كتب الرفيق أحمد بيان: "هناك فرق كبير (وكبير جدا) بين ممارسة موقف المقاطعة بالنسبة لحزب سياسي (قانوني، أي حزب يعترف بقوانين اللعبة) وبين تيار سياسي
أو منظمة سياسية يرفضان "القانونية" (الشرعية) وشروطها المذلة، ومنها الاعتراف بالمقدسات" (مقال للرفيق بيان تحت عنوان "كيف نمارس المقاطعة؟"، صادر في 01 أكتوبر 2016، موقع الحوار المتمدن)..
والأمر كذلك، أتذكر يوم التحقنا (بعض المعتقلين السياسيين، مجموعة مراكش)، ذات صبيحة من شهر يوليوز 1984، مضربون عن الطعام، بالسجن المدني بأسفي ..
لقد أعدوا العدة (النهار الأول يموت المش)..
لقد أرادوا فرض ارتداء "بذلة" السجن الخشنة لإذلالنا وإخضاعنا..
قلنا: لا (بالإجماع)..
لماذا؟
بادر بعض "رفاقنا الأذكياء": "حنا دايرين النقض والإبرام"، أي بأحد المعاني، "هم قانونيون"..
و"بقينا حنا".. "حنا لكوانب"، أي الأغبياء..
"حنا" الثوار، حقيقة والى الآن.. لقد رفضنا "النقض والإبرام" كموقف سياسي، لأنه لا ثقة لنا في "عدالة/قضاء" النظام في كل مراحلها..
قال مدير السجن بمدينة أسفي بصوت خشن آمر: فلترتدوا أنتم إذن (الأغبياء) "بذلة" السجن (بصيغة أكلة البطاطس)..
رغم ذلك، قلنا (نحن الثوار): لا..
وأسماء الثوار المعنيين للتاريخ: مصطفى بلهواري ولقدور لحبيب والطاهر الدريدي ونور الدين جوهاري وعبد الرحيم سايف وحسن أحراث.
سمحوا "للأذكياء" بالانصراف الى جناح خاص، وبقينا نحن "لكوانب" الى جانب "كوانب" آخرين (02)..
ماذا حصل؟
انتظروا/ترقبوا..
للحقيقة الساطعة وللتاريخ المشرق، وبينما نحن مترددون، وبدون استشارة، اندفع الشهيد مصطفى بلهواري نحوهم كالرمح، مرددا: ماذا أنتم فاعلون؟
جردوه بقسوة من ملابسه وساقوه عاريا نحو المجهول..
ثم اندفعنا نحن "الجبناء" الواحد تلو الآخر.. جردنا من ملابسنا.. بقينا حفاة عراة.. ولم يجدوا بدا أمام مرأى مديرهم مشدوها إلا أن يوجهوننا رغما عنهم نحو المجموعة الكاملة (دائما حفاة عراة) لنرتدي بفخر وعز، وكذلك الشهيد مصطفى، ملابسنا الطبيعية.. وقد التحق بنا بعض أهل "النقض والإبرام" (خطأ) ب"بذلة" السجن "الأنيقة"/المهينة..
ربما التتمة واضحة، أو تفسير الواضحات من المفضحات..
الخلاصة: "إننا في تيار البديل الجذري المغربي، نعلن مقاطعتنا لمهزلة 07 أكتوبر 2016 بكل مراحلها، وندعو كافة الجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة وكافة المناضلين (منظمين وغير منظمين) الى مقاطعتها والعمل على تجسيد هذا الموقف على أرض الواقع من خلال كل الأشكال النضالية الفردية والجماعية ومن كل مواقع الفعل النضالي المكافح، وكذلك الانخراط في كل المبادرات النضالية التي تنسجم وموقفنا في تيار البديل الجذري المغربي.
ولا يخفى أنه لا يكفي رفع شعار المقاطعة وبشكل مناسباتي، فالمطلوب في ظل صراع طبقي حاد هو تجسيد المقاطعة قبلا وبعدا، أي ممارسة المقاطعة المتواصلة والتجسيد المتواصل لها بكل ما ترمز إليه من مناهضة وصراع مرير مع الأعداء الطبقيين وعلى رأسهم البورجوازية الكبيرة، مع المواكبة المنتظمة لحركية الواقع وتغيراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحضور المنظم والفاعل حيث توجد سواعد الثورة المنشودة (العمال). كما لا يفوتنا إدانة القيادات النقابية البيروقراطية (مافيات العمل النقابي) التي تدعو الشغيلة عموما الى المشاركة في اللعبة التافهة والبعيدة كل البعد عن المعارك النضالية التي من المفروض خوضها وإنجاحها. ويبقى موقفنا الثابت هو مواصلة العمل النضالي المنظم بكل التضحيات المطلوبة للمساهمة في بناء الحزب الثوري وإنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بداية خلاص شعبنا من قبضة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي.." (مقتطف من بيان لتيار البديل الجذري المغربي).
وبكل مبدئية، أتضامن مع كافة ضحايا حملة المقاطعة، وأدين كافة أشكال القمع والتضييق التي تعرضوا لها: الاعتقال، الاعتداءات الجسدية، نزع المناشير واللافتات..
1 أكتوبر 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓