2016/10/30

حسن أحراث//زمن "الطحن" أتى أيها الشهيد محسن..

زمن الحديد والنار كان، زمن الرصاص وتقطيع الأوصال والشرايين كان.. استمر طويلا، وصار زمن الحرق والظلام.. والآن أتى زمن "الطحن" وفي عرس
"الديمقراطية" وأوج "حقوق الإنسان".. لك الشعب أيها الشهيد محسن فكري، لك التاريخ والحقيقة.. وليغرقوا في متاهات/تفاهات أو مستنقعات صنع التحالفات وتشكيل الحكومات.. 
صدق الشاعر ابن نباتة السعدي (القرن العاشر الميلادي) حين قال: "ومن لم يمت بالسيف مات بغيره// تعددت الأسباب والموت واحد".
لقد تعددت أسباب قتلنا بالأمس واليوم. فأن نستشهد بالجملة أو بالتقسيط، أو بسبب الحديد أو الرصاص أو الحرق أو الطحن، فالقتل واحد.. 
سقط شهداؤنا تحت التعذيب داخل السراديب والأقبية وفي الإضرابات عن الطعام داخل السجون وفي الشوارع برصاص الغدر، إبان الانتفاضات الشعبية المجيدة.. تعددت أسباب قتلنا والاستشهاد واحد..
فهل من تطرف وعدمية بعد "الطحن" العلني وبالشارع العام؟
فهل من تطرف وعدمية بعد الآن؟
سيتحدث تاريخ شعبنا عاجلا أم آجلا..
متطرفون وعدميون، نحن.. تهم جاهزة وصالحة لإعدامنا بالجملة والتقسيط.. تهم رددها الأعداء وحتى "الأصدقاء".. 
وماذا عن الشهيد محسن فكري؟ 
أعترف/أشهد، إنه "متطرف" وعدمي"، مثلنا تماما.. كيف "يجرؤ" على معاكسة أجهزة القمع؟ كيف "يجرؤ" على إعلان كرامته وحقه البسيط في العيش الكريم أمام الملأ؟ أليست كل الطرق تؤدي الى إعلان "الولاء" (الرشوة والزبونية والخضوع وكافة أشكال الفساد القديمة والحديثة)؟
إن أعالي الأرض والسماء وأعالي البحار لهم.. لنا الجوع والقمع والتشريد.. 
إن شعبنا متطرف وعدمي، لذلك يستشهد أبناؤه تباعا، وبالجملة والتقسيط..
إنها جريمة نكراء على أرض الحسيمة الطيبة، عشية ذكرى اختطاف واغتيال الشهيدين بنبركة والمانوزي، وقبلهما رحال جبيهة، وبعدهما مباشرة ذكرى تقطيع أوصال الشهيد المعطي بوملي، فذكرى الشهداء تهاني أمين وعبد اللطيف زروال وسعيدة المنبهي وعمر بنجلون.. والى محطات السنة المقبلة..
في كل بيت شهيد وفي كل بيت معتقل وفي كل بيت مشرد، على قياس "في كل بيت عرس وشمعتان"..
إن الشهيد واحد، ابن الشعب المغربي المكافح.. والقاتل واحد، النظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي..
إن الواقع الملموس يهمس خلسة في آذاننا: أين التحليل الملموس، يا أبناء شعب الشهداء؟ 
نعتذر منك الشهيد محسن ومن دمع أمك وأبيك وعائلتك وأصدقائك.. ونعاهدك كما عاهدنا رفاقنا تحت الأرض وفوقها وكما عاهدنا شعبنا، أننا سنواصل المشوار على أرض الواقع.. 
سنواصل المعركة حتى آخر رمق..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق