2016/11/06

حسن أحراث// في ذكرى الشهيد أمين تهاني... قافلة الشهداء "آتية لا ريب فيها"..

كم سقط من شهيد بعدك يا شهيد؟!! كم من مأدبة تعذيب قد نظمت، وكم من مقصلة/مطحنة قد نفذت، وكم من خيانة أعلنت..؟!! 

أسئلة تؤرق فقط رفاقك المخلصين القابضين على جمر القضية، قضية شعب متأهب قدم ويقدم الدليل تلو الآخر على "جاهزيته" لخوض معركة الخلاص المؤجلة بفعل فاعل، أو بالأحرى بفعل فاعلين.. أسئلة تفضح النظام القائم وأزلامه، من قوى سياسية تتاجر في الدم المغربي وقيادات نقابية وجمعوية "مافيوزية" ورموز أو مرتزقة الخنوع والتضليل، وتفند شعاراته البراقة التي انخدع لبريقها (بوعي أو بدونه) القاصي والداني.. 
فمنذ 06 نونبر 1985، عندما سرقوا أحلامك الثورية وصادروا حقك الطبيعي في الحياة تحت التعذيب الوحشي بدرب "مولاي الشريف" السيئ الذكر بمدينة الدار البيضاء، والى 28 أكتوبر 2016، لما نفذوا جريمة طحن الشهيد محسن فكري الحامل لقسط وافر من دمك الزكي وأفكارك وأحلامك، والمتشبع بشهامة المغربي الذي يرفض الذل والهوان، مرت دماء كثيرة تحت الجسر.. ومرت أيضا انكسارات وكبوات ولحظات ضعف وتردد.. 
منذ نونبر 1985 الى نونبر 2016، بلغ حلم الشهيد أمين تهاني 31 سنة. ومنذ نونبر 1974 الى نونبر 2016، بلغ حلم الشهيد عبد اللطيف زروال 42 سنة... 
فكم سيبلغ يا ترى عمر حلم شعبنا، حلمنا جميعا؟ الى متى سنبقى نعد السنوات والشهور والأيام...؟
الى متى ستدوم ببلدنا الحبيب سنوات الشقاء والبؤس والقمع والقتل؟
كفى من التيه المقصود ومن خلط الأوراق ومن اللعب على الحبل، عن "سبق الإصرار".. فلم تعد "الحيلة" (الشعارات والوعود وذرف الدموع...) تنطلي على شعبنا أو على المناضلين المخلصين لقضية شعبنا..
إن طريق الخلاص تنادي، سرا وعلانية.. 
فلم يعد خافيا عنوان ثورة شعبنا. 
بدون شك، ليس عنوان "COP22" (حدث الساعة الذي قاطع "الحالمين" المجندين ذوي السيوف الخشبية، قبل أن "يقاطعوه" شكلا وحفاظا على ماء الوجه).. 
إنه عنوان الشهيد تهاني، عنوان كافة شهداء شعبنا.. إنه عنوان المناضلين الحقيقيين..
إنها وجدة والحسيمة والدار البيضاء وفاس وطنجة ومراكش وكل المدن والمناطق المغربية.. إنها التربة المغربية المخضبة بالدماء الطاهرة لشهداء شعبنا ومناضليه الأشاوس بالأمس واليوم..
إن تخليد ذكرى الشهيد تهاني تذكير بحلم الشهيد وبعنوان الشهيد، عنوان ثورتنا القادمة...
إن تخليد ذكرى الشهيد تهاني فضح للمتخاذلين بكل ألوانهم وعناوينهم..
إن تخليد ذكرى الشهيد تهاني دعوة لتحمل المسؤولية، من موقع البديل الفعلي والجذري.. فلنبن التنظيم الثوري تحت النيران "الصديقة" والعدوة..
إن تخليد ذكرى الشهيد تهاني تعبير عن الوفاء للشهداء، كافة الشهداء..
إن تخليد ذكرى الشهيد تهاني تعبير واضح عن مواصلة مشواره الخالد، مشوار العمال والفلاحين الفقراء.. 
لقد استشهد تهاني من أجل الثورة.. وليس رفيقا للتهاني من يرى شيئا آخرا غير الثورة..
كما الشهداء، جل الشهداء، لقد استشهدوا من أجل الثورة.. وليس رفيقا للشهداء من يرى شيئا آخرا غير الثورة..
بعد استشهاد محسن فكري (طحنا وبدم بارد)، توالت الدعوات لنهوض "اليسار" وانتظامه.. لكنها دعوات لنهوض "اليسار" تحت يافطة "اليمين" (إنها دعوات لطحن اليسار الحقيقي).. يحلمون بيسار غير اليسار.. فحلمهم ليس حلم الشهداء..
وكما "ليس رفيقا للتهاني من يرى شيئا آخرا غير الثورة.."، فليس يساريا من يقبل شيئا آخرا غير الثورة..
ومن لا يقبل غير الثورة، فلينتظر قافلة الشهداء.. إنها تطرق الأبواب، إنها آتية "لا ريب فيها"..

   6 نونبر 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق