تحية وعهد للشهيد غيفارا في ذكرى استشهاده (09 أكتوبر 1967)، ومن خلاله لكافة الشهداء بالمغرب والعالم. فلكل الشهداء، العظماء، الوفاء والتقدير.. لأن القضايا العادلة قضية عادلة واحدة بالمغرب والعالم..
كان غيفارا الأمس رمزا حقيقيا، مقتنعا بقضيته ومؤمنا بانتصارها. أما غيفارات اليوم فرموز ورقية بدون رصيد وبدون أفق.. فهم أقرب الى احتراف الزعيق وركوب الحروب الخاسرة.
"مات" غيفارا، و"عاش" غيفارات. لذلك تسارعت الثورات إبان غيفارا واحد، وتعطلت زمن غيفارات..
كان غيفارا واحد، لكن لم يكن وحده. أما غيفارات فكثيرون، لكن وحدهم. وهناك فرق بين أن تكون واحدا وبين أن تكون وحيدا.. وغيفارا كان واحدا، ولم يكن وحيدا..
حقا، "مات" غيفارا، لكن أفكاره عاشت وكذلك أحلامه..
إن الأفكار الثورية لا تموت، كما الحقيقة، حية دوما وأبدا.. أما عمر الافتراء والكذب والتضليل، فقصير.. ومن تسلح بالحقيقةّ، ولو تكن مرة، عاش حيا أو ميتا.. ومن تسلح بنار الضغينة والفراغ اختنق بدخانها وغرق في رمادها..
إن صرخة غيفارا قوية، لكن وصيته بسيطة: اعتناق الثورة بصدق..
وحقا، ليس مناضلا من يحمل قلبا أسودا وقاسيا، وليس مناضلا من يختار جنة "النعيم"، تزلفا وتملقا، سواء للنظام أو لرموز تدعي النضال..
إن المناضل هو الصدق والوفاء، أولا..
لقد حمل غيفارا البندقية ولم يغرق في عقم أو "جدل" الانتماء.. كانت له بوصلته بدون شك.. لقد "جسّد نضاله بمصرعه ومن سكات لا طبالين يفرقعوا ولا إعلانات..".. كذلك العديد من العظماء ببلادنا، من رموز المقاومة المسلحة وجيش التحرير ودهكون ورفاق دهكون..
وكذلك العديد من البسطاء، جنود الخفاء..
فلم يعد الثوار ينبعون (وبالضرورة) من قلب السجون. أين "الثوار" الذين نبعوا من قلب السجن المركزي بالقنيطرة وبسجون أخرى؟
إن الثوار ينبعون من قلب الأرض الطيبة ومن عمق القلوب الصادقة.. ومن هناك نبع غيفارا..
وأن تكون غيفارا يعني أن تعتنق الثورة بصدق وحب..
8 أكتوبر 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓