسي. والشعب المغربي أدى وما فتئ يؤدي ثمن إجرام النظام القائم وعصاباته المعلومة والمجهولة.
وضمن عصاباته المعلومة العديد من القوى السياسية والنقابية والجمعوية، وخاصة قياداتها المتورطة في الكثير من الجرائم المفضوحة. أما العصابات المجهولة، فعلى رأسها مختلف أجهزة القمع و"البلطجية" الممولة والمرتبطة بها وكذلك العناصر المندسة في الوسط المناضل باسم "الثورة والثوار"...
ومناسبة هذا الحديث "الممل" والمزعج هو افتتاح يوم الاثنين (05 شتنبر 2016) بمدينة الدار البيضاء وفي صمت، مقبرة أقبر فيها سريا المئات من شهداء انتفاضة 20 يونيو 1981 المجيدة. وذلك حسب ما ورد في بيان لما يسمى بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان "في إطار تتبع تنفيذ توصيات هيئة الانصاف والمصالحة التي ترمي الى حفظ الذاكرة الجماعية".
حدث صامت وإجرام صامت.. ومجرمون في صمت..
لماذا يا ترى الدار البيضاء؟ ولماذا شهداء الانتفاضة الشعبية ليوم 20 يونيو 1981؟
نشرت بعض وسائل الإعلام وباقتضاب وحذر خبر إقامة "شعائر دينية بحضور العائلات وعدد من الشخصيات وممثلي السلطات والمجتمع المدني". والأسئلة التي تطرح نفسها:
عن أي عائلات يتحدثون؟ كم عدد هذه العائلات؟ من هو هذا المجتمع المدني (الصامت)؟ أما ممثلو السلطات، فمعروفون.. إنهم مجرمون "معلومون ومجهولون".. إنهم مجرمون في صمت..
وماذا عن الجرائم السياسية لأواخر 1955 وبداية 1956؟
ماذا عن جريمة "Ecuvillon" (المكنسة)؟
وماذا عن شهداء الريف سنتي 1958 و1959؟
ماذا عن شهداء 23 مارس 1965 بالدار البيضاء؟
ماذا عن شهداء 03 مارس 1973؟
ماذا عن شهداء 1984 بطول المغرب وعرضه؟
ماذا عن باقي الشهداء، فرادى وجماعات، داخل السجون وخارجها؟
ماذا عن المعتقلين السياسيين اليوم؟ وماذا عن المضربين عن الطعام الآن؟
ماذا عن المطرودين والموقوفين والمعطلين والمشردين...؟
لا لدر الرماد في العيون.. ولا لتوظيف الشهداء في ولائم الأوغاد، من قبيل الانتخابات التشريعية (مهزلة 07 أكتوبر القادمة)..
إن "هيئة الإنصاف والمصالحة" أكبر كذبة في إطار ما يسمى ب"العدالة الانتقالية"، وطنيا ودوليا. ومن بين أكبر (أخطر) المجرمين، أبطال هذه الكذبة التاريخية في مسار شعبنا البطل..
ما رأي "المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف"؟ هل تم إشراكه في وليمة "الدم" هاته؟ هل يباركها وحدها دون غيرها؟
يتحدثون بوقاحة منقطعة النظير عن "تتبع تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة". إلا أنهم يتتبعون ما يريدون حسب "التوصيات" المزعومة وحسب كذلك التعليمات.. والتعليمات ببلادنا (المغرب) أقوى من التوصيات والقوانين وحتى الدستور (الممنوح طبعا، "أسمى قانون")...
وكذلك "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" (المجلس الاستشاري سابقا)، إنه أداة النظام لطمس الحقيقة بدل "كشف الحقيقة وحفظ الذاكرة"..
إنه أداة للإفلات من العقاب.. إنه "بوق" للاستهلاك الخارجي..
إنه آلية لقتل الشهداء، مرات ومرات، وفي صمت..
ماذا عن ضعفنا؟ وماذا عن تخلفنا؟
لنجتهد في الاتجاه الصحيح..

  6 سبتمبر  2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق