انتهى لعب "دراري" (أي لعب الأطفال، معذرة للأطفال الأبرياء عن التشبيه). إن مهزلة 07 أكتوبر 2016 بالمغرب ليست سوى لعب "دراري".. فرح من فرح وحزن من
حزن، واستمرت "الحياة" البئيسة، الاضطهاد والاستغلال والقمع (قمع مسيرة 02 أكتوبر في زمن الديمقراطية الزائفة فضح رهان المتهافتين).. ماذا ربح العمال؟ ماذا ربح الفلاحون الفقراء؟ ماذا ربح الطلبة أو المعطلون؟ ماذا عن المعتقلين السياسيين؟ ماذا عن المشردين؟ ماذا عن ميزانية 2017 السابقة لأوانها؟ ماذا عن تصريح وزير الداخلية (صبيحة 09 أكتوبر 2016) الذي فضح "ديمقراطيتنا" (ديمقراطية التعليمات والانضباط للتعليمات..)؟ ما هو رد الحزب "المنتصر/الحاكم" (حزب العدالة والتنمية) عن هذه الاتهامات الخطيرة، اتهامات وزير في حكومة الحزب "المنتصر/الحاكم"؟ ما هو رد "النخبة" المريضة والرأي العام؟ إنه وضع اجتماعي واقتصادي وسياسي متردي مستمر في ظل نظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي مستمر.. إنه التواطؤ المكشوف.. تبا لكم.. لنا التاريخ، ولكم مزبلة التاريخ، أيها الأنذال..
إن الرابح الأول والأخير هو النظام القائم. فهو من وزع اللعب والدمى بمختلف أشكالها وألوانها على "دراري" (الأحزاب السياسية الرجعية والإصلاحية)، وهو من صنع فرح هذا وحزن ذاك.. وما يهمه بالدرجة الأولى هو فرحه/استمراره الدائم..
إنه من العيب أن ينخدع هذا وذاك (وخاصة "عباقرة" السياسة، أفرادا أو أحزابا...) لطقوس لعبة فاسدة من أساسها، بدستورها وقوانينها...
وبكل وضوح ومسؤولية، وللتاريخ، إن من شارك في اللعبة قد وضع نفسه خارج سياق التاريخ، التاريخ المشرق لشعبنا.. لقد قدم نفسه، وعن طيب خاطر، قربانا للنظام القائم، من أجل الفتات واستمرار الظلم والقهر والاضطهاد.. فلن تنطلي علينا حيل الانتهازيين، أحزابا أو نقابات أو جمعيات أو أشخاصا (في صورة مثقفين).. فهل نلوم حزب الحركة الشعبية (أحرضان/العنصر)؟ وهل نلوم حزب الحركة الاجتماعية الديمقراطية (عرشان)؟ وهل نلوم حزب الأحرار (عصمان/المنصوري...)؟ وهل نلوم حزب الاتحاد الدستوري (المعطي بوعبيد/ساجد...)؟ وهل نلوم حزب العدالة والتنمية (التماسيح والعفاريت...)؟ وهل نلوم حزب الأصالة والمعاصرة (الهمة/القصر)؟ وطبعا، لن نلوم أحزاب "اليسار" المفترى عليه.. من الاتحاد الاشتراكي وعبر التقدم والاشتراكية الى تحالف فدرالية اليسار..
ومن العبث الرهان عليهم الآن أو مستقبلا.. لقد اختاروا طريقهم (الطريق الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع، لا يهم..). ومن يراهن عليهم، فإنه يضع نفسه على ضفافهم.. إنه يوقع بالأحرف الأولى على استعداده للانخراط في المستنقع.. مما يعني أنه بدوره سيقدم نفسه "قربانا للنظام"، وإن بشروط، في هذا المنعطف أو ذاك..
فمن "حسنات" مهزلة 07 أكتوبر توضيح الصورة أكثر وتعرية خبايا المتسترين وراء الشعارات والنظريات..
والسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه بعد هذه المهزلة هو: أي تحالفات الآن؟
والأكيد أن انتصار الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية يعتمد على إقامة تحالفات سياسية منسجمة وقوية.
إن الصراع الطبقي لا يرحم. ومن يهمه خوض المعركة من موقع الانتماء للطبقة العاملة وحلفائها، لابد أن يعلن طلاقه للنظام (وليس للمخزن، كما نقرأ بابتذال) وقطع العلاقة معه (القانونية/الشرعية)، كعدو طبقي.. ولابد من إعلان القطيعة كذلك مع حلفاء النظام، بمن فيهم المشاركين في مهزلة 07 أكتوبر..
إنها ملامح التحالفات الممكنة على قاعد ثورية.. فلا مجال للحديث عن التحالف مع من تشتم فيه رائحة النظام، من قريب أو من بعيد..
إننا نتحالف مع "من يعلن ويمارس طلاقه للنظام (وليس للمخزن، كما نقرأ بابتذال) وقطع العلاقة معه (القانونية/الشرعية)، كعدو طبقي.." ومع من "يعلن ويمارس القطيعة كذلك مع حلفاء النظام، بمن فيهم المشاركين في مهزلة 07 أكتوبر..". وموقعنا/عنواننا هو خندق العمال والفلاحين الفقراء وعموم المضطهدين.. قد لا ننجح في رفع التحدي أو إنجاز هذه المهام الثورية وفق معاييرنا ووفق طموحاتنا، لكن أبناء شعبنا أقدر على ذلك، سواء اليوم أو غدا.. نحن لا نؤمن "بالمستحيل"..
لقد ارتفعت الشعارات وتعددت التحليلات، لكن الأهم، ليس التبرير أو الترف أو جلد الذات (كلنا يتحمل المسؤولية وبتفاوت فيما وقع ويقع، بالأمس واليوم وغدا)، إنه رسم معالم غد قائم على أسس نضالية متينة، من شأنه تغيير موازين القوى لفائدة التغيير الجذري. ولا نرى من موقعنا كماركسيين لينينيين، وكمناضلين في إطار تيار البديل الجذري المغربي، من طريق غير الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، الى جانب "من يعلن ويمارس طلاقه للنظام (وليس للمخزن، كما نقرأ بابتذال) وقطع العلاقة معه (القانونية/الشرعية)، كعدو طبقي.." ومع من "يعلن ويمارس القطيعة كذلك مع حلفاء النظام، بمن فيهم المشاركين في مهزلة 07 أكتوبر.."، وبدون شك، اعتمادا على القوة التي تختزنها الطبقة العاملة في حالة استنهاضها وتنظيمها في إطار حزبها الثوري..
وحتى لا نحجب الشمس بالغربال أو نساهم في طمس الحقيقة، فبلادنا لا تعرف فقط مهزلة 07 أكتوبر وأحزاب هذه المهزلة، ماذا عن مهازل نقاباتنا، وبالخصوص قيادات الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل؟
لقد أعلنت اصطفافها الى جانب رواد/أبطال مهزلة 07 أكتوبر.. لقد تاجرت بالمكشوف في قضايا العمال وقضايا عموم أبناء شعبنا..
وأي تحالف، لا يمكن أن يتجاهل الموقف من هذه المافيات التي تمتص دماءنا وتكرس تشرذمنا..
10 أكتوبر 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓