2016/10/13

حسن أحراث// الشهيد رحال، هل أتاك حديث مهزلة 07 أكتوبر؟

متى نهديك مشعل الثورة، أم أسقطوك من مواعيدهم بفعل التيه وغدر الزمن؟
متى نحقق حلمك؟ أو متى يتحقق حلمك، حلمنا جميعا، حلم جميع الشهداء، حلم شعبنا؟

نخلد ذكرى استشهادك (13 أكتوبر 1979) كل سنة، وكل سنة نتحسر ونندب "حظنا" السيئ. هي حالنا مع كل محطات الاستشهاد، وهي حالنا مع كل تضحيات أبناء شعبنا. نردد الشعارات وندبج المقالات، وقد نبكي (في صمت).. وفي أحسن الأحوال نتيه بدون أفق في المعارك التي تفاجئنا في كثير من الأحيان..
مرة أخرى أيها الشهيد، وعلى مقربة من ذكرى استشهادك، وجدنا أنفسنا في ذيل الأحداث/المؤامرات التي تصنع مأساتنا وتعمل على تأبيد معاناتنا. فقد عرت مهزلة 07 أكتوبر (الديمقراطية المفترى عليها) بعض صور عجزنا الفظيع. لقد فضحتنا مرآة الواقع كمتفرجين ناقمين لا يملكون غير غضبهم وحنقهم وشعاراتهم المألوفة وتيههم المسترسل.
لقد صرنا غرباء فوق أرضنا الطاهرة، نراقب مشهدا سرياليا يخفي الحقيقة ويقتل أبطالها، وينتصر للقمع والقهر والتسلط ويكرس العبث أيضا، كعبث 07 أكتوبر وعبث دمى 07 أكتوبر. لقد صرنا أشباحا بدون أثر رغم شغبنا ورغم صياحنا، لا نرى أو نسمع إلا من طرف بعضنا البعض. فقط الأشباح ترى الأشباح، أو الأصح الأشباح تقارع الأشباح.
لا نزيد الطين بله ولا نجلد الذات أو نبخسها "أشياءها". هناك تضحيات وهناك نضالات لا يمكن تجاهلها أو القفز عليها، لكننا لم نرق بعد كذات مناضلة منظمة وفاعلة الى مستوى طموحاتنا وتطلعات شهدائنا وآمال شعبنا، في ظل وضعية سياسية واجتماعية واقتصادية كارثية.
إنها "سوداوية" محكومة بغيرتنا على قضية شعبنا وبرفضنا لهذا الوضع غير المقبول. إنها دعوة لتكاثف الجهود للخروج من هذا المأزق الذي ساهمنا بوعي أو بدونه في بناء جدرانه السميكة. وقد نجح النظام في تعميق جراحنا بواسطة القمع والتشريد وعن طريق الاختراق وزرع الألغام في طريق الثورة والثوار. فأين جيوش "المناضلين" الذين عجت بهم الساحات والسجون وملأ "ضجيجهم" سماء البلاد وسراديبها؟ أين "رفاقك"/"رفاقنا" أيها الشهيد؟
إن الصراع الطبقي يصنع الفرز ويوضح الرؤية. إنه يقوي الفولاذ ويكسر الزجاج.. فلتتواصل المعركة، ولندعم كل من حمل المشعل وسار على الدرب، بدل إسقاطه..
لقد بات واضحا أيضا أن جل معاركنا كانت خارج ساحاتها الحقيقية (كنا نلعب خارج الميدان). لقد ابتعدنا كثيرا عن المعترك الذي يصنع الفارق ويثبت المكتسبات على أرضية صلبة، إنه معترك العمال والفلاحين الفقراء. ومن بين أسباب ذلك شئنا أم أبينا هناك "الهروب" من التحديات الكبرى، أي الركون الى "الأسهل".. وقد ترتب عن ذلك العديد من الحروب الهامشية التي أضعفت الكثير من الجهود، وخلفت العديد من محطات الفشل والسقوط المروعين.
والوعي بما يترتب عن هذا النقد الذاتي "المتأخر" يفرض خوض المعركة في معتركها الصحيح الى جانب كل من يبرهن على أهليته وجديته في مواصلة المشوار حتى النهاية، وبدون شك على كافة الواجهات، مع ما يستدعيه الموقف السديد من ترتيب للأولويات. إننا نجدد العهد للشهيد رحال جبيهة في الذكرى 37 لاستشهاده ولكافة الشهداء على أن نحضر حيث يجب أن نحضر، انسجاما ومرجعيتنا وأهدافنا...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق