العمال الزراعيون الثمانية المعتصمون امام مقر شركة فريش بريم لمالكها الشرقاوي لما يقرب عن المائة يوم، ينهون اربعة عشر يوما من إضرابهم المفتوح
عن الطعام ضدا على الطرد التعسفي الذي لحقهم لمجرد تأسيس مكتب نقابي للدفاع عن مصالحهم ضد الاستغلال والقهر.. الاشكال المطروح الآن حتى إنجاح معركتهم البطولية وهذا على لسانهم، والتي تتجاوز بكثير الأوهام البورجوازية الصغيرة في الاصلاح وتطبيق القانون، تتمثل في نقطتين: 1- تعاني الطبقة العاملة الزراعية من التشتت النقابي ذلك ان الضيعة الواحدة تشهد تواجد نقابتين او أكثر، ولا يقف الأمر عند هذا الأمر بل يتعداه ليشمل إنعدام الدعم النضالي والنفسي عند كل معركة نضالية تبنتها نقابة معينة ولم تجد صداها عند الإطار النقابي المشتغل بذات الضيعة، فما بالك ببقية المكاتب والإطارات النقابية العاملة بالمنطقة.المؤسف ان هذا الأمر إنتقل الى العمال أنفسهم إنهم يعانون اللامبالاة، بل لا يقرؤون حتى السلام كما صرح أحد العمال المضربين، نظريا، هذا الأمر معلوم كما أنه محسوم لدى عموم المناضلين، لكنه يفتقد التفكيك، أي العمل على تجاوزه وفضح القيادات النقابية التي تستفيد من ذلك، إن هذه الأخيرة فطنت لمسألة التربح التي ستجنيه من وراء العمال المنخرطين بنقاباتها/دكاكينها بمعناها التجاري سواء عن طريق جباية واجب الإنخراط وإمكانات التدليس والبقرطة، وكذلك في علاقتها مع النظام القائم عن طريق ابتزازه خفية او علانية بحكم الكم الجماهيري المتحكم به. كل هذا، ينقلنا وبشكل جدلي للنقطة 2- غياب الدعم المادي، الميداني والاعلامي للتعريف بقضيتهم، معركتهم البطولية، من طرف المعنيين بقضيةالتغيير، قضية الطبقة العاملة المغربية، ذلك أن نجاحها هو قطعا يصب في مصلحة الطبقة العاملة، الزراعية بالإقليم أقله. هذا الغياب المرتبط اساسا بانتشار الأوهام البورجوازية التي تنخر العقل وتربطه بمخاوفه. إن النظرية يتصلب عودها بمعمعان الصراع الطبقي، وليس بمعزل عنه، والعلاقات الرفاقية تتحدد على ضوء هذا العمل اليومي وسط العمال، وكل حديث عن تحديد الاساس النظري أولا في غياب الممارسة الميدانية مع العمال انما يعتبر إجابة خفية للتعبير عن المخاوف الطبقية..
إننا نعاني، وقبلنا يعاني كل المنتجين الحقيقيين للثروة، المرتبطين بعلاقات الانتاج الرأسمالية، الطبقة العاملة المغربية.
فهل من جواب..؟
4 دجنبر 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓